مدينة جنين.. ماذا تعرف عنها وعن ومخيمها وما هدف الاحتلال من عمليته العسكرية؟

إعداد سماح شاهين- مصدر الإخبارية

عادت مدينة جنين ومخيمها إلى الواجهة من جديد، بعد أن شن الجيش الإسرائيلي أكبر عملية عسكرية واسعة جوًا وبرًا، وأطلق عليها اسم عملية “المنزل والحديقة”.

وبدأ الجيش عمليته العسكرية في جنين هي الأوسع على جنين ومخيمها منذ 2002، بقصف منزل وسط جنين وفي أعقاب عملية القصف اقتحمت قوات كبيرة من الجيش بـ150 آلية عسكرية ترافقها جرافات مدرعة، وحاصرت المدينة والمخيم.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن العملية تستهدف ما وصفته بـ “البنية التحتية الإرهابية في منطقة جنين”، ولا تريد توسيع نطاقها ليشمل الضفة الغربية المحتلة بأكملها.

وأعاد العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في مدينة جنين ومخيمها، إلى الذاكرة 20 عامًا إلى الاجتياح الذي نفذه جيش الاحتلال على الضفة الغربية وجنين، إبان الانتفاضة الثانية في عام 2002.

وأسفر عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الثاني على التوالي عن استشهاد 11 فلسطينيًا وأكثر من 100 مصاب، بالإضافة إلى نزوح آلاف العائلات من جنين.

جنين المدينة

تُعدّ مدينة جنين أكبر مدن محافظة جنين وتقع شمال الضفة الغربية، وتبعد مسافة ما يُقارب 75 كيلومترًا عن القدس من ناحية الشمال، وتطل على غور الأردن من ناحية الشرق، وتقع على السفح الشمالي لجبال نابلس.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإنه يبلغ عدد سكانها الإجمالي في منتصف العام 2023 نحو 11674 فلسطيني.

وأسس الكنعانيون جنين ودخلت تحت الحكم العثماني في القرن السادس عشر، ثم الحكم المصري لفترة وجيزة خلال القرن التاسع عشر، بعد أن نجح إبراهيم باشا ابن والي مصر محمد علي باشا في طرد العثمانيين منها.

وخضعت مدينة جنين للانتداب البريطاني، ثم غادرها الإنجليز في عام 1948، وهو العام ذاته الذي شهد قيام “دولة إسرائيل”، وذلك في القرن العشرين.

وفي عام 1949، خضعت إلى حكم الإدارة الأردنية، ودخلت مع باقي أنحاء الضفة المحتلة في اتحاد مع المملكة الأردنية، وأصبحت مركزًت للواء جنين التابع لمحافظة نابلس في عام 1964.

وحتى احتلالها 1967 بقيت مدينة جنين تحت الحكم الأردني حتى احتلالها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، واستمر حتى عام 1995، عندما خضعت جنين لإدارة السلطة الفلسطينية التي تأسست عام 1994 بموجب اتفاق غزة-أريحا.

جنين المخيم

مخيم جنين هو للاجئين تأسس عام 1953، ويقع إلى الجانب الغربي لمدينة جنين، وفي أطراف مرج بن عامر، ويعتبر ثاني أكبر مخيم في الضفة المحتلة بعد مخيم بلاطة.

ويبلغ عدد سكان المخيم قرابة 14000 في الوقت الحالي، يعيشون في تلك المساحة الصغيرة التي تقل عن نصف كيلومتر مربع، بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

وبلغت مساحة المخيم عند الإنشاء ما يُقارب 372 دونماً، واتسعت إلى حوالي 473 دونماً.

وكان الهدف من إنشائه هو إيواء الفلسطينيين الذين نزحوا خلال الحرب التي استمرت من عام 1948 إلى عام 1949 في أعقاب إعلان قيام “دولة إسرائيل”.

وشهد المخيم الكثير من الصراعات المسلحة، خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى عام 1987 والثانية عام 2000، وكان الحدث الأبرز الذي شهده المخيم هو حصار جيش الاحتلال له في نيسان (أبريل) 2002، والذي وصفه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بـ “جنين غراد”، نسبة إلى حصار مدينة ستالينغراد الروسية التي صمدت أمام الحصار الألماني الطويل لها.

واجتاح الجيش المخيم بشكل كامل فيما عرف بـ “معركة جنين”، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 52 مسلحًا ومدنيًا فلسطينيًا ووفاة 23 جنديًا إسرائيليًا، استمرت العملية 10 أيام.

وأطلق الاحتلال عليها اسم “كاسر الأمواج”، أسفرت عن تدمير 150 منزلًا، في حين أصبح العديد من المباني الأخرى غير صالحة للعيش فيها، وأصبحت حوالي 435 عائلة بلا مأوى.

ماذا يريد الاحتلال من مدينة جنين ومخيمها؟

قبل أيام، لمحت “إسرائيل” بأنّ أن هناك قرارًا بقلب الوضع رأسًا على عقب في الضفة الغربية وخاصة شمال الضفة الغربية المحتلة في مدينة جنين ومخيمها، بالتزامن مع تصاعد المقاومة الفلسطينية.

ووقعت قوة من الجيش في كمين محكم بجنين من قبل المقاومين هناك، وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “المعادلة تغيرت ومن لم يفهم ذلك سابقا سيفهم في الأيام القادمة وسنضرب الإرهاب في كل مكان”.

من ناحيته، ذكر قائد الجيش الإسرائيلي في الضفة آفي بلوت، أن العملية العسكرية في مدينة جنين تهدف إلى إحداث تغيير في الوضع فيها.

وأردف بلوت أن “مدينة جنين، وتحديدًا مخيم اللاجئين، معقل للإرهاب وتصدير الإرهاب إلى الضفة الغربية بأسرها والجبهة الداخلية”.

ويرى الجيش أن العملية العسكرية من أجل تغيير الوضع الراهن وتوسيع مدى حرية الجيش في العمل، ولخّص أهدافها في: “بسط سيطرة عملياتية، تحييد المسلحين واعتقالهم، وتدمير البنية التحتية للعدو مصادرة الوسائل القتالية، وملامح العملية الضخمة في جنين”.

ويشارك في العملية ضد 2000 جندي إسرائيلي، واستعان الجيش في العملية بالجرافات المدرعة “دي 9″، لم يستخدمها منذ الانتفاضة الثانية، وأحدثت هذه الآليات دمارًا كبيرًا في البنية التحتية.

وشاركت 6 طائرات مسيّرة في قصف في مخيم جنين للمرة الأولى، مثل مسجد الأنصار ومسرح الحرية.

وفاة مواطن بانقلاب جرار زراعي في جنين

رام الله-مصدر الإخبارية

توفي مواطن يبلغ من العمر 70عاماً من سكان بلدة عرابة مساء اليوم الثلاثاء، إثر حادث انقلاب جرار زراعي في منطقة جبلية بين بلدتي عرابة وفحمه جنوب مدينة جنين.

وأفاد العقيد لؤي ارزيقات الناطق الإعلامي باسم الشرطة أن شرطة المحافظة تلقت بلاغاً حول وقوع حادث سير ذاتي بانقلاب جرار زراعي نتج عنه إصابة مواطن سبعيني بجروح خطيرة، نقل على إثرها إلى مركز صحي في بلدة عرابة وأعلن الأطباء فيه عن وفاته

وأكد العقيد ارزيقات أنه تم إبلاغ النيابة العامة ومباشرة التحقيق في الحادث من قبل شرطة المرور للوقوف على أسبابه.

وناشد ارزيقات أصحاب الجرارات الزراعية بضرورة إجراء الصيانة الدورية لها وقيادتها بحذر تجنباً لوقوع الحوادث تكون نتائجها خطيرة.

اقرأ/ي أيضا: جنين: الاحتلال ينصب حاجزا عسكريا عند مدخل زبوبا

جنين: الاحتلال ينصب حاجزا عسكريا عند مدخل زبوبا

جنين-مصدر الإخبارية

أفادت مصادر محلية بنصب قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، حاجزا عسكريا عند مدخل قرية زبوبا غرب جنين، قبيل موعد الإفطار.

وذكر أمين سر حركة “فتح” في القرية حسين جرادات، أن جنود الاحتلال نصبوا حاجزا عسكريا عند مدخل القرية، وأوقفوا المركبات وفتشوها ودققوا في بطاقات ركابها، ما أدى الى إعاقة حركة المواطنين مع موعد الإفطار في شهر رمضان.

في ذات السياق، أفادت مصادر محلية، بأن اشتباكات مسلحة اندلعت اليوم الثلاثاء، وذلك في أعقاب اقتحام قوات خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين.

اقرأ/ي أيضا: الاحتلال يدعم بتعزيزات عسكرية لحي الشيخ جراح

ودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى جنين، فيما اعتلت قناصة الاحتلال أسطح المنازل بالقرب من المناطق المحيطة بالمخيم.

وذكرت قناة “كان” العبرية، أن جيش الاحتلال اقتحم مخيم جنين، لاعتقال مطلوبين فلسطينيين بدعوى ضلوعهم في عمليات إطلاق نار.

وقالت صحيفة “معاريف” العبرية، إن “الجيش اعتقل 3 شبان من المخيم، حيث كانوا سينفذون عملية في وضح النهار بسبب التخطيط لهجوم مميت كانت ستستخدم فيه عبوات ناسفة”.

وحاصر جيش الاحتلال منزلًا لعائلة الخطيب على أطراف مدخل مخيم جنين، وطالب أحد الشبان بتسليم نفسه.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن التي وصلت الى المشافي جراء عدوان الاحتلال على جنين 6 طفيفة بالرصاص الحي، وإصابة طفيفة بالرصاص الحي وأخرى بشظية في الصدر.

قوات الاحتلال تعتقل الشاب معاذ عباهرة من اليامون غرب جنين

جنين-مصدر الإخبارية

أعلنت مصادر محلية اعتقال قوات الاحتلال الاسرائيلي، شابا من بلدة اليامون غرب جنين على حاجز عسكري قرب رام الله.

وذكرت المصادر، أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب معاذ محمد عباهرة (21 عاما)، على حاجز عسكري بالقرب من رام الله في ساعة متأخرة من يوم أمس.

في ذات السياق، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، مواطنا من قطاع غزة على حاجز شمال نابلس.

وأفادت مصادر محلية، بأن جنود الاحتلال اعتقلوا المواطن إبراهيم سلمان من قطاع غزة على حاجز مفاجئ أقاموه قرب بلدة عصيرة الشمالية شمال مدينة نابلس.

يُذكر أن المواطن سلمان من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة وهو مريض سرطان ويتعالج في إحدى مستشفيات نابلس.

اقرأ/ي أيضا: الاحتلال يحتجز مواطنين بالخليل وينصب حاجزًا عسكريًا في جنين

وقبل يومين، أفادت مصادر فلسطينية أن جيب إسرائيلي دهس شاب فلسطيني كان يستقل دراجته النارية شمال مدينة جنين في الضفة الفلسطينية المحتلة.

وأشارت إلى أن عملية الدهس وقعت قرب حاجز الجلمة العسكري الإسرائيلي الواقع شمال مدينة جنين، مبينة أن الشاب أصيب بجراح على أثر عملية الدهس.

وشهدت الأيام الأولى من 2023 وعام 2022 الماضي ارتفاعاً في انتهاكات قوات الاحتلال بحق المواطنين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، لاسيما مدينتي نابلس وجنين اللتان تعرضتا لأكثر من حملة عسكرية خلال أيام السنة.

وظهر في مدن الضفة الغربية خلال شهور 2022 تشكيلات عسكرية مختلفة تصدرت المواجهة مع قوات الاحتلال، وكان من أبرزها مجموعة عرين الأسود التي اتخذت من البلدة القديمة في نابلس مقراً لها وكتيبة بلاطة ونابلس وجنين وغيرها.

قوات الاحتلال تعيق تحركات المواطنين جنوب مدينة جنين

جنين-مصدر الإخبارية

نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، حواجز عسكرية، وأعاقت تحركات المواطنين جنوب جنين.

وذكرت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي نصبت حاجزا عسكريا على الشارع الرئيسي الرابط بين مدينتي جنين ونابلس، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها ودققت في بطاقات راكبيها، ما تسبب بأزمة مرورية.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن قوات الاحتلال كثفت من تواجدها العسكري، وسيرت آلياتها في محيط قرى وبلدات جنوب جنين.

في ذات السياق، قالت وسائل إعلام دولية، أمس الأربعاء، إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ضغط على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لإقناعه بقبول وتنفيذ خطة لإعادة سيطرة السلطة على مدينتي جنين ونابلس.

اقرأ/ي أيضا: قوات الاحتلال تستولي على آليات ثقيلة غرب جنين

ونقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن “إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تبحث عن سبل تهدئة الوضع في الضفة ومنعها من التدهور إلى انتفاضة ثالثة، فيما ترى أن تراجع السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية هو سبب رئيسي للتصعيد”.

وتابع أن بلينكن أكد خلال لقائه مع عباس، أول أمس الثلاثاء، أنه “من أهم الخطوات التي يتعين على السلطة الفلسطينية اتخاذها من أجل تهدئة الوضع الأمني قبول وتنفيذ خطة أمنية صاغتها الولايات المتحدة بواسطة المنسق الأمني الأميركي الحالي في القدس، الجنرال مايكل فينزل”.

وأورد عن المسؤولين أن خطة فينزل “تحدد كيف يمكن لقوات الأمن الفلسطينية استعادة السيطرة على شمال الضفة الغربية، وخاصة في جنين ونابلس، وتشمل تدريب قوة فلسطينية خاصة سيتم نشرها في هذه مناطق شمال الضفة لمواجهة المجموعات الفلسطينية المسلحة”.

وأردف أن المنسق الأمني الأميركي في القدس، فينزل، قدم خطته إلى الحكومة الإسرائيلية والسلطة قبل عدة أسابيع؛ في حين صعّد جيش الاحتلال من عملياته العدوانية على مدينتي نابلس وجنين، كان آخرها اقتحام مدينة جنين، يوم الخميس الماضي، عشية وصول بلينكن إلى البلاد، وأسفرت عن استشهاد 10 فلسطينيين.

بعد عدوان جنين.. ما سيناريوهات الصراع مع الاحتلال في الضفة وغزة؟

صلاح أبوحنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

أجمع محللون سياسيون وخبراء في الشأن الإسرائيلي، على أن الاحتلال الإسرائيلي فتح من خلال العدوان على جنين الباب أمام سياسة إسرائيلية جديدة، عنوانها توسيع دائرة الصراع، وشن ضربات موجعة ضد فصائل المقاومة المسلحة الفلسطينية في الضفة الغربية، بما يحد من قدراتها وبضمن إضعافها، ومنع امتدادها إلى مدن جديدة بما يشكل خطر مستقبلي على سياساته، وأهدافه المتعلقة بإدارة الصراع مع الفلسطينيين.

وقال هؤلاء المحللون في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية إن “ما حدث في جنين يدلل على أن الحكومة الإسرائيلي الجديدة بقيادة بنيامين نتنياهو في حسم الصراع مع الفلسطينيين، وتنفيذ أجندتها المعلنة المسبقة بشأن فصائل المقاومة، والاستيطان في الضفة، وفلسطيني الداخل عام 1948، والوضع التاريخي للمسجد الأقصى”.

الاحتلال يدحرج الصراع

ورأى المحلل د. هاني العقاد أن” الاحتلال يدحرج ساحة الصراع نحو التصعيد، والمواجهة العسكرية، وحال لم يرتدع ويدفع ثمن جرائمه فإن هجماته ومخططاته ضد الفلسطينيين ستتوسع، وتفرض على الأرض دون أي حسيب أو رقيب”.

وقال العقاد” يبدوا أن نتنياهو وإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش حسموا قراراتهم بشأن خططهم الخاصة بالضفة والقدس، والخروج من أزمتهم الداخلية من خلال نقلها إلى الأراضي الفلسطينية في ظل الاحتجاجات الكبيرة المناهضة لسياسات الحكومة ووصل صداها لكافة المدن”.

وأضح العقاد أنه “وفقاً للسيناريو الأسوأ، حال لم يكن كلمة لفصائل المقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية، كون صمتهم من شأنه نجاح إسرائيل في سياسة فصل وحدة الساحات، والاستفراد بجبهة وإسكات أخرى، وتنفيذ خططها في الضفة والقدس”.

المقاومة أمام اختبار

وتابع العقاد أن” فصائل المقاومة أمام اختبار حقيقي حول سياسة التعامل مع الاحتلال وطبيعة الرد على جرائمه”.

وأكد العقاد أن” إطالة الرد الإسرائيلي على جريمة جنين ومخيمها من شأنه دفع الاحتلال نحو الإمعان في جرائمه ضد مناطق أخرى، قد تكون في مدينة نابلس، أو مدن أخرى مستقبلاً”.

وشدد على أن” العدوان على جنين يعتبر جزء من عمليات الاجتياح اليومية للمدن، لكن بأسلوب جديد قائم على استخدام القوة المفرطة، بهدف تفتيت خلايا المقاومة والحد من تناميها، وإحداث تغيير في حاضنتها الشعبية والوطنية”.

ورجح العقاد “ألا تمر جريمة جنين مرور الكرام، وفشل الأسلوب الإسرائيلي الجديد، لأن الاحتلال لن يستطيع تحقيق أي أهداف من خلال التغول بالدم الفلسطيني”.

ونبه العقاد إلى أن” فصول المواجهة بين الاحتلال والمقاومة بعد عدوان جنين لا تزال في بدايتها، وستأخذ مناحي جديدة من الطرفين مع مرور الوقت سواء كانت عن طريق تكثيف إسرائيل لعملياتها وحصارها للمدن، أو رد المقاومة بعمليات موجعة بالعمق الإسرائيلي”.

تغير الوضع القائم في الضفة

بدوره، رأى الخبير في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات أن” عملية جنين تأتي كجزء من خطة إسرائيلية تتعلق بتغير الوضع القائم في الضفة الغربية”.

وقال بشارات في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن” ملامح خطة الاحتلال تتكشف مع البدء بمحاصرة المقاومة مؤخراً في أماكن تواجدها في جنين ونابلس والمدن الأخرى، وتنفيذ عمليات صغيرة في بدايتها، لتتطور حالياً بصورة أشبه بشن اجتياحات قد تستمر لساعات طويلة وتشمل أعداد أكبر من الشهداء واستخدام وسائل قتالية جديدة”.

وأضاف بشارات أن” ما حدث في جنين سيناريو متوقع تكراره في مدينة نابلس ضد مجموعات عرين الأسود والفصائل الأخرى”.

وأشار إلى أن” ما يحدث حالياً أسلوب في تطوير العمليات ضد الفلسطينيين بدون خوف أو رادع”.

وأكد بشارات أن “جرأة الاحتلال على تنفيذ عمليات جديدة وكبيرة مستقبلاً سيكون مرتبطاً بتوفر رد فعل فلسطيني مضاد لها”.

وشدد بشارات على أن” الاحتلال يتجه نحو زيادة الضغط على الضفة، ولا توقعات بخفض مستواه، في ظل عدم ظهور طبيعة ردة الفعل الفلسطينية”.

رد وطني فلسطيني موحد

من جهته، قال الكاتب والمحلل مصطفى إبراهيم إن “ما حدث في جنين يأتي كجزء من ترسيخ الخطوط العريضة لسياسات حكومة بنيامين نتنياهو تجاه التعامل مع الفلسطينيين، وتنفيذ خطط الضم وحسم الصراع”.

وأضاف إبراهيم في تصريح لمصدر الإخبارية أن” ما حدث في جنين يدلل على أن حكومة نتنياهو لن تتوقف تجاه خططها ولن تردعها الدعوات الأمريكية للتهدئة وضبط النفس”.

وأشار إبراهيم إلى أنه “بدون صياغة خطة وطنية للمواجهة الشاملة والرد على جرائم الاحتلال وفقاً لطبيعتها فإن القادم سيكون أسوأ، وسينجح الاحتلال بالاستفراد بالمناطق”.

وأكد إبراهيم على أن” المشهد الدموي في جنين يستوجب رداً وطنياً وحدوياً بعيداً عن شعارات التهديد والتحذير والوعيد”.

يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن صباح الخميس 26 كانون الثاني (يناير) 2023 عدواناً على مدينة جنين أدى لاستشهاد تسعة فلسطينيين وجرح عشرين أخرين، وهدم العديد من المرافق العامة والمنازل.

اقرأ أيضاً: التصعيد في 2023.. سيناريو حتمي تُغذيه نوايا بن غفير وخطة جديدة في الضفة

حملات تمشيط وتفتيش.. الاحتلال يكثف تواجده العسكري في جنين

الضفة المحتلة – مصدر الإخبارية

أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي كثفت، منذ الساعات الأولى لليوم السبت، تواجدها العسكري في محيط قرى وبلدات عرابة، ومركة، ويعبد، وبئر الباشا بمحافظة جنين، وشنت حملات تمشيط وتفتيش واسعة .

ووفق المصادر فإن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم جنين، ونشرت القناصة على أسطح العمارات، خاصة في منطقة الهدف، وشنت حملة تمشيط وتفتيش، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، دون أن يبلغ عن اعتقالات في المخيم.

وفجر اليوم اقتحمت قوات الاحتلال جنين واندلعت اشتباكات مسلحة بين قواتها ومقاومين في المخيم.

وقالت مصادر إن الاحتلال اقتحم منزل ماهر تركمان منفذ عملية الأغوار، وسط تعزيزات عسكرية باتجاه جنين.

بدورها، قالت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة “فتح” في بيان: “يخوض مجاهدونا بكل بسالة واقتدار في هذه الأثناء اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال في محيط مخيم جنين، ويستهدفهم بصليات كثيفة من الرصاص”.

وعبر مكبرات الصوت، انطلقت تحذيرات للمقاومين؛ للانتباه من طائرات الاستطلاع التي تحلق في أجواء المخيم، وأيضًا تحذيرًا من القناصات المتواجدة في منطقة الوكالة والكينة.

وتشهد مُدن وقرى وبلدات الضفة الغربية والقدس المحتلتين، حالةً من الغضب الشعبي والتوتر الملحوظ، رفضًا واستنكارًا لاعتداءات قوات الاحتلال وقُطعان المستوطنين بحق المواطنين وممتلكاتهم، وقيامهم بحملة اعتقالات متكررة.

تكتيكات الاحتلال الإسرائيلي الجديدة في جنين تُنذر بمواجهات أكثر دموية

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي، في استخدام تكتيكات وتقنيات جديدة لكبح جماح المقاومة المسلحة في مدينة جنين، في وقت أرجع محللون وخبراء عسكريون، ذلك لفشله المتكرر في التعامل معها.

وقال هؤلاء، إن استحداث الاحتلال لوسائل جديدة في التعامل مع مدينة جنين، من شأنه إلحاق خسائر جسيمة في أوساط عناصر المقاومة حال لم يلجؤوا لاستخدام تكتيكات جديدة.

عجز إسرائيلي

وأوضح المحلل السياسي، بلال الشوبكي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن” استخدام الاحتلال لأي وسيلة تُبعد قواته عن الاشتباك المباشر مؤشر على عجز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عن مواجهة المقاومة في جنين، رغم تواضع الإمكانات”.

وأشار الشوبكي إلى أن” التقنيات والأساليب الجديدة تعكس عدم قدرة سلاح المشاة الإسرائيلي على التوغل في جنين وبعض المناطق الفلسطينية الأخرى، دون وقوع أضرار جسيمة في صفوفه”.

ولفت إلى أن “ما حدث في جنين في الفترة الأخيرة أظهر أن المقاومة الفلسطينية راكمت من قوتها في التعامل مع قوات الاحتلال ما دفع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لتغير تكتيكاتها”.

مواجهات أكثر دموية

وأكد الشوبكي، أن “تغيير التكتيكات وإدخال الأساليب الجديدة سيلحق خسائر أكبر على المستوى الفلسطيني وإحداث مواجهات أكثر دموية، لافتاً إلى أن هذا لا يعني بالضرورة أن المقاومة ستستلم لتتطور في العمليات الإسرائيلية لأن مع كل رفع للمستوى العسكري الإسرائيلي نشهد رفع المقاومة لتكتيكاتها وتطوير عملها”.

وشدد على أن “المتغيرات الجديدة ستدفع المقاومة لإعادة المواجهة مع الاحتلال إلى الداخل المحتل عام 1948 لتخفيف الضغط عليها، وتلافي وقوع خسائر كبيرة فيها”.

وتابع ” أن الاحتلال اتبع مؤخراً أسلوب عدم التوغل بشكل كبير في جنين بما لا يلحق خسائر في صفوفه، بالإضافة لإعادة اختيار مواعيد إجراء الاقتحامات والاعتقالات والتصفية، من ساعات الليل إلى الصباح الباكر كونه يعلم أن فصائل المقاومة أكثر يقظة ليلاً ومنشغل أفرادها بحياتهم اليومية نهاراً”.

لا يمكن حسم المعركة

وأكد أن الاحتلال ليس بمقدوره حسم المعركة في جنين لاسيما وأنه فشل سابقاً في قطاع غزة مع اختلاف المتغيرات، وعودة نفس المدينة للمقاومة بعدما جرى مسحها في الماضي خلال عملية السور الواقي.

ونوه إلى أن “إسرائيل تدرك أن الحلول العسكرية لم تعد الحل لحسم الصراع مع الفلسطينيين وما نشهده حالة من التخبط لتحقيق أي نتائج مرضية للجمهور الإسرائيلي”.

وفي السياق، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أحمد غضبة، إن تغير الاحتلال لتكتيكاته في جنين سببه، ردت الفعل القوية التي واجهها خلال اقتحامه الأخير للمدينة، وأسفرت عن مقتل أحد ضباطه.

كميات كبيرة من الذخيرة

وأضاف غضبة في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن الاحتلال أيقن بوجود كميات كبيرة أعداد المسلحين والذخيرة، ومن الصعب الدخول إلى المدينة كما كان بالسابق.

وأشار إلى أن استخدام التقنيات الجديدة يعني أن قوات الاحتلال لن تُقدم على أي عملية في جنين إلا حال توفر معلومات تفصيلية حولها، وضمان فرص نجاحها.

وأكد غضبة، أن التقنيات الجديدة تترك أثاراً سلبية على المقاومة الفلسطينية وتعطي قوات الاحتلال مساحة أكبر للتحرك على الأرض لتنفيذ عملياتها.

فرض نجاح كبح المقاومة في جنين

من جهته، رأى الخبير العسكري واصف عريقات، أن المقاومون الفلسطينيون نجحوا بإفشال حلول الاحتلال العسكرية للتعامل مع المقاومة في جنين.

وقال عريقات في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، إن المؤسسة العسكرية الإسرائيلي تخشى حالياً من المجهول والقادم في جنين، مما يدفعها للبحث عن بدائل جديدة للتعامل مع المدينة”.

وأضاف عريقات “أعتقد أن البدائل لن تكون مما استخدمته قوات الاحتلال سابقاً، وكما فشلوا بالتعامل البري لن ينجحوا جوياً”.

وأشار إلى أن “المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي في جنين ليست عسكرية فقط بل معركة عقول وأدمغة وإرادات”. مبيناً أن العقول الفلسطينية أظهرت تفوقاً خلال الآونة الأخيرة، ناهيك عن وجود تنسيق وتعاون بين فصائل المقاومة في كافة المناطق الفلسطينية ينتج نجاحات في التعامل مع الاحتلال.

تظاهرات في الضفة الغربية دعماً لمدينة جنين

الضفة الغربية- مصدر الإخبارية

نادى متظاهرون بضرورة تصاعد العمل المسلح ضد الاحتلال في محافظات الضفة الغربية المحتلة، في ظل تهديدات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام مخيم جنين شمالا.

ومساء الأحد، عمت التظاهرات عدة مدن بالضفة الغربية كان من بينها مدينة رام الله.

ودعا المتظاهرون إلى تصاعد المقاومة المسلحة ضد قوات الاحتلال، في ظل تصاعد ممارسات الاحتلال والاغتيالات التي ينفذها بحق المقاومين، وسياسة قتل النساء، والاستهداف المباشر للمواطنين.

وثمن المتظاهرون عمليات المقاومة التي حصلت مؤخرا، كما أشادوا ببطولة الشهداء ومنفذي العمليات، وسط دعوات إلى تنفيذ مزيدا من عمليات المقاومة بمدن الداخل المحتل.

وجددوا تأكيدهم على دعم مدينة جنين ومخيمها، في ظل تهديدات الاحتلال باقتحامه، كما هتفوا بعبارات التحية لوالد الشهيد رعد خازم منفذ عملية تل أبيب، في ظل رفضه تسليم نفسه للاحتلال.

وشددوا على الوحدة بين الفصائل باعتبارها الطريق الوحيد للتحرير، كما هتفوا بعبارات التحية للقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف.

اشتية من جنين: دولة فلسطين ستقوم شاء من شاء وأبى من أبى

القدس المحتلة _ مصدر الإخبارية

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، مساء اليوم الاثنين، خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة الفلسطينية، أن هذه الجلسة تعقد اليوم من مدينة جنين.

وأشار خلال اللقاء إلى أن إسرائيل تقول إنها ضد إقامة دولة فلسطينية لأنها ستكون دولة إرهابية مؤكداً أننا ضحية إسرائيل الاستعمارية.

وشدد اشتية على أن اجتياحات المسجد الأقصى اليومية من المستعمرين هي تحدي للإرادة الدولية وللإدارة الأمريكية التي طالبت إسرائيل بمنع إقامة صلاة اليهود في المسجد الأقصى.

وطالب الولايات المتحدة الأمريكية بمنع هذا القرار وعدم تغييبه لأن المسجد الأقصى هو مكان مقدس ومكان عبادة للمسلمين فقط.

وتطرق خلال حديثه أنه سيتم مناقشة الأوضاع في محافظة جنين واحتياجاتها من بنية تحتية وطرق ومياه بالإضافة لقضايا تطويرية ومالية”.

وشدد اشتية، على أن محافظة جنين لم تتوقف يوماً عن العطاء وهي تتعرض لأبشع أنواع التنكيل والقتل والهدم والتجريف ومصادر الأراضي كما تقف في صف المواجهة مع القدس وجبل صبيح.

ونوه اشتية إلى أن إسرائيل التي تهدم المنازل على رؤوس البشر فهي أيضاً تهدم القبور على الموتى وهو ما جرى أمس في المقبرة اليوسيفية في القدس.

وأكد أن إعلان إسرائيل عن آلاف الوحدات الاستيطانية وتجريف أرض مطار القدس هو خرق للقانون الدولي وللإدارة الأمريكية التي طالبت إسرائيل بوقف الخطوات الأحادية، مطالباً العالم بالوقوف بوجه تلك الإجراءات.

وحول الأسرى الفلسطينيين قال رئيس الوزراء “نتابع قضية الأسرى المضربين عن الطعام ونطالب بالإفراج الفوري عنهم كما ونطالب أبناء شبعنا بالوقوف معهم في كل المحافظات”.

Exit mobile version