رويترز – مصدر الإخبارية
قال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني يوم الأربعاء إن غارات جوية إسرائيلية على مناطق مختلفة من قطاع غزة قتلت 50 فلسطينيا على الأقل في الساعات الأربع والعشرين المنقضية.
كما اختتم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أحدث زياراته للمنطقة دون تحقيق تقدم صوب إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب المستمرة منذ نحو عشرة أشهر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية(حماس)، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته ضربت حوالي 30 هدفا في أنحاء القطاع شملت أنفاقا ومواقع إطلاق ونقطة مراقبة.
وأضاف أن القوات قتلت عشرات من المسلحين وصادرت أسلحة بينها متفجرات وقنابل يدوية وبنادق آلية.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة إن القوات الإسرائيلية قصفت في وقت لاحق من يوم الأربعاء مدرسة ومنزلا مجاورا في مدينة غزة مما أسفر عن مقتل أربعة على الأقل وإصابة 15 من بينهم العديد من الأطفال.
وقال الجيش في بيان إنه وجه ضربة لمسلحين من حماس يعملون في مركز قيادة يقع داخل مجمع كان يستخدم في السابق كمدرسة.
واتهم الجيش حماس بمواصلة العمل من داخل منشآت ومناطق مدنية، وهو اتهام تنفيه الحركة.
وفي تعليقه على الهجوم على المدرسة التي تديرها الأمم المتحدة، قال فيليب لازاريني المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في منشور على موقع إكس “تقارير أفادت بمقتل وإصابة أطفال. بعضهم احترق حتى الموت”.
وأضاف “غزة لم تعد مكانا للأطفال. إنهم أول ضحايا هذه الحرب التي لا ترحم. لا يمكننا أن نسمح للوضع الذي لا يطاق بأن يصبح الأمر المعتاد. كفى. لقد تأخر وقف إطلاق النار أكثر بكثير من اللازم”.
وقال مسعفون إن سبعة فلسطينيين في مخيم للنازحين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بني سهيلا قرب خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة في منطقة دير البلح المكتظة بالنازحين في وسط غزة، التي لجأ إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين بسبب القتال.
وذكر مسعفون وسكان أن الأوامر التي قال الجيش الإسرائيلي إنها ضرورية لإخلاء المدنيين مما أصبحت “منطقة قتال خطيرة”، سرعان ما تبعها إطلاق نيران من الدبابات، مما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة عدد آخر بنيران البنادق الآلية.
وتزامن ذلك مع اختتام بلينكن زيارته التاسعة للمنطقة منذ بدء الحرب في أكتوبر تشرين الأول دون أي مؤشر على أن الاختلافات العميقة بين الطرفين بشأن كيفية إنهاء الحرب يمكن تجاوزها.
وركزت محادثات بلينكن مع الوسطاء من قطر ومصر ومع إسرائيل على مصير قطاع غزة والرهائن المحتجزين فيه. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن أكثر من 40 ألفا قتلوا في الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر تشرين الأول.
بالنسبة للنازحين في دير البلح، فاقم عدم إحراز تقدم صوب وقف إطلاق النار من بؤسهم وهم يبحثون عن أي مكان آمن من القتال.
وتساءل النازح أبو راكان (55 عاما) من مدينة غزة في شمال القطاع، والذي اضطر إلى النزوح خمس مرات منذ أكتوبر تشرين الأول “وين نروح؟ وين نروح؟”.
وقال لرويترز عبر تطبيق للتراسل “إحنا بنحس إنهم كل شوي بيقربوا أكتر، أنا بسكن على بعد مئات الأمتار من المناطق المهددة ومن الصبح بفتش عن مكان فاضي في غرب دير البلح وخان يونس والنصيرات على الفاضي”.
وأضاف “للأسف يمكن الموت أقرب من إنه نشوف نهاية الحرب وكل الحكي عن وقف إطلاق النار كذبة”.
ويقول مسؤولون فلسطينيون ومن الأمم المتحدة إن معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة نزحوا عن ديارهم بسبب استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية التي أدت أيضا إلى تدمير مساحات واسعة من القطاع. وحتى في المناطق التي تصنف على أنها آمنة، وردت تقارير متكررة عن سقوط قتلى ومصابين هناك في ضربات إسرائيلية.