33 عاماً على اغتياله ولا زال أبو جهاد حاضراً بنضاله

رباب الحاج – مصدر الإخبارية

بعد 33 عاماً على اغتياله لا زال اسم أبو جهاد الوزير يتردد على ألسنة الفلسطينيين حين يذكرون أكبر وأعظم نماذج المقاومة الفلسطينية، فماذا قدّم أبو جهاد لفلسطين لتقدّم له كل هذا الوفاء لذكراه؟

محطات نضال في حياة أبو جهاد

يعد أبو جهاد الوزير الرجل الثاني في حركة فتح، وأحد مؤسسيها مع الرئيس ياسر عرفات والذي ناضل إلى جانبه لأكثر من ثلاثين عاماً، ليتولى منصب نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية.

ولد أبو جهاد عام 1935 في مدينة الرملة المحتلة، ليهجّر وهو في الـ13 من عمره مع عائلته تحت تهديد السلاح عام 1948، فتوجه إلى اللطرون ثم رام الله ثم الخليل، ليستقر لاحقاً في غزة.

في سن مبكرة بدأ الوزير نشاطه الوطني في مدرسة “فلسطين الثانوية “بغزة وانتخب قائداً للحركة الطلابية فيها، وأصبح وهو في السادسة عشرة أميناً لسر المكتب الطلابي في “الإخوان المسلمين” بغزة، لنيشق عنهم لاحقاً.

أبو جهاد وعرفات رفيقا النضال

كان أول لقاء لأبو جهاد مع الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1954 أثناء إحدى زيارات الرئيس لغزة كصحفي شاب، حينها كان الوزير مسؤلاً عن تحرير مجلة “فلسطيننا” الطلابية.

وكان أبو جهاد على رأس المخططين والمنفذين لأول عملية عسكرية كبيرة وهي تفجير خزان مياه” زوهر” قرب بيت حانون بغزة يوم 25/2/1955، مما أدى لإبعاده من قبل السلطات المصرية من غزة إلى مصر، فتوجه إلى الاسكندرية ليلتحق بالجامعة لكنه اضطر إلى تركها للعمل.

أما لقاءه الثاني مع عرفات فكان في الكويت، حيث شارك معه في اجتماعات تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني خلال العامين 1957 و1958، وأسسا سوياً صحيفة شهرية في 1959 أطلقا عليها اسم “فلسطينناـ نداءالحياة ” والتي هدفت للتعريف بحركة فتح ونشر فكرها، وسافرا سوياً إلى الجزائر في 1963 لتأسيس أول مكتب لحركة “فتح”.

خطط لعملية نسف خط أنابيب المياه (نفق عيلبون) عام 1965 والتي اعتمدت تاريخاً لانطلاقة الكفاح المسلح للثورة الفلسطينية، ثم اعتقل مع عرفات في دمشق عام 1966.

عام 1967 شارك في الحرب بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي في الجليل الأعلى، وساهم مع رفاقه في التصدي لقوات الجيش الإسرائيلي في معركة الكرامة بالأردن عام 1968، ليعين بعدها نائباً للقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، إضافة إلى عضويته في اللجنة المركزية لحركة فتح.

انتقل مع رفاقه في العام 1971 إلى لبنان حيث انخرط في قيادة عمليات إعادة البناء وتدريب المقاتلين والتحضير للعمليات الفدائية داخل الأرض المحتلة.

أبرز عمليات نفذها أبو جهاد

عدة عمليات كبيرة نفذها أبو جهاد ضد جيش الاحتلال أبرزها: عملية فندق (سافوي) في تل ابيب، عملية انفجار الشاحنة المفخخة في القدس في العام 1975، عملية قتل البرت ليفي كبير خبراء المتفجرات الإسرائيليين، عملية الساحل “الشاطىء بقيادةدلال المغربي في العام 1978، عملية قصف ميناء ايلات عام 1979، قصف المستوطنات الشمالية بالكاتيوشا عام 1981، أسر 8 جنود إسرائيليين في لبنان ومبادلتهم بنحو 4500 أسير لبناني وفلسطيني في جنوب لبنان ونحو 100 من أسرى الارض المحتلة، و عملية اقتحام و تفجير مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور في العام 1982 وعملية مفاعل ديمونة عام 1988 .

مع اندلاع الانتفاضة الشعبية في الأرض المحتلة عام 1987 تولى مسؤولية دعمها وإسنادها وتنسيق فعالياتها بالتشاور مع القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة “السرية” في الأرض المحتلة .

33 عاماً على اغتيال أبو جهاد

ضمن صولاته وجولاته الكثيرة كان أبو جهاد يتردد على تونس حيث مقر المنظمة ومقر إقامة أسرته، ففي زيارته الأخيرة مكث 15 يوماً عام 1988.

اغتالته فرقة كوماندوز إسرائيلية فاجأته وهو يعمل في منزله ليلة 16 نيسان/أبريل 1988 وأطلقت تجاهه نحو 70 رصاصة، وذلك بمشاركة طائرتين عموديتان و4 سفن وزوارق مطاطية استخدمت لإنزال نحو 20 عنصراً من وحدة الاغتيالات الإسرائيلية.

ليسجل بذلك تاريخ استشهاد أبو جهاد الوزير  تاركاً خلفه إرثاً وطنياً كبيراً وبصمة في ذاكرة كل فلسطيني.

عملية اغتيال الشهيد خليل الوزير أبو جهاد .. تفاصيل جديدة تنشر لأول مرة

القدس المحتلةمصدر الإخبارية

نشرت الفضائية 13 العبرية مساء الأحد الجزء الثالث من أصل خمسة أجزاء من تقرير عن أبرز خمس عمليات اغتيال نفذتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، الحلقة الثالثة كانت عن اغتيال الشهيد خليل الوزير “أبو جهاد” في تونس في 16 إبريل من العام 1988.

بداية التقرير تحدثت عن أن عملية اغتيال أبو جهاد كانت أكبر عملية اغتيال في تاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأكثر عمليات الاغتيال تكلفة، عملية شارك فيها أذرع عسكرية إسرائيلية مختلفة، منها، سلاح الجو، سلاح البحرية، الاستخبارات العسكرية، الموساد، الشاباك، وحدة 8200، شيتت 13 ، سيرت متكال،”كل هذا كان أجل شخص واحد”، قال ألون بن دفيد معد التقرير.

وعن مقولة أن كل هذه القوة التي بلغ قوامها حوالي700 شخص من أجل اغتيال شخص واحد، قال ضابط إسرائيلي شارك في العملية، ولم يكشف عن هويته في التقرير:” أبو جهاد لم يكن مجرد شخص واحد، هو من خطط، وهو من كان يختار الأهداف”.

بدء التفكير باغتيال خليل الوزير أبو جهاد

وعن بدء التفكير باغتيال أبو جهاد جاء في التقرير، المعلومات الاستخبارية لدى المخابرات الإسرائيلية تشير إلى أنه يخطط لشيء كبير، خطته كانت عملية في وزارة الحرب الإسرائيلية “الكريا”، ينفذها20 مسلحاً، عملية شبيهة بعملية سافوي، ولكن مُكبره حسب وصف يهود براك، والذي كان قائد عملية الاغتيال في البحر، أبو جهاد كان المسؤول عن تدريب الخلية على مدار عامين، وهو من وجههم قبل العملية، بالتالي مصيره يجب أن يكون الموت.

وتابع يهود براك، الانتفاضة الأولى هي الأخرى كانت مًحبطة، نحن جيش ولسنا شرطة، وكان أبو جهاد هو من دعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى وحول لها الأموال.

فكرة اغتيال أبو جهاد جاءت من جهاد الموساد الإسرائيلي، وطرحت الفكرة على وحدة سيرت متكال، التدريبات بدأت على عملية اغتيال سيشارك فيها 700شخص، وبمشاركة عدة أذرع عسكرية، التدريب كان في أكثر من موقع، كان في القدس، في تل أبيب، وكان أيضاً تدريب في فيلا مملوكة لشقيق موشه يعلون والذي قاد عملية الاغتيال في تونس، العناصر الذين تدربوا على عملية الاغتيال لم يكونوا على علم بمن هو الهدف من عملية الاغتيال، قلائل جداً من عرفوا من هو الهدف.

في إطار التحضيرات لعملية الاغتيال، ناقش الكبنيت الإسرائيلي العملية، كان يتسحاق شامير رئيس الوزراء، ورابين وزير الحرب، كان لبعد المسافة مخاطر كثيرة، فلا يمكن استدعاء قوة اتقاد على عجل حال حصل طارىء حسب وصف أحد الضباط الذين شاركوا في العملية، كان هناك نوع من التردد، يتسحاق شامير طلب مزيد من الوقت للتفكير.

بدء تنفيذ العملية

عن بدء تنفيذ العملية جاء في التقرير للقناة 13 العبرية، كانت العملية أكبر عملية بحرية في البحر الأبيض المتوسط، كل سفينة انطلقت لوحدها، يهود براك كان قائد العملية في البحر، خلال الرحلة التي استمرت أربعة أيام شاهد العناصر المشاركون في العملية الكثير من الأفلام لتمضية الوقت.

خلال الإبحار لتونس لم يكن الإسرائيليون على ثقة بأن أبو جهاد سيكون موجود في بيته، وصلت العناصر المنفذة العملية لتونس دون أن تعلم الهدف في عملية الاغتيال، بعد الوصول للشاطىء في تونس، غرفة العمليات أوقف قائد العملية موشه يعلون من أجل التأكد من وجود أبو جهاد في بيته.

التأكد من وجود أبو جهاد

كيف تم التأكد من وجود أبو جهاد في بيته؟، في البداية اعتقل الجيش الإسرائيلي قريب لأبو جهاد من قطاع غزة وطلب منه الاتصال لمنزل أبو جهاد في تونس، لكن عناصر المخابرات هم مت أداروا المكالمة، ولمزيد من التأكد، أجرت المخابرات الإسرائيلية اتصال من الملجأ في تل أبيب، على أن تظهر المكالمة إنها من أوروبا، ردت زوجته وتأكدوا إنه في البيت، مباشرة وبسرعة صعدوا للمركبات وساروا باتجاه منزل أبو جهاد.

في الدقيقة 90 معلومات وصلت أن أبو جهاد سيترك المنزل، اتصلنا على المطار تأكدنا أن هناك رحلة الساعة 3:30 صباحاً، وصلنا للبيت، وكان همنا أن لا يترك أبو جهاد المنزل، المعلومات الاستخبارية كانت دقيقة لدرجة أن المنفذون اعتقدوا أنهم كانوا في البيت في السابق.

الدخول الى منزل خليل الوزير في تونس

الساعة الثانية بعد منتصف الليل، حارس في مركبة على مدخل البيت، جندي من الوحدة المنفذة تنكر بزي امرأة اقترب من الحارس، وبسلاح كاتم للصوت أطلق رصاصة واحدة وأرداه قتيلاً،

بعد مقتل الحارس كل عنصر من عناصر الوحدة المنفذة أخذ موقعه في محيط البيت، تم فتح الباب بتفجيره بمتفجرات جهزت خصيصاً لذلك، دخلنا للداخل، كنت وراء الخلية الأولى يقول موشه يعلون.

حجاي أحد الجنود في الوحدة المنفذة ركض باتجاه غرفة أبو جهاد، سمع صوت تجهيز السلاح من قبل أبو جهاد، فُتح الباب، ظهر أبو جهاد وبجواره زوجته، أطلقت عليه النار مباشرة وقتل، التعليمات كانت واضحة، إطلاق النار على المسلحين وعلى أبو جهاد.

بعد عملية الاغتيال

بعد عملية الاغتيال، أشعلت الأضواء في المنازل المجاورة في الحي، أبو مازن كان بيته قريب من منزل أبو جهاد، هناك من طرح فكرة صيد عصفورين بحجر، إلا أن القرار كان التركيز في الهدف فقط.

بعد 20دقيقة من تنفيذ العملية، سمع المنفذون في طريق عودتهم للشاطىء بأجهزة الاتصال الخاصة بالشرطة التونسية أن هناك قتيل في فيلا ، ومن أجل تسهيل الهرب من موقع تنفيذ عملية الاغتيال، قام عناصر من الوحدة الإسرائيلية التي نفذت العملية الاتصال بمحطات شرطة تونسية في المنطقة، ضللوهم بشكل يبتعدوا فيه عن خط سيرهم للشاطىء في طريق، وفي الساعة السابعة صباحاً سمعت لوحدة الإسرائيلية المنفذة بخبر اغتيال أبو جهاد في تونس.

هل خسرت “إسرائيل” في اغتيال أبو جهاد

المحلل العسكري الإسرائيلي للقناة 13 العبرية والذي أعد التقرير، سأل في نهاية التقرير أكثر من شخصية إسرائيلية كانت على علاقة بعملية الاغتيال، هل خسرت “إسرائيل” في اغتيال خليل الوزير أبو جهاد شريك محتمل لعملية السلام، كونه كان على علاقة عميقة مع الجمهور الفلسطيني ؟، لم يحصل على جواب قطعي من أحد في هذه الجزئية.

كما اعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي ألون بن دفيد عملية اغتيال أبو جهاد عملية انتقامية إسرائيلية بسبب حالة الإحباط من الفشل في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية الأولى ..

الاحتلال يكشف تفاصيل جديدة حول اغتيال خليل الوزير أبو جهاد

القدس المحتلةمصدر الإخبارية

نقلت الفضائية 13 العبرية انه في الساعة التاسعة والربع من مساء الأحد القادم، ستعرض الفضائية 13 العبرية الحلقة الثالثة من أصل خمس حلقات عن ابرز خمس عمليات اغتيال نفذتها المخابرات الإسرائيلية، والحلقة الثالثة ستكون عن عملية اغتيال خليل الوزير “أبو جهاد” .

الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية إبان اغتياله في16 نيسان 1988في تونس، المحلل العسكري للفضائية 13 العبرية، مُعد الحلقة وصف العملية، بأكبر عملية اغتيال نفذتها “إسرائيل”، عملية شارك في آلاف العناصر من الأجهزة العسكرية الإسرائيلية، وشارك فيها أيضاً سفن وطائرات إسرائيلية.

في ما عرض في التقديم للحلقة الثالثة جاء، سلاح الجو، سلاح البحرية، جهاز الموساد، مئات الأشخاص، عملية كوماندو، خلالها وجه سؤال لضابط إسرائيلي كبير على علاقة بتنفيذ العملية، استخدمتم كل هذا العدد من القوات، واستخدمتم السفن والطائرات لاغتيال شخص واحد؟، فرد الضابط الإسرائيلي ” خليل الوزير أبو جهاد ليس فقط شخص واحد”.

المحلل العسكري الإسرائيلي ألون بن دفيد اعتبر عملية اغتيال أبو جهاد عملية انتقامية إسرائيلية بسبب حالة الإحباط من الفشل في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عامها الثاني.

الجدير ذكره أن الحلقة الأولى كانت عن عملية اغتيال المهندس يحيى عياش في قطاع غزة في 5 كانون ثاني 1995 ، الأب الروحي للعمليات الانتحارية كما يصفه الإسرائيليون.

والحلقة الثانية كانت عن المحاولة الفاشلة في العام 1997 في عمان لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك خالد مشعل، عملية اغتيال بعد فشلها أجبرت دولة الاحتلال الإسرائيلي الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين.

ترجمة : محمد ابو علان .

Exit mobile version