دافع وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، الجمعة، عن إعلان الرئيس دونالد ترامب استئناف بلاده التجارب النووية، معتبراً أن القرار "يمثل خطوة مسؤولة" تهدف إلى تعزيز مصداقية الردع الأميركي.
وقال هيغسيث خلال مؤتمر صحفي في كوالالمبور عقب محادثاته مع نظيره الصيني دونغ جون: "كان الرئيس واضحاً تماماً، يجب أن يكون لدينا ردع نووي موثوق. واستئناف التجارب طريقة مسؤولة إلى حد ما لتحقيق ذلك".
وجاءت تصريحات الوزير بعد يوم واحد من إعلان ترامب أن الولايات المتحدة ستبدأ فوراً باختبار ترسانتها النووية، في خطوة وصفتها دول كبرى بأنها تهديد مباشر لمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.
ترامب يبرر القرار
وكان ترامب قد كتب على منصة "تروث سوشيال"، الخميس، قائلاً: "بسبب الاختبارات التي تجريها دول أخرى، أصدرت تعليماتي لوزارة الحرب بالبدء في اختبار أسلحتنا النووية بالمثل".
وأكد الرئيس الأميركي أن بلاده تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم، مشيداً بما وصفه بـ"عملية التحديث والتجديد الكامل" التي أجراها على الأسلحة الاستراتيجية خلال ولايته.
وأضاف ترامب أن "روسيا تأتي في المرتبة الثانية، والصين في الثالثة بفارق كبير"، لكنه حذر من أن الدولتين "قد تصلان إلى التكافؤ النووي مع واشنطن خلال خمس سنوات".
ردود دولية حادة
أثارت الخطوة الأميركية موجة من التحذيرات الدولية، خصوصاً من الصين وروسيا.
فقد حثت بكين واشنطن على "الالتزام الجاد بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية"، مشيرة إلى أن أي استئناف للتجارب سيقوض "الاستقرار الاستراتيجي العالمي".
أما موسكو، فأكدت أن اختبارها الأخير لصاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية لا يشكل تجربة نووية بالمعنى التقني، ووصفت تصريحات ترامب بأنها "محاولة لتبرير سباق تسلح جديد".
خلفية وسياق أوسع
يأتي الإعلان الأميركي بعد يوم من تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كشف عن اختبار ناجح لمركبة روسية مسيّرة تحت الماء قادرة على حمل رؤوس نووية، في تحدٍّ مباشر لتحذيرات واشنطن بشأن الاستقرار الاستراتيجي.
ويرى محللون أن خطوة واشنطن تمثل تصعيداً نوعياً في التنافس النووي بين القوى الكبرى، وتعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة التي سادت خلال القرن الماضي.
تحليل ختامي: سباق تسلح جديد؟
يعتبر مراقبون أن إعلان ترامب يمثل تحولاً في العقيدة النووية الأميركية من سياسة الردع بالرد إلى سياسة الردع بالاستعراض، أي استخدام التجارب كرسالة ردع سياسية قبل أن تكون عسكرية.
ويرى آخرون أن الخطوة قد تفتح الباب أمام سباق تسلح عالمي، خصوصاً في ظل تنامي القدرات النووية لكل من روسيا والصين، وتراجع الثقة في المنظومة الدولية للحد من الأسلحة.