خاص| مسيحيو غزة.. عن شجرة عيد الميلاد المعتمة!

خاص _ مصدر الإخبارية

آثر مسيحيو غزة قصر احتفالاتهم بأعياد الميلاد على أداء الصلوات الدينية من دون مظاهر احتفالية بارزةغرد النص عبر تويتر، للتعبير عن رفضهم لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن القدس، وتضامنا مع الحراك الشعبي الواسع ضد قوات الاحتلال بالأراضي الفلسطينية.

وطغى ملف القدس على أحاديث المصلين بعد انتهائهم من “قداس الأحد الإلهي” بكنيسة برفيريوس للروم الأرثوذكس بمدينة غزة، رغم انشغالهم بالبحث عن معلومات حول منح بعضهم تصاريح إسرائيلية للانتقال إلى بيت لحم في الضفة الغربية لأداء بعض الطقوس الدينية وزيارة أقاربهم هناك.

وتعكس مواقف مسيحيي غزة شعبيا ورسميا حالة الغضب الكبير إزاء قرار الرئيس الأميركي، الموصوف لديهم بالسياسي المفتقر للبعدين الديني والتاريخي، والمتعارض مع حقيقة عروبة القدس وفلسطينيتها “غير الخاضعة للمساومة”.

ويعاني مسيحيو قطاع غزة، كغيرهم من الفلسطينيين من سياسات دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تضع قيودا أمام حرية تنقلهم، وتمنعهم من ممارسة طقوسهم الدينية، وتحرمهم من زيارة الأماكن المقدسة في أعياد الميلاد.

وللعام الثالث عشر على التوالي يحرم الاحتلال شريحة واسعة من مسيحي القطاع من التصاريح اللازمة لزيارة الأماكن المقدسة في بيت لحم والقدس المحتلة، لأداء الصلوات والطقوس الدينية المقرر أن تبدأ فعالياتها بداية الأسبوع القادم.

شروط إسرائيلية

من جانبه قال عضو مجلس وكلاء كنيسة الروم الأرثوذكس في قطاع غزة، سهيل سابا: “تفاجأنا في هذا العام من تحديد الجانب الإسرائيلي لشروط منح التصاريح اللازمة لدخول بيت لحم، حيث تضمنت منع من هم دون الـ35 عاما وفوق الـ16 عاما من حقهم في الحصول على تصريح زيارة الضفة الغربية، في حين كانت المفاجأة بمنح بعض أفراد الأسرة تصريح الدخول دون الآخرين، كإعطاء الموافقة للأم دون الأبناء وبالعكس، وفي هذه الحالة يضطر صاحب التصريح إلى البقاء في غزة”.

وأضاف سابا في حديث “نعاني من هذه السياسية الإسرائيلية منذ العام 2006، وهذا ما حرم المئات من المسيحين من ممارسة طقوسهم الدينية في أعياد الميلاد المجيد”.

سهيل نقولا (28 عاما) أحد المسيحين الذين منعوا من السفر إلى بيت لحم، يقول :”سأضطر إلى ممارسة القداس والصلوات في كنيسة القديس برفيريوس وسط مدينة غزة بجانب عائلتي وأصدقائي الذين لم يتمكنوا من السفر تزامنا مع احتفالات الكنيسة في بيت لحم، وهذه الطقوس نمارسها منذ 8 سنوات، ونحن ندرك أن الهدف من وراء المنع الإسرائيلي هو دفعنا للهجرة خارج فلسطين وإفراغها من الوجود المسيحي؛ ولكن لأننا نشكل جزءا من النسيج الاجتماعي الفلسطيني فإن بقاءنا في أرضنا هو عبادة بحد ذاتها”.

ويؤدي مسيحيو الطائفة الأرثوذكسية في غزة شعائرهم في كنيسة القديس برفيريوس، وهي تلاصق مسجد كاتب الولاية بحيث لا يفصلها سوى جدار مشترك، ويمتد عمرها إلى ما يزيد على 420 عاما وتضم جدارية لمريم والمسيح، بينما يؤدي المسيحيون الغربيون الكاثوليك شعائرهم في كنيسة العائلة ودير اللاتين الواقعة في قلب مدينة غزة.

الطائفة المسيحية في غزة

وللتعرف على الطوائف المسيحية في غزة، يقول جبر الجلدة، مدير العلاقات الدينية في كنسية الروم الأرثوذكس، إن “المسيحين في غزة ينتمون إلى أربع طوائف دينية وهي طائفة الروم الأرثوذكس، ويشكلون 80 بالمئة من إجمالي الطائفة المسيحية في غزة، ويحل بالمرتبة الثانية المسيحيون الكاثوليك، بالإضافة إلى المعمدانيين، والإنجيليين، كما أنها تضم ثلاث كنائس وأضرحة للقداس في أماكن مختلفة من المدينة، ومقبرة مسيحية، و3 مدارس خاصة بالمسيحين”.

وانخفض عدد مسيحي قطاع غزة بصورة لافتة خلال السنوات الأخيرة، جراء القيود والمضايقات الإسرائيلية، حيث تشير تقديرات شبه رسمية إلى أن عددهم خلال العام الحالي يتراوح بين 700 و800 شخص، بعد أن كان عددهم في منتصف التسعينيات يقدر بنحو 5 آلاف نسمة.

Exit mobile version