الأزمة الروسية الأوكرانية: سيناريوهات ساعة الصفر

متابعة خاصة – مصدر الإخبارية
توالت التحذيرات الأمريكية من خطر تطور الأزمة الروسية الأوكرانية وتحولها إلى حرب ومواجهة شاملة، بعد أن حذرت إدارة الرئيس الأمريكية جو بايدن، من أن الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا بات وشيكاً.
وأضافت الإدارة الأمريكية أن الغزو قد يحدث قبيل انتهاء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في 20 فبراير (شباط) الجاري، في الوقت الذي حذر فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يبدأ في أي وقت.
وقال مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، جيك سوليفان، إن الغزو الروسي يمكن أن يبدأ في أي وقت “ابتداء من اليوم”.
وبهذا الصدد نشرت صحيفة The Hill الأمريكية تقريراً سلط الضوء على أهم المؤشرات التي تدلل على قرب اشتعال الأزمة الروسية الأوكرانية، وهي كما يلي:
الولايات المتحدة تطلب من رعاياها مغادرة أوكرانيا
حث الرئيس جو بايدن الرعايا الأمريكيين على مغادرة أوكرانيا بشكل فوري، في ظل الحديث عن حرب محتملة بين روسيا وأوكرانيا، محذراً من أن خطر اندلاع الحرب بات كبيراً إلى الحد الذي لا تبغي معه المخاطرة بالبقاء.
وتأكيداً على تلك التصريحات، قال مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن إن الغزو “قد يبدأ في أي يوم منذ الآن”، مشيراً إلى أن الحكمة تقتضي مغادرة الرعايا الأمريكيين أوكرانيا لأن خطر نشوب الحرب بات مرتفعاً.
وذكر سوليفان، أن من يقرر البقاء في أوكرانيا قد لا تتوفر لهم فرصة المغادرة مرة أخرى، نافياً احتمال توفير إجلاء عسكري أميركي لهم عند اندلاع الحرب.
وفي وقت سابق، أمرت الخارجية الأمريكية معظم الموظفين الأمريكيين الأساسييين في سفارتها بكييف بالمغادرة، كما دعت لعدم السفر إلى أوكرانيا وجزيرة القرم ودونيتسك، بسبب التهديدات الروسية المتزايدة.
وقالت الخارجية الأمريكية إنها ستعلق الخدمات القنصلية في سفارتها بدءاً من 13 فبراير (شباط) الجاري.
الغزو الروسي قد يبدأ قبل 20 فبراير الحالي
قد يكون ظهور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في الثاني من فبراير (شباط) وما أظهره الزعيمان من وحدة بين البلدين يعد مؤشراً على أن الزعيم الروسي قد لا يغزو أوكرانيا خلال الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستستمر أسبوعين، وفق ما جاء في تقرير الصحيفة الأمريكية.
وفي المقابل، يرى مسؤولون أمريكيون أن هذه التحليلات لا تعتمد على أساس صلب، بعد أن صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الجمعة الماضية، بأن ثمة احتمالاً كبيراً بأن تشتعل الأزمة الروسية الأوكرانية قبل نهاية الألعاب الأولمبية المقامة في الصين، والتي تختتم في 20 الشهر الجاري، في وقت طالبت المزيد من دول العالم رعاياها ودبلوماسييها بمغادرة الأراضي الأوكرانية فوراً تحسباً لاندلاع الحرب.
وذكر سوليفان، في مؤتمر صحفي عقد في البيت الأبيض، أن الهجوم الروسي على أوكرانيا قد يبدأ على الأرجح بهجوم جوي، وأضاف بأنه يمكن أن يشمل الاجتياح الروسي مدناً كبرى في أوكرانيا بما فيها العاصمة كييف.
وأضاف أنه على الأمريكيين الذين لا يزالون في أوكرانيا مغادرتها خلال 24 إلى 48 ساعة، ما دامت هنالك خيارات متاحة، لأن ووقوع هجوم جوي روسي سيجعل المغادرة من تلك البلاد أمراً صعب.
اقرأ/ي أيضاً: الأزمة الروسية الأوكرانية..إمدادات عسكرية أمريكية وكييف تبرئ ساحة موسكو
قرار بالغزو أم حرب باردة!
ذكرت الصحيفة الأمريكية، أنه على الرغم من الاستعدادات الأمريكية للغزو الروسي، إلا أن التقييمات التي أجرتها إدارة بايدن لم توضح فيما إذا كان الرئيس الروسي قد اتخذ قراراً نهائياً بغزو أوكرانيا، وهذا ما بينه سوليفان.
وقال سوليفان إن الإدارة الأمريكية لا يمكنها الجزم بأن “الرئيس بوتين قد اتخذ قراراً نهائياً بالغزو”، مضيفاً، “ما نقوله هو أن لدينا مستوى كافي من القلق، بناء على ما نشاهده على الأرض وما توصل إليه محللو الاستخبارات لدينا”.
وعلى الرغم من توالي التهديدات المتلاحقة والتحذيرات المتصاعدة، فإن بعض الخبراء يشككون في إقدام روسيات على غزو واسع النطاق لأوكرانيا، نظراً للتكاليف الاقتصادية والعسكرية الباهظة التي ستتكبدها موسكو إزاء ذلك.
سيناريو الغزو المحتمل
فيما يتعلق بسيناريو الغزو الروسي، أو كما هو شائع بالحرب الروسية الأوكرانية، فإن إمكانية التبنؤ بشكل الضربة الأولى أو مكان وقوعها، ولكن المخابرات الأمريكية حذرت من أن استهداف العاصمة الأوكرانية كييف بالقصف الجوي هو أمر محتمل.
وبهذا الصدد، قال سوليفان، “لقد أوضحنا أن الغزو قد يتخذ أشكالاً مختلفة، لكني أريد أن أوضح أن أحد هذه الأشكال قد يكون هجوماً سريعاً على العاصمة كييف”.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن الهجوم على كييف، الذي يقدر عدد سكانها بـ3 ملايين نسمة، وتعد أكثر مدن أوكرانيا اكتظاظاً بالسكان، وويجد بها مقر الحكومة الأوكرانية، قد يكون مدمراً لأوكرانيا.
اقرأ/ي أيضاً: الأزمة الروسية الأوكرانية.. بين تصاعد نُذر الحرب ومحاولات احتوائها
الإدارة الأمريكية تواصل تنسيقها مع الحلفاء
ذكرت الصحيفة الأمريكة، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ومع مسؤولين كثفوا جهودهم الدبلوماسية المتعلقة بالأزمة الروسية الأوكرانية، على مدار الأسابيع الماضية، ومن المتوقع أن تستمر تلك الجهود والمحادثات حتى نهاية الأسبوع الجاري.
وأوضحت أن الرئيس بادين أجرى مكالمات مع قادة عدة بلدان من بينها كندا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وبولندا وإيطاليا ورومانيا، الأسبوع الماضي، في هذا الشأن.
وجاء في بيان أصدره البيت الأبيض عن اتصالات بايدن وزعماء الدول المذكورة آنفا أن “القادة اتفقوا على أهمية تنسيق الجهود لمنع روسيا من القيام بمزيد من العدوان على أوكرانيا”.
وفي هذا السياق، أعرب زعماء الدول عن استعدادهم لفرض عقوبات اقتصادية مشددة على روسيا إذا ما اختارت التصعيد العسكري، وأكدوا مواصلة تعزيز الدفاعات في الجبهة الشرقية لحلف الناتو.
ونقلت الصحيفة عن سوليفان قوله إن من المرجح أن يجري الرئيس بايدن، الذي يقضي عطلة نهاية الأسبوع في كامب ديفيد، مكالمة هاتفية مع نظيره بوتين، لكن المسؤولين بالبيت الأبيض لم يكشفوا عن توقيت تلك المكالمة على وجه التحديد.