أعلنت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الجمعة 24 يوليو 2020 أنها طلبت من الولايات المتحدة إغلاق القنصلية الأمريكية العامة في تشنغدو.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان: “أبلغت وزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية السفارة الأمريكية صباح يوم 24 يوليو/تموز بأن الصين قررت إلغاء ترخيص عمل القنصلية الأمريكية العامة في تشنغدو، كما طلبت بشكل محدد وقف أي عمل ونشاط للقنصلية العامة”.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، قد أعلنت، الأربعاء الماضي، أن واشنطن طلبت إغلاق القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية في هيوستن لحماية الملكية الفكرية والمعلومات الشخصية الأمريكية، وفق وكالات رسمية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بلاده “تدعو الولايات المتحدة العدول الفوري عن قرار إغلاق القنصلية العامة في هيوستن”، قائلا: “هذا الاستفزاز السياسي، الذي تمارسه الولايات المتحدة من جانب واحد، ينتهك بشكل خطير القانون الدولي، والمعايير الأساسية للعلاقات الدولية والاتفاق القنصلي الثنائي بين البلدين”.
خلفية إغلاق الصين لمقر القنصلية الأمريكية العامة
وبات التنافس بين واشنطن وبكين واحدا من العوامل المحددة للعلاقات الدولية، فيما تزداد المخاوف من احتمال انزلاق هذا التنافس إلى نزاع عسكري مفتوح لا تحمد عقباه من شأنه تهديد الأمن والسلام العالميين.
كما أن سيناريو المواجهة العسكرية بين القوتين العظميين لم تعد ترسمه دوائر صنع القرار الغربية فقط، ولكنه بات يدخل في حسابات الصين أيضا، وكان موضوع تقرير سري صيني حذر من موجة عداء غير مسبوقة اتجاه العملاق الآسيوي في أعقاب جائحة كورونا، عداء من شأنه أن يؤسس إلى حرب باردة جديدة وربما مواجهة عسكرية في المستقبل.
ونقلت وكالة “رويترز” نقلت في بداية شهر مايو/ أيار الجاري عن مطّلعين على التقرير الذي أعدّته وزارة أمن الدولة، بداية شهر نيسان / أبريل 2020، أن “المشاعر العالمية المناهضة للصين وصلت أعلى مستوياتها منذ حملة ميدان تيانانمين عام 1989”. التقرير نصح الصين بالاستعداد “لمواجهة عسكريّة بين القوتين العالميتين في أسوأ سيناريو”.
وتعتقد سلطات بكين بأن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب باتت مصممة أكثر من أي وقت مضى، على احتواء صعود القوة الصينية بكل الوسائل. التقرير أوضح أن واشنطن تنظر للصعود المتنامي للصين باعتباره تهديدا لأمنها القومي وتحديا للديمقراطيات الغربية.
وأكد أن واشنطن تسعى لإضعاف مكانة الحزب الشيوعي الحاكم من خلال تقويض ثقة الصينيين فيه. وفي أعقاب أحداث ميدان تيانانمين قبل ثلاثين عاما، فرض الغرب حزمة عقوبات على الصين، شملت حظرا على نقل التكنولوجيا وبيع الأسلحة.
غير أن الصين اليوم باتت عملاقا اقتصاديا وطورت قدرات عسكرية هائلة؛ بحرية وجوية، قادرة على تحدي الهيمنة العسكرية الأمريكية في آسيا.
وتعمل الصين على تطوير قوة قتالية مؤهلة للنصر في الحروب الحديثة في تحد واضح لأكثر من سبعين عاما من الهيمنة العسكرية الأمريكية على آسيا.