نشر موقع "ذا كونفرزيشن" مقالًا للباحث جون غرويغر، أستاذ علم النفس في جامعة نوتنغهام ترنت البريطانية، تناول فيه الاضطرابات التي تصيب نمط النوم والاستيقاظ نتيجة تغيير الساعة الصيفية إلى الشتوية، موضحًا أنها تكشف مدى اعتماد الجسم على تفاعل دقيق بين ضغط النوم والساعات البيولوجية الداخلية.
وأوضح الباحث أن تأخير الساعة ساعة واحدة يؤدي إلى تغييرات معقدة داخل الجسم، تبدأ بإفراز هرمون الميلاتونين في المساء، وهو الإشارة الأساسية للجسم بأن وقت النوم قد اقترب. لكن التعرض للضوء الصناعي، حتى لفترات قصيرة، يؤخر هذه الإشارة أو يعطلها مؤقتًا.
وأشار إلى أن درجة حرارة الجسم الأساسية ترتفع في المساء قبل أن تنخفض تدريجيًا عند النوم، وهي إشارة أخرى تدعم الشعور بالنعاس، موضحًا أن أخذ حمام دافئ قبل النوم يساعد في تحفيز هذه العملية الطبيعية.
وأضاف أن الميلاتونين وحرارة الجسم والكورتيزول تعمل بتزامن دقيق تشرف عليه الساعة المركزية في الدماغ، التي تنسق بدورها توقيت الساعات في خلايا الجسم كافة. وعند تغيير الساعة، تحتاج هذه الأنظمة أيامًا لتعود إلى التزامن الكامل، مثلما يحدث عند السفر بين مناطق زمنية مختلفة.
وبيّن غرويغر أن تأخير الساعة يؤدي غالبًا إلى اضطراب في نوم حركة العين السريعة (REM)، المرتبط بتنظيم العواطف والمزاج، وهو ما قد يفسر شعور البعض بالتعب أو التوتر في الصباحات الأولى بعد التغيير.
وأشار إلى أن التأثير لا يكون متساويًا لدى الجميع، فالأشخاص الذين يعانون من تأخر أو تقدم في مرحلة النوم، أو النساء في سن اليأس، يكونون أكثر عرضة لاضطراب الساعة البيولوجية.
واختتم الباحث مقاله بالتساؤل عن جدوى تغيير التوقيت مرتين في العام، قائلاً إننا نربك نظامنا البيولوجي الدقيق من أجل لحظات عابرة من الضوء الإضافي، داعيًا إلى إعادة النظر في هذه الممارسة الموسمية لما تسببه من اضطراب مؤقت في إيقاع النوم الطبيعي.