دعت فلسطين، الثلاثاء، سنغافورة إلى الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وأكدت أن أي ترتيبات مستقبلية في قطاع غزة يجب أن تتوافق مع "إعلان نيويورك" الهادف إلى تحقيق تسوية سلمية شاملة وتعزيز حل الدولتين.
جاء ذلك خلال لقاءين منفصلين عقدهما كل من رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى ووزيرة الخارجية والمغتربين فارسين أغابكيان شاهين، مع وزير خارجية سنغافورة فيفيان بالاكريشنان، وفق بيانين صادرين عن مكتبي المسؤولين الفلسطينيين.
وخلال لقائها الوزير السنغافوري، حثّت الوزيرة شاهين سنغافورة على الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل "دعماً عملياً لحل الدولتين وتعزيزاً للسلطة الفلسطينية، وانسجاماً مع القانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة".
وأكدت شاهين على "ضرورة مواصلة الدور الفاعل لسنغافورة في الجهود الإنسانية والإغاثية، والضغط على إسرائيل لفتح جميع المعابر والانسحاب الكامل من قطاع غزة".
كما استعرضت "الأوضاع المأساوية في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مشيرة إلى أن الكارثة الإنسانية في غزة مستمرة رغم وقف إطلاق النار، في ظل منع إدخال المساعدات الإنسانية، وتصاعد "إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية بدعم من جيش الاحتلال"، بالإضافة إلى "استمرار قرصنة أموال المقاصة الفلسطينية واحتجازها بالكامل منذ خمسة أشهر".
وأوضحت أن هذه الأموال، وهي ضرائب تُجمعها إسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية، تُعد مصدراً رئيسياً لتمويل الموازنة العامة، وأن احتجازها تسبب في أزمة مالية غير مسبوقة.
وفي لقاء منفصل، أكد رئيس الوزراء محمد مصطفى أن "أي ترتيبات انتقالية في قطاع غزة يجب أن تتماشى مع إعلان نيويورك، وأن تفضي إلى تمكين مؤسسات دولة فلسطين من العمل في القطاع وتوحيد الضفة وغزة تحت إدارة واحدة، بما يكرّس حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير".
ويعد إعلان نيويورك، الذي اعتمده مؤتمر حل الدولتين في 23 سبتمبر الماضي برئاسة السعودية وفرنسا، وثيقة دولية تؤكد الالتزام بحل الدولتين، وترسم مساراً "لا رجعة فيه" لبناء مستقبل مستقر للفلسطينيين والإسرائيليين ولشعوب المنطقة.
كما تناول اللقاء آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، حيث شدد مصطفى على أن إسرائيل تواصل تقويض الجهود الفلسطينية من خلال الحواجز العسكرية، وعملياتها شمالي الضفة الغربية، والاعتداءات اليومية من جيش الاحتلال والمستوطنين، إلى جانب احتجاز عائدات الضرائب الفلسطينية.
وأشار إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ يناير الماضي في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، أسفرت عن تدمير مئات المنازل وتهجير أكثر من 40 ألف فلسطيني.
من جانبه، أكد وزير الخارجية السنغافوري دعم بلاده لـ"جهود تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى السكان"، مشدداً على التزام سنغافورة بـ"دعم حل الدولتين وتقديم الدعم التقني لبناء القدرات والمؤسسات الفلسطينية".