أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الجمعة، أن الولايات المتحدة ألغت القمة التي كانت مقررة في بودابست بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، بعد فشل التفاهم على شروط وقف الحرب في أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة أن قرار الإلغاء جاء بناءً على رغبة واشنطن، إثر اتصال هاتفي متوتر بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف، أظهر عمق الخلافات بين الجانبين.
وبحسب التقرير، تمسكت موسكو بمطالب وصفتها واشنطن بـ"المتعنتة"، شملت تنازل أوكرانيا عن مزيد من الأراضي كشرط لوقف إطلاق النار، إلى جانب خفض قدرات الجيش الأوكراني وتقديم ضمانات بعدم انضمام كييف إلى حلف الناتو.
وكان من المقرر أن تُعقد القمة خلال نوفمبر في العاصمة المجرية بودابست، بعد أن اتفق ترامب وبوتين قبل أسابيع على عقدها لبحث سبل إنهاء الصراع المستمر منذ فبراير 2022، لكن التطورات الأخيرة أنهت تلك التطلعات.
وأوضحت الصحيفة أن موسكو أرسلت مذكرة رسمية إلى واشنطن تؤكد على مطالبها، معتبرة أن تحقيقها ضروري لمعالجة ما يصفه بوتين بـ"الأسباب الجذرية" للحرب، فيما تمسك ترامب بمطلب كييف بوقف فوري لإطلاق النار على أساس الحدود الحالية دون أي تنازلات جديدة.
وبعد الاتصال الهاتفي مع لافروف، نقل روبيو إلى ترامب أن روسيا لا تُبدي أي استعداد حقيقي للتفاوض، ما دفع واشنطن إلى تعليق القمة إلى أجل غير مسمى.
وفي المقابل، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطلع أكتوبر على أن بلاده منفتحة على محادثات السلام، لكنها ترفض الانسحاب من أي أراضٍ إضافية تحت ضغط روسي، ما يعقد فرص التوصل إلى تسوية.
ويأتي إلغاء اللقاء بعد فشل اجتماع ألاسكا الأخير بين ترامب وبوتين في تحقيق أي تقدم ملموس، مما يقلل الآمال بوقف قريب للحرب التي دخلت عامها الرابع وسط استنزاف عسكري واقتصادي متزايد للطرفين.