حذّرت وزيرة الخارجية الفلسطينية، فارسين أغابكيان شاهين، الأحد، من انهيار وشيك للسلطة الفلسطينية في حال استمرار إسرائيل في حجز أموال الضرائب المعروفة بـ"أموال المقاصة"، والتي تمثل مصدر الدخل الأساسي للسلطة.
جاءت تصريحات شاهين خلال لقائها وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس، على هامش مؤتمر حوار المنامة 2025 في البحرين، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الفلسطينية.
وأوضحت الوزيرة أن إسرائيل تحتجز منذ ستة أشهر كامل أموال المقاصة التي تجمعها نيابة عن السلطة، ما تسبب في أزمة مالية غير مسبوقة عطّلت دفع رواتب الموظفين وهددت استمرار الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية.
وقالت شاهين إن استمرار هذا الوضع "سيؤدي إلى فوضى شاملة وانهيار مؤسسات السلطة الفلسطينية"، داعية المجتمع الدولي إلى "اتخاذ خطوات ملموسة وعاجلة لدعم السلطة وتمكينها من أداء مسؤولياتها في الضفة الغربية وقطاع غزة".
وأشارت إلى أن إجمالي المبالغ التي اقتطعتها إسرائيل منذ عام 2019 تجاوز 3 مليارات دولار، في ظل دعوات من وزراء في الحكومة الإسرائيلية مثل بِتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير إلى "خنق السلطة اقتصادياً" و"القضاء عليها سياسياً".
وأكدت شاهين أن "القضية الفلسطينية تمرّ بمرحلة مفصلية"، مشيرة إلى أن إفلات إسرائيل من العقاب شجعها على مواصلة سياساتها الاستيطانية والقمعية ضد الشعب الفلسطيني.
وأضافت أن "السلطة الفلسطينية اختارت طريق النضال السلمي منذ عقود، في وقت واصلت فيه إسرائيل رفض حلّ الدولتين وبناء المستوطنات"، مشددة على أن "الالتزام بالقانون الدولي هو الطريق الوحيد نحو تسوية سياسية عادلة".
وحول الوضع في غزة، قالت شاهين إن وقف إطلاق النار يجب ألا يكون الهدف النهائي، بل "خطوة أولى نحو سلام شامل يشمل جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مؤكدة أن إعادة الإعمار تمثل تحدياً إنسانياً كبيراً في ظل استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات التي "لا تتجاوز 170 شاحنة يومياً من أصل 600 متفق عليها".
وختمت الوزيرة بدعوة المجتمع الدولي إلى إنشاء آلية فعّالة لضمان وصول المساعدات وبدء عملية إعادة الإعمار فوراً، محذّرة من أن "الوقت ينفد، وأي تأخير إضافي سيقود إلى انهيار السلطة الفلسطينية بالكامل".