نفت حركة حماس، الأحد، صحة الاتهامات التي وجهتها القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) بشأن نهب عناصر تابعين لها شاحنات مساعدات إنسانية في قطاع غزة، معتبرةً أن هذه الادعاءات "باطلة ومفتعلة"، وتهدف إلى تبرير تقليص حجم المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع المحاصر.
وقالت الحركة في بيان رسمي، إن تصريحات "سنتكوم" المنشورة عبر منصة إكس، حول رصد طائرة مسيرة لعناصر يُشتبه بانتمائهم لحماس وهم ينهبون شاحنة غرب خان يونس، "لا أساس لها من الصحة"، مشددة على أن أي مؤسسة دولية أو محلية عاملة في المجال الإغاثي لم تتقدم بأي شكوى أو بلاغ عن حوادث مشابهة.
وأضافت حماس أن "القيادة الأمريكية تختلق مشاهد وهمية لتبرير سياسات الحصار"، متسائلة: "إذا كانت طائرات الدولة العظمى التقطت مشهدًا مزعومًا لشاحنة، فلماذا لم ترصد الجرائم اليومية للاحتلال الإسرائيلي التي يراها العالم أجمع؟"
وأشارت الحركة إلى أن الطائرات الأمريكية لم توثق مقتل 254 فلسطينيًا منذ بدء وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 105 أطفال و37 سيدة، ولا عمليات الاختراق اليومي للخط الأصفر أو نقص الوقود والمساعدات الغذائية الأساسية.
وأوضحت أن ما يدخل من شاحنات المساعدات لا يتجاوز 136 شاحنة يوميًا، معظمها لا يصل إلى الفئات الأكثر تضررًا، بينما تُدرج البقية ضمن الشحنات التجارية باهظة الثمن، ما يجعلها خارج متناول المدنيين الجائعين.
كما انتقدت حماس تبنّي واشنطن للرواية الإسرائيلية، معتبرة أن ذلك "يعمق انحيازها السياسي والأخلاقي" ويجعلها شريكًا في الحصار والمعاناة الإنسانية، داعية الإدارة الأمريكية إلى تحمل مسؤولياتها والضغط على إسرائيل لوقف الخروقات وتنفيذ بنود الاتفاق.
وكانت القيادة المركزية الأمريكية قد زعمت أن نحو 40 دولة ومنظمة تعمل في "المركز الأمريكي للتنسيق المدني العسكري في غزة (CMCC)"، وأن نهب الشاحنة المزعوم "يُقوّض الجهود الدولية لإيصال المساعدات".
ويأتي الجدل في وقتٍ يواجه فيه القطاع أزمة إنسانية خانقة رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أنهى عامين من الحرب الإسرائيلية التي أودت بحياة أكثر من 68 ألف فلسطيني وأصابت 170 ألفًا، فيما دمّرت نحو 90% من البنية التحتية المدنية وخلفت خسائر تتجاوز 70 مليار دولار.