الأثر النفسي للطلاق على الأطفال في سنواتهم الأولى

أسرة _ مصدر الإخبارية

تُشير دراسة أُجريت عام 2011 أن الأطفال في هذه المرحلة يُمكنهم تذكّر العديد من الذكريات المُبكّرة في حياتهم، لكنها تختفي بعد أعوام بسيطة لتحلّ محلّها ذكريات جديدة، هذا يعني أن ذكرياتهم قبل سن الثالثة ستختفي مع مرور الوقت، لكن هل هذه النتائج تعني أن الأطفال الصغار لا يتأثرون بالطلاق؟ الحقيقة الصادمة هي أنهم يتأثرون بالفعل وأن الأحداث في هذه المرحلة تترك بصمتها على شخصيّة الطفل طوال عمره، ومن مظاهر هذا التأثير:

  • تصرّف الطفل بعناد أكثر بمجرد اختفاء أحد الوالدين.
  • الشعور بعدم الأمان والتعلّق بشكل أكبر بالوالد الموجود.
  • تراجع القدرات المعرفية والسلوكية وتراجع الطفل إلى سلوكيات قديمة؛ مثل استخدام اللهاية.
  • تعرّض الطفل لمشاكل نفسية لاحقة بالرغم من اختفاء ذكرياتها.

تأثير الطلاق في المرحلة بين 3-5 سنوات

في هذه المرحلة يكون التأثّر بالطلاق أكبر بالرغم من عدم إدراك الطفل لمعنى الطلاق تمامًا، لكن الطفل يتأثر باستقرار والديه ووجودهم حوله، كما يتأثّر سلبًا في حال وجود مشاكل وحالات عدم استقرار تظهر على شكل بُكاء وصُراخ متواصل، كما يشعر الطفل بالمسؤولية تجاه خلافات والديه، هذا يُسبّب حالة من كبت المشاعر ومجموعة من الضغوط النفسية والاضطرابات، لكنّ هذه التأثيرات تزول أو تقلّ تدريجيًا بعد انتهاء مرحلة الطلاق وعودة الاستقرار إلى المنزل؛ إلّا نّ الذكريات السابقة والأحداث الحاصلة قبل الطلاق تترك بعض الآثار المُربكة على شخصيّة الطفل وتحتاج لفترة من الزمن لعودتها للوضع الطبيعي. لتقليل هذه الآثار يجب تجنّب النزاعات في وجود الطفل وتقليل حِدّتها قدر الإمكان وتجنّب إلقاء الاتهامات واللوم أمام الطفل وتحييد الطفل تمامًا وعدم محاولة إجباره لاختيار أحد الوالدين، كما تُشير أبحاث مؤكدة أنه يُمكن الاستعانة بأفراد العائلة كوسطاء للمُساعدة في تربية الطفل في مرحلة الطلاق.

تأثير الأطفال في المرحلة بين 6-12 سنة

تُعتبر هذه المرحلة من أشدّ وأصعب المراحل وأكثرها تأثّرًا بالطلاق؛ وذلك بسبب قدرتهم على الاحتفاظ بالذكريات الجيّدة والسيّئة على حدٍّ سواء، كما أن لديهم القدرة على فهم المشاعر وتمييز الصح من الخطأ؛ لذا تُصاحبها مجموعةً من الأسئلة والاستفسارات عن سبب المشاكل ويبدأ بإلقاء اللوم على نفسه لظنّه أن وجوده سببًا رئيسيًا في هذه الخلافات، هذا  يُؤثّر على الطفل في المُستقبل؛ فتظهر لديه مشاعر الاكتئاب والقلق التي تستمر لفترات متفاوتة وتُسبب له العُزلة الاجتماعية أحيانًا، كما يبدأ بتفضيل طرفٍ على آخر وتظهر لديه بعض التصرّفات العدوانية في المدرسة مع أقرانه. لتقليل هذه الآثار يجب بشكل قاطع تجنّب الخلافات بوجود الطفل والانفصال بطريقة آمنة بمساعدة المُختصّين أو الوسطاء لتقليل آثاره قدر الإمكان.

تأثير الطلاق على المراهقين

يبدأ الأطفال في مرحلة المراهقة بفهم الخلافات الأُسريّة بشكل أكبر وإدراك أسباب الطلاق أو الانفصال وتقلّ لديهم مشاعر اللوم، كما أن الأطفال في هذا العمر يُفضّلون العيش بسلام بأيّ شكل ويبدأون بالانفصال عاطفيًا عن الوالدين؛ لذلك تكون تأثيرات الطلاق عليهم أقل.

ما هي أضرار الطلاق على الأطفال؟

يظهر تأثير الطلاق على الأطفال في مختلف المراحل العُمريّة على شكل مجموعة من السلوكيّات السلبيّة والأضرار التي تظهر بنسب متفاوتة تتأثر أولًا بعمر الطفل كما ذكرنا، كما تتأثر بطرق تعامل الوالدين مع الطلاق والإجراءات المُتبعة وغيرها من العوامل السابق ذكرها، ومن أهم هذه الأضرار ما يلي:

الأمراض العقلية: يُضاعف الطلاق من فرص الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية للأطفال والمراهقين؛ ومنها الاكتئاب.

المشاكل السلوكية: يُعاني الأطفال لآباء مُطلّقين من بعض المشاكل السلوكيّة التي تظهر على شكل الاندفاع والعدوانية تجاه الأصدقاء في المدرسة.

ضعف الأداء الدراسي: بالرغم من أن الأداء الدراسي والأكاديمي يتأثر أساسًا بالقدرات العقلية للطفل؛ إلّا إنّه وبحسب دراسات مؤكّدة يتأثّر أيضًا بالقدرات النفسية؛ لذلك يقلّ أداء الأطفال في المدارس عند حدوث الطلاق.

الانخراط في المخاطر: يزيد الطلاق للوالدين من مخاطر الانخراط في السلوكيّات الممنوعة والخطيرة؛ مثل النشاط الجنسي المُبكّر وشرب الكحول وتعاطي المخدرات وغيرها من السلوكيات الخَطِرة، لكن هذه التأثيرات تزداد على الأطفال الذين تعرّضوا للطلاق بعد عمر الخامسة.