القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح: «إنّ ما تخشاه دولة الإبادة الإسرائيلية أكثر من أي أمر آخر هو انكشاف حقيقتها الدموية والعنصرية أمام الرأي العام العالمي، وان المعرفة والثقافة والفن، وفي طليعتهما وسائل التواصل الاجتماعي والسينما، تحوّلا إلى جبهة أساسية لحماية الذاكرة الفلسطينية وكشف جرائم الاحتلال وبنية الدولة الإبادية». وأردف أنّ هذا الرعب من انكشاف الحقيقة تجلّى في قرارات حكومية اسرائيلية فاشية تستهدف كل صوت نقدي، سواء في الفضاء الثقافي العالمي أو في الساحة الإسرائيلية ذاتها، إلى جانب استمرار قمع المشهد الثقافي الفلسطيني برمته. وأشار إلى أنّ الحكومة الفاشية برئاسة نتنياهو سحبت التمويل من جوائز "عوفير" بعد عرض فيلم يجسّد طفلاً فلسطينياً أوقفه جنود الاحتلال على حاجز عسكري، كما طاردت أعمالاً وثائقية مثل طنطورة واللد لأنها فضحت المجازر الإسرائيلية والتطهير العرقي الذي رافق النكبة عام ١٩٤٨.
وأضاف القيادي الفتحاوي: «إنّ الموقف الأخلاقي الذي اتخذه أكثر من ٤٥٠٠ فنان ومخرج ومنتج عالمي، من بينهم إيما ستون، خواكين فينيكس، خافيير بارديم، وإيلانا غلازر، بمقاطعة المؤسسات الثقافية الإسرائيلية المتورطة في جرائم الفصل العنصري والإبادة، يعكس وعياً متنامياً بأن الثقافة ليست ترفاً، بل ساحة مواجهة سياسية وإنسانية لفضح جرائم الاحتلال». وتابع: «لقد استُهدفت أعمال مثل "خمس كاميرات محطمة" و "لا وطن آخر" بوحشية، لأنها وثّقت سرقة الأرض، وكشفت جرائم عنف جيش الإبادة الإسرائيلي، وأعادت إلى الذاكرة جرائم عام ١٩٤٨ التي ما زالت تلقي بظلالها الثقيلة على حاضر شعبنا».
ويؤكد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح أنّ الثقافة فعل نضال متجذّر، وكل عمل ينجو من مقصلة الرقابة الإسرائيلية الفاشية إنما يرسّخ الرواية الوطنية الفلسطينية، ويحمي الذاكرة الجمعية من محاولات الطمس والإلغاء.