محاصرون في جباليا: نحن في نصف دائرة الموت ولا نجاة

خاص- مصدر الإخبارية

مجددًا للمرة الثالثة مخيم جباليا شمال قطاع غزة، يتعرض للاجتياح البري من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي يبقى أيام أعزلًا، جائعًا، لليوم السادس على التوالي.

طوقت دبابات الاحتلال ترافقها طائرات الكوادكابتر وأحزمة نارية، تطلق النار بشكل هستيري على كل من يتحرك، الحجر والبشر والمنازل الفارغة التي ترعبهم أيضًا، إذ منع الاحتلال دخول سيارات الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى الشهداء والمصابين.

وتوغلت آليات قرب السياج الفاصل شرقي جباليا، ثم حيث حاصرت منطقة عزبة عبد ربه، واتجهت إلى شارع صالة مزايا خلف مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، وتمركزت في محيط نادي خدمات جباليا وأجرت عمليات تجريف هناك.

واتجهت الآليات أيضًا إلي منطقة القصاصيب من الجهة الغربية لنادي خدمات جباليا، وفجرت المقاومة الفلسطينية دبابات وناقلات جند، وأوقعت جيش الاحتلال بكمائن أدت لمقتل وإصابة عددًا منهم، ذلك المخيم الذي لم يسقط ولن يموت، يصر الاحتلال على إبادته.

عشرات الشهداء عالقة في الشوارع لا يستطيع أحد الوصول إليها، رغم مناشدات الأهالي بالوصول إليهم، إلا أن الاحتلال منع دخول سيارات الإسعاف والصليب الأحمر، فيخاطر الأهالي بحياتهم والخروج من المخيم تحت نيران الاحتلال، والبعض الآخر أصرّ على البقاء.

حاولت سيارة إسعاف الدخول لإنقاذ المصابين فاستهدفتها طائرات الاحتلال دون سابق إنذار، بالإضافة إلى قطع الإمدادات الغذائية والطبية والمياه كافة.

“لليوم السادس لا زلنا محاصرين دون أب مقومات للحياة جوع وعطش ورعب، واستهداف كل من يتحرك وحرق المنازل” يقول أحمد طافش لشبكة مصدر الإخبارية.

يضيف طافش أن الاحتلال نكل ببعض أهالي وأرغمهم على الخروج من بيوتهم أعدم عددًا منهم ميدانيًا، ولا يستطيع أحد انتشالهم.

ويردف “صرنا ننتظر الموت في أي وقت، فالجيش لا يتوقف عن القصف الجوي والمدفعي وقنص المواطنين”.

ويؤكد أن عشرات الشهداء لا زالت جثثهم عالقة في الشوارع، ومنع دخول الإسعافات والإمدادات الإنسانية باتت تهدد حياتنا وحياة الأطفال والمرضى وكبار السن.

ويناشد طافش بإنقاذ المواطنين وتقديم المعونات لهم خاصة الطعام والمياه، والسماح بإدخال سيارات الإسعاف لإجلاء المصابين والشهداء.

عملية الانتقال شبه مستحيلة

قال الدفاع المدني الفلسطيني إن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح الأحد الماضي يمنع دخول الإمدادات الأساسية لمحافظة شمال غزة ما يهدد حياة الفلسطينيين.

وأكد الدفاع المدني أنّ عشرات الجثث عالقة في الطرقات شمال القطاع ولم يتم انتشالهم بسبب القصف المستمر والعنيف، بالإضافة لتدمير البنية التحتية ما جعل عملية الانتقال خلالها أمرًا شبه مستحيل.

وأضاف أم الجيش فرض حصارًا مطبقًا على المحافظة الشمالية ويعزلها عن مدينة غزة بشكل كامل.

وبيّن أن أمر إخلاء مستشفيات شمال القطاع من شأنه أن يؤدي لانهيار كامل في النظام الصحي ما يضاعف من معاناة المواطنين هناك.

تطور خطير

ذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المفوض أنه وفي ظل العمليات العسكرية المكثفة في الشمال فإن ذلك سيجبر الوكالة على إيقاف الخدمات المنقذة للحياة.

ولفتت إلى أنه تم إخلاء 7 مدارس تابعة للأونروا كانت تؤوي النازحين، وتبقى اثنان فقط من أصل 8 آبار مياه في مخيم جباليا يعملان.

وأوضحت بأن ما لا يقل عن 400,000 شخص محاصرون في المنطقة، وبأن الأوامر الأخيرة بالإخلاء الصادرة عن الاحتلال الإسرائيلي ترغم الناس على الفرار مرة تلو الأخرى، خاصة من مخيم جباليا، بينما كثيرون يرفضون الإخلاء لأنهم يعرفون جيدًا أنه لا يوجد مكان آمن في غزة.

وأشارت الوكالة إلى أن ملاجئ الأونروا وخدماتها تُرغم على الإغلاق، بعضها لأول مرة منذ بدء الحرب مع ندرة الإمدادات الأساسية، وينتشر الجوع ويتفاقم من جديد.

وشددت على بأن العملية العسكرية الأخيرة تهدد أيضًا تنفيذ المرحلة الثانية من حملة تحصين الأطفال ضد شلل الأطفال وكالعادة، الأطفال هم أول وأكثر من يعاني.

وأكدت بن أطفال غزة يستحقون ما هو أفضل بكثير، يستحقون وقف إطلاق النار، ويستحقون مستقبلًا.

Exit mobile version