السعودية ليست في عجلة من أمرها والقضية الفلسطينية بصلب أولوياتها

الرياض- مصدر الإخبارية:

رأى المحلل السياسي السعودي هاني وفا، اليوم السبت، أن ملف التفاوض بشأن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية سيمر بعدة مراحل.

وقال وفا في مقال نشر في جريدة الرياض حمل عنوان “سلام مختلف” إن المراحل ستترافق مع مسار آخر يتمثل في تهيئة الأرضية المناسبة ليكون الاتفاق مبنياً على أسس واضحة، ويعرف كل طرف ما له وما عليه حال إتمامه.

وأضاف أن “مكانة المملكة بكل ثقلها إقليمياً ودولياً يجعل منطلق مواقفها التفاوضية قوياً وقادرة على تحقيق مطالبها”.

وأشار إلى أن “التفاوض على الأمور والملفات المهمة يكون طويلاً حتى الوصول إلى نقاط التقاء بين الأطراف المتفاوضة، وقد يأخذ وقتاً أطول مما هو متوقع، والرياض بقيادتها الحكيمة تضع مصالحها في المقدمة، وفي التفاوض قد لا تحصل على كل ما تريد، ولكن تحصل على جُل ما تريده، إذاً التفاوض على إقامة علاقات مع إسرائيل سيمر بمراحل”.

وتابع أن “القضية الفلسطينية في صلب أولويات السياسة السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز – طيب الله ثراه – وحتى يومنا هذا، فالمملكة في مقدمة الدول الداعمة لها على كافة الصّعُد، وما أدل على ذلك إلا (مبادرة السلام العربية)، التي هي مبادرة سعودية تبنتها الجامعة العربية، وأصبحت من مبادئ التفاوض الأساسية في القضية الفلسطينية وما زالت”.

وأكد على أنه في ظل الحديث حول إقامة علاقات بين المملكة ودولة إسرائيل برعاية أميركية، فإن الشواهد تدل على موقف سعودي هادئ غير متعجل لإقامة تلك العلاقات حتى يحصل ما تريده المملكة من ملفات عدة تصب في مصلحتها ومصلحة القضايا التي تتبناها ولها منها مواقف ثابتة.

وشدد على أن العلاقات بين الدول تقوم على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة التي تمون أرضية مشتركة لنموها وتعميقها واستمرارها، والمملكة من الدول التي ترغب جميع دول العالم دون استثناء أن تقيم علاقات معها؛ عطفاً على مكانها ومكانتها اللذين تتمتع بهما وبغيرهما من إمكانات سياسية واقتصادية وتنموية.

ولفت إلى أن المواقف السعودية المتزنة تجاه مختلف القضايا تجعل من السياسة السعودية عامل جذب لكسب التأييد لأية قضية عادلة.

اقرأ أيضاً: اتفاق أمريكي إسرائيلي على تضمين صفقة التطبيع مع السعودية بند حل الدولتين

الصفقة الأمريكية السعودية لها أربعة أطراف قد تفشل في أحدها

أقلام – مصدر الإخبارية

كتب جمال زحالقة كل ما يخص الصفقة الأمريكية السعودية، واتفاق التطبيع مع إسرائيل في مقال موسع كالتالي:

فنّد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي، الشائعات حول تجميد التفاوض بشأن اتفاق تطبيع مع إسرائيل، قائلا لمحطّة “فوكس نيوز” إن “كل يوم يمر يقربنا أكثر إلى التوصل لاتفاق تطبيع مع إسرائيل”، مضيفاً: “هناك دعم من إدارة الرئيس بايدن، وبالنسبة لنا فإن القضية الفلسطينية مهمة للغاية، ولدينا مفاوضات متواصلة، نأمل أن تصل إلى مكان تسهل فيه الحياة على الفلسطينيين وتدمج إسرائيل في الشرق الأوسط”.

بعد هذه التصريحات رجحت التكهنات قرب التوصّل إلى اتفاق تطبيع بين الدولة الصهيونية والمملكة العربية السعودية، وقد زاد من رجحان كفّة هذه الإمكانية، ما صرّح به الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقائهما في نيويورك، الذي جرى وليس بالصدفة، بعد بث مقابلة بن سلمان، التي كانت مسجّلة سلفا.

الدينامو المحرّك لمسار التطبيع السعودي ـ الإسرائيلي، هو الاندفاع الأمريكي لاحتواء التغلغل الصيني في المنطقة. فبعد أن بدأت الولايات المتحدة انسحابها من الشرق الأوسط، للتفرّغ للملف الأكبر بنظرها وهو مواجهة تعاظم قوّة ونفوذ العملاق الصيني، دخلت الصين لملء الفراغ، فعادت الولايات المتحدة إلى المنطقة لصد التمدد الصيني فيها. باختصار خرجت الولايات المتحدة بسبب الصين، وعادت بسبب الصين.

وما نشهده من حراك أمريكي محموم لإتمام صفقة مع السعودية، يأتي بدافع كبح التقارب الصيني السعودي، الذي أخذ أبعادا لم تتوقّعها واشنطن، خاصة بعد زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية، ووساطة الصين في إعادة العلاقات بين طهران والرياض، وانضمام السعودية إلى منظمة البريكس، التي تتزعّمها الصين وأقيمت أصلا من أجل مواجهة الهيمنة الأمريكية.

تحوّر معنى كلمة تطبيع في السنوات الأخيرة، فصار يعني في السياسة العربية: إقامة علاقات عربية طبيعية مع الدولة الصهيونية، من غير التفات لجرائمها تجاه العرب الفلسطينيين. وتشمل هذه الجرائم في ما تشمل: الاحتلال والاستيطان والاغتيالات اليومية والتهويد واستباحة المقدسات وحصار غزة وممارسة العنصرية ومحاصرة الوجود الفلسطيني.

لقد نصبت إسرائيل فخّ التطبيع للعرب عبر توظيف مبدأ «الذخرية»، الذي يستند وفق الاستراتيجية الإسرائيلية السائدة، إلى ثلاثة أركان: الأوّل، القوة التكنولوجية ـ الاقتصادية، التي تجعل دول العالم معنية بها، والثاني، القوة الاستخباراتية ـ العسكرية، التي تهم دولا كثيرة، والثالث هو القوّة السياسية، النابعة من علاقة إسرائيل الخاصة بعدد من الدول، والولايات المتحدة خصوصا.

وتقوم إسرائيل بتسويق نفسها على هذا الأساس، وقد اقترح رئيس الأركان الإسرائيلي السابق الجنرال جادي إيزنكوط، إضافة مبدأ «الذخرية» إلى عقيدة الأمن الإسرائيلية التي ترتكز على أربعة أركان: الردع والإنذار والدفاع والحسم. والرسالة الفعلية لهذا المبدأ هي أن أي دولة تقيم علاقات مع إسرائيل سوف تستفيد كثيرا، فالدولة الصهيونية كما تردد أبواقها هي «ذخر» لمن يربط علاقة بها ويصادقها.

نظرياً، قد يغري مثل هذا الكلام دولا فقيرة وضعيفة، لكن المملكة العربية السعودية في غنى عن كل هذا، خاصة أن إسرائيل هامشية اقتصاديا بالنسبة للنظام السعودي، وهي بنظره لا تشكّل خطرا على الأمن القومي للمملكة، وبالتالي فإن التطبيع لن يسهم قيد أنملة في أمنها، بل قد يعرّضها لمزيد من المخاطر لما يشكّله من استفزاز لإيران، التي تراه موجّها ضدها. وقد سارع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى الرد على احتمال التطبيع قائلاً: “التطبيع مع كيان الاحتلال لا يخدم أمن المنطقة ودولها، بل أمن هذا الكيان وحده”.

لا بدّ من القول بأن على إيران أن تراجع نفسها، وكيف ساهمت في “دفش” دول عربية للتقارب مع تل أبيب خوفا منها، مع أن لا شيء يبرر هذا التقارب. كما يتحمّل أصدقاء إيران العرب قسطا كبيرا من المسؤولية، لأنّهم لم يقوموا بواجبهم في كبح الانفلات الإيراني، وفي طمأنة القيادات العربية بأن لا خطر يأتي إليهم من جهة بلاد الفرس، ولأنهم قصّروا في العمل لتحقيق مصالحة ولا حتى تعاون عربي إيراني شامل.

السعودية ليست بحاجة لإسرائيل لحماية نفسها مما تراه تهديدا إيرانيا عليها، وهي تعي ذلك جيّدا، وهي تراهن على الولايات المتحدة وتطالبها باتفاقية دفاع مشترك، وبتزويدها بأسلحة متطوّرة تشمل طائرات أف 35 المتطوّرة. ومع ذلك يعتقد من يعتقد في السعودية بأن إسرائيل تمتلك بعض التقنيات «النادرة»، خاصة في مجالات التجسّس الإلكتروني ومضادات الصواريخ وأسلحة الليزر، لكن إذا أرادت السعودية هذه الأسلحة ستجد بديلا لها من مصادر أخرى.

القيادة السعودية الحالية معنية بالتطبيع مع إسرائيل منذ سنين، والدليل هو مباركتها الفعلية لتطبيع البحرين والإمارات، ولكنّها لم تكن على عجلة من أمرها. الجديد هو الصفقة المطروحة مع الولايات المتحدة، والتي ترى فيها السعودية حماية طويلة الأمد لأمنها القومي، لأنّها تشمل معاهدة دفاع مشتركة مع أقوى دول العالم.

وهنا جاء الابتزاز الأمريكي باشتراط الصفقة بالتطبيع مع إسرائيل، بادعاء أن هذا يسهّل تمرير المعاهدة في الكونغرس، ولكن معنى صفقة التطبيع بلغة السياسة الرصينة هو تقديم فلسطين قربانا على مذبح التحالف السعودي الأمريكي. من قال بأن فلسطين سوف تستفيد من الاتفاق؟ وأي معنى للدعم المالي إذا كان ثمن الاتفاق الثلاثي السعودي الإسرائيلي الأمريكي هو على حساب الحقوق الفلسطينية.

لقد بدأت الاحتفالات في إسرائيل بانتهاء الصراع العربي الإسرائيلي بعد التطبيع المقبل مع السعودية. وعلينا أن نعترف بأن ما يقوله القادة الإسرائيليون في هذا السياق فيه أكثر من قسط من الحقيقة. فقد كانت بداية النهاية في كامب ديفيد، والسلام المنفرد بين قلب العروبة النابض والدولة الصهيونية، وإذا حصل تطبيع مع السعودية، لا سمح الله، فسيكون ذلك نهاية رسمية وفعلية للصراع العربي الإسرائيلي، كما عهدناه.

ولكن تصح المراهنة على الشعوب التي ترفض التطبيع رفضا قاطعا، بما في ذلك الغالبية الساحقة من سكّان دول الخليج، وهذا ما جاء في استطلاعات الرأي كافة التي أجريت مؤخّرا. هذا الرفض الشعبي لن يتغيّر بل يزداد حدّة تبعا للتغوّل الإسرائيلي في استهداف القدس والمقدسات وفي ارتكاب الجرائم الفظيعة بحق الشعب الفلسطيني.

ما يثير الريبة أن هناك اطمئنانا في إسرائيل، بأن السلطة الفلسطينية لن تعارض التطبيع السعودي، وبأنّها قبلت بالطلب السعودي بأن تكون مطالبها واقعية. وأكثر من ذلك تردد أبواق نتنياهو بأن الحكومة الحالية، التي هي أكثر الحكومات تطرّفا في تاريخ الدولة الصهيونية، تستطيع التعايش مع الجزء الفلسطيني من اتفاق التطبيع. وتشير تسريبات إسرائيلية وفلسطينية إلى أنّه جرى تفاهم مبدئي بين السلطة والسعودية قوامه، أن يكون إطار المطالب الفلسطينية بالنسبة للاستيطان هو اتفاق العقبة واتفاق أوسلو الأصلي بالنسبة لبقية المطالب، مع إمكانية لفتح اتفاق باريس الاقتصادي من جديد.

كل ما هو مطروح لا يساهم بخطوة واحدة في طريق إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ويبدو أن الهم الأكبر هو السلطة القائمة وليس الدولة العتيدة.

التطبيع السعودي، إذا حصل، هو كارثة تاريخية للعرب جميعا وللفلسطينيين جميعا. والواضح أن نتنياهو وبن سلمان وبايدن متفقون في مسعى مشترك لتحقيقه، لكن هناك عقبات قد تؤدي إلى عدم التوصل إليه. فهو قد يفشل إسرائيلياً بسبب معارضة تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية وما يسمى «تنازلات» للفلسطينيين، وقد يفشل أمريكيا لأن الكونغرس لن يصادق على معاهدة دفاع مشترك مع السعودية، بسبب موقف التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي وعدم رغبة الجمهوريين في مساعدة بايدن بتحقيق إنجاز عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وربما يحصل تطوّر في السعودية مثل ألّا تكون العروض الأمريكية مرضية لها، أو أن يضع الملك سلمان بن عبد العزيز فيتو عليه.

أمّا فلسطينيا فإنّ الأمر الوحيد الذي يمكن أن ينفع في تعطيل اتفاق التطبيع في هذه المرحلة هو نشوب انتفاضة جديدة تردع المطبّعين.

اقرأ أيضاً:استطلاع: الأغلبية في إسرائيل يؤيدون التطبيع مع السعودية وتقدم طفيف لمعسكر الدولة

ما هي العقبة التي ستمنع اتفاق تطبيع السعودية وإسرائيل؟ مسؤول أمريكي يكشف

واشنطن- مصدر الإخبارية

أكد وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، اليوم الخميس، أن التوصل إلى اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل، قد يكون من المستحيل، إذا كان الشرط الأساسي هو إقامة الدولة فلسطينية أو قبولها.

وقال بومبيو لـ”جيروزاليم بوست”: إنه “من المستحيل تصور (حل الدولتين) مع القيادة الفلسطينية الحالية، وتأخذ الأموال من إيران، وتدفع للمواطنين مقابل (قتل إسرائيليين)”.

وتابع أنّه “من الصعب للغاية أن نتخيل كيف يمكن للمرء أن يعقد صفقة مع نفس القادة الذين رفضوا كل عرض معقول قدم لهم”.

وتأتي تصريحات بومبيو بعد يوم من زيارة أول سفير سعودي لدى السلطة الفلسطينية، نايف السديري إلى رام الله، الذي أكد أن المملكة تعتبر إن إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها شرقي القدس، سيكون حجر الزاوية الأساسي في أي اتفاق مرتقب مع إسرائيل.

واعتبر بومبيو أن كل رئيس أمريكي سيدعم اتفاق التطبيع، سواء كان ديمقراطيًا أو جمهوريًا، لأن من مصلحة الولايات المتحدة أن تكون هناك علاقات أمنية بين أمريكا والسعودية وإسرائيل.

اقرأ/ي أيضًا: إعلام عبري يكشف عن لقاء سري بين مسؤول سعودي وإسرائيلي

يديعوت أحرونوت: قضيتين تقفان أمام اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية

القدس المحتلة- مصدر الإخبارية:

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، مساء اليوم السبت، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحدثوا بانفتاح غير عادي في الأيام الأخيرة حول محادثات التطبيع بين إسرائيل والسعودية.

وقالت الصحيفة إن قضيتين أساسيتين تقفان بين رؤية الاتفاق وتحقيقها على أراض الواقع الأولى تتعلق بالتنازلات المقدمة للفلسطينيين، والتي يعارضها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمطلب السعودي بتخصيب اليورانيوم ، وهو ما يحذر منه مسؤولون أمنيون كبار في إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن يوئيل جوزانسكي، أحد كبار الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي قوله إن “السعودية تدعي أنها تريد سلاحا نوويا مدنيا، لكنها لا تخفي مخاوفها الأمنية وحاجتها إلى توازن نووي ضد إيران”.

وأضاف جوزانسكي “قد كرر بن سلمان ذلك في مقابلة وقال: إذا حصلت إيران على سلاح نووي، فيجب علينا أن نمتلك أيضًا”.

وأشار إلى ان السعودية ” ترى نفسها الدولة العربية الرائدة وفي طليعة المحاربين ضد إيران، وبالتالي فهي تريد ما تمتلكه طهران بهدف تحسين أمنها.”

ولفت إلى أن “الأسلحة النووية السعودية ستؤثر على الشرق الأوسط بأكمله، ومن ثم ستؤثر على إسرائيل”.

ونوه إلى أن منح السعودية النووي سيعني إنشاء معادلة جديدة برغبة دول أخرى في امتلاكه مثل تركيا ومصر والامارات.

وتابع: “في الواقع، قد ينشأ سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط بسبب كسر المحرمات حول هذا الموضوع.”

وأكد على أن “الأمريكيين يريدون ربط الخليج بهم على حساب عدم الوصول إلى تقارب بين السعودية والصين الصين، ويحاولون منع الحضن الصيني الذي يصل إلى الرياض من جعلها حليف له”.

وتوقع أن تحصل إسرائيل على تعويضات أسلحة أو دفاعات من الولايات المتحدة على خلفية أي اتفاق مع السعودية.

وشدد جوزانسكي على أنه “لا يزال ثمن السلام الإسرائيلي السعودي باهظاً للغاية”.

وقال: “إنهم يطلبون أيضًا أسلحة عالية الجودة إلى جانب السلاح النووي، آمل أن يقدم الخبراء الإسرائيليون والأميركيون حلولاً تقنية للمخاوف الإسرائيلية”.

ونبه إلى أن ” الملف النووي هو الأكثر إشكالية بالنسبة لإسرائيل، وإذا تمكنت من الحصول على ضمانات قوية لأمنها، فسيكون ذلك هو الأهم، لكن ليس من الواضح ما هي الضمانات التي يمكن أن يقدمها الأميركيون”.

وأشار إلى أن “الإشراف على عمليات التخصيب وإدارتها في الأراضي السعودية، يمكن أن يقلل إلى حد ما من الخوف من الاستخدام السيئ للطاقة النووية من قبل السعوديين”.

اقرأ أيضاً: ما هو موقف بن غفير في حال قدمت إسرائيل تنازلات للفلسطينيين مقابل التطبيع؟

ما هو موقف بن غفير في حال قدمت إسرائيل تنازلات للفلسطينيين مقابل التطبيع؟

الأراضي المحتلة- مصدر الإخبارية

علق وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، على قضية التطبيع بين السعودية وإسرائيل، قائلًا: “في حال بدأت إسرائيل بتقدم تنازلات للفلسطينيين مقابل التطبيع، فإن حزبه سوف ينسحب من الائتلاف الحكومي”.

وأكد بن غفير أنه لن يسمح بأي مساس بما أسماها السيادة الإسرائيلية، وبمجرد الحديث عن تنازلات مقابل التطبيع، فإن الحكومة ستدرك بأن محادثات تجري مع بيني غانتس لضمه إلى صفوف الحكومة.

وفي وقت سابق، ذكر رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن “اتفاق التطبيع مع السعودية أمر مرحَّب به، لكن ليس على حساب السماح للسعوديين بتطوير أسلحة نووية”.

وقال رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: “من المُرجح أن تتوصل إسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية، بما يُمثّل تحولًا كبيرًا في السياسة الخارجية لكلا البلدين”.

وأضاف نتنياهو خلال مقابلة مع شبكة CNN الأمريكية: “سنشهد خلال الفترة المقبلة تحولًا ملحوظًا لكلا البلدين مع اقترابهما من التوصل إلى اتفاق بوساطة الولايات المتحدة”.

ووصف نتنياهو، خلال المقابلة التي أجرتها كايتلان كولينز، الاتفاق المحتمل بأنه “نقلة نوعية” في المنطقة، مضيفًا: ذلك “سيغير الشرق الأوسط إلى الأبد”.

وأشار إلى أن “الاتفاق بين البلدين سيَهدم جدران العَداء ويخلق ممرًا من خطوط أنابيب الطاقة، وخطوط السكك الحديدية، وكابلات الألياف الضوئية، بين آسيا عبر السعودية والأردن وإسرائيل والإمارات”.

وصرّح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قائلًا: إن “بلاده تقترب من تطبيع العلاقات مع إسرائيل”، جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة فوكس نيوز الأمريكية.

اقرأ/ي أيضًا: نتنياهو لـCNN: تطبيع العلاقات مع السعودية سيُمثّل تحولًا كبيرًا في السياسة الخارجية للبلدين

وزير إسرائيلي يتوقع التوصل لاتفاق تطبيع مع السعودية خلال أشهر

وكالات- مصدر الإخبارية:

قال أحد كبار المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يعتقد أنه سيتم التوصل إلى اتفاق تاريخي لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية في غضون بضعة أشهر.

وأضاف وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في مقابلة مع وكالة بلومبرج: “أنا شخصياً أعتقد أننا سنحصل على اتفاق تطبيع في نهاية المطاف مع المملكة العربية السعودية”. “سواء كان ذلك بحلول نهاية العام أو بعد ذلك بوقت قصير، أعتقد أنه في الأشهر القليلة المقبلة يمكننا تحقيق ذلك.”

وأشار إلى أن إسرائيل “متحالفة تماما” مع الولايات المتحدة بشأن كيفية تلبية المطالب السعودية بالسماح للرياض بتخصيب اليورانيوم الخاص بها لبرنامج نووي مدني مع معالجة مخاوف عدم الانتشار النووي.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، إن السعودية تقترب “كل يوم” من اتفاق لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وتقود الولايات المتحدة الأمريكية مباحثات بين إسرائيل والسعودية للوصول إلى اتفاق تطبيع يلبي شروط الرياض، لاسيما فيما يتعلق بامتلاكها برنامج ننوي سلمي، واتخاذ تل أبيب إجراءات تهدف إلى الحفاظ على إمكانية قيام دولة فلسطينية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الجمعة، إن اتفاقات التطبيع فتحت حقبة جديدة من السلام مؤكداً أن إسرائيل تقترب من تحقيق سلام تاريخي مع السعودية.

وأضاف نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تحقيق السلام بين إسرائيل والسعودية سوف يخلق شرق أوسط جديد.

وتابع: “يجب ألا نعطي الفلسطينيين حق النقض للوقوف في وجه عقد اتفاقات سلام أخرى مع دول عربية فهم لا يمثلون سوى 2% من العالم العربي، وعندما يرى الفلسطينيون أننا قد عقدنا اتفاقات سلام مع الدول العربية فحينها سيتخلون عن أحلامهم”.

وأردف: “على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يتوقف عن نشر المؤامرات الشنيعة المعادية للسامية ضد الشعب اليهودي”.

وأكد أن “الاتفاق التاريخي مع المملكة العربية السعودية سيضع حداً للصراع الإسرائيلي العربي وسيشجع الدول الأخرى على تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.

وقدم نتنياهو للحاضرين في الجمعية العامة للأمم المتحدة خريطة توضح الشرق الأوسط، وقال إن “إسرائيل كانت معزولة ومحاطة بعالم عربي معادي عام 1948″. في عام 1970 صنعنا السلام مع مصر والأردن، وفي عام 2020 وقعنا على اتفاقيات التطبيع مع أربع دول أخرى، وسوف نزيل جدران العداء ونحقق السلام والرخاء في المنطقة برمتها”.

وأكمل: “لن نزيل الجدران بيننا وبين الدول العربية فحسب، بل سنخلق ممرًا من الرخاء يربط آسيا بأوروبا”.

وأشار إلى التهديد الإيراني، وقال إنهم “يجلبون اللعنة على شعوبهم وعلى منطقتنا وعلى العالم أجمع. إن التهديد المشترك الذي تمثله طهران أدى إلى صداقة إسرائيل والعديد من الدول العربية”.

وقال: “سيأتي قريبا اليوم الذي ستتمكن فيه إسرائيل من مد السلام إلى ما هو أبعد من مصر والأردن إلى دول أخرى. في اجتماعاتي مع القادة قلت إن إسرائيل والدول العربية لديها الكثير من المصالح المشتركة وأعتقد أن هذا يمكن أن يحقق سلام واسع النطاق في المنطقة”.

اقرأ أيضاً: إدارة بايدن تأمل أن تدفع المطالب السعودية نتنياهو إلى ائتلاف بديل

نتنياهو: نقترب من تحقيق سلام تاريخي مع السعودية

نيويورك- مصدر الإخبارية:

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، إن اتفاقات التطبيع فتحت حقبة جديدة من السلام مؤكداً أن إسرائيل تقترب من تحقيق سلام تاريخي مع السعودية.

وأضاف نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تحقيق السلام بين إسرائيل والسعودية سوف يخلق شرق أوسط جديد.

وتابع: “يجب ألا نعطي الفلسطينيين حق النقض للوقوف في وجه عقد اتفاقات سلام أخرى مع دول عربية فهم لا يمثلون سوى 2% من العالم العربي، وعندما يرى الفلسطينيون أننا قد عقدنا اتفاقات سلام مع الدول العربية فحينها سيتخلون عن أحلامهم”.

وأردف: “على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يتوقف عن نشر المؤامرات الشنيعة المعادية للسامية ضد الشعب اليهودي”.

وأكد أن “الاتفاق التاريخي مع المملكة العربية السعودية سيضع حداً للصراع الإسرائيلي العربي وسيشجع الدول الأخرى على تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.

وقدم نتنياهو للحاضرين في الجمعية العامة للأمم المتحدة خريطة توضح الشرق الأوسط، وقال إن “إسرائيل كانت معزولة ومحاطة بعالم عربي معادي عام 1948″. في عام 1970 صنعنا السلام مع مصر والأردن، وفي عام 2020 وقعنا على اتفاقيات التطبيع مع أربع دول أخرى، وسوف نزيل جدران العداء ونحقق السلام والرخاء في المنطقة برمتها”.

وأكمل: “لن نزيل الجدران بيننا وبين الدول العربية فحسب، بل سنخلق ممرًا من الرخاء يربط آسيا بأوروبا”.

وأشار إلى التهديد الإيراني، وقال إنهم “يجلبون اللعنة على شعوبهم وعلى منطقتنا وعلى العالم أجمع. إن التهديد المشترك الذي تمثله طهران أدى إلى صداقة إسرائيل والعديد من الدول العربية”.

وقال: “سيأتي قريبا اليوم الذي ستتمكن فيه إسرائيل من مد السلام إلى ما هو أبعد من مصر والأردن إلى دول أخرى. في اجتماعاتي مع القادة قلت إن إسرائيل والدول العربية لديها الكثير من المصالح المشتركة وأعتقد أن هذا يمكن أن يحقق سلام واسع النطاق في المنطقة”.

في غضون ذلك، نظم ناشطون وقفة أمام مقر الأمم المتحدة تنديداً بكلمة نتنياهو.

وحمل الناشطون لافتات تنادي بحقوق الشعب الفلسطيني وتندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة من قتل وتدمير واستيطان في الأراضي الفلسطينية.

اقرأ أيضاً: إدارة بايدن تأمل أن تدفع المطالب السعودية نتنياهو إلى ائتلاف بديل

إسرائيل ترفض مقترحًا أميركيًا.. ما علاقة السعودية؟

الأراضي المحتلة- مصدر الإخبارية

قالت وسائل إعلام عبرية، إن زعيم المعارضة يائير لابيد رفض طرحًا أميركيًا للانضمام إلى حكومة برئاسة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، إن أفضت الاتصالات الجارية بين أميركا والسعودية وإسرائيل إلى اتفاق تطبيع سعودي إسرائيلي.

وأوضحت القناة “12” العبرية، أن مسؤولين أميركيين طرحوا الفكرة على لابيد الذي يزور في الوقت الحالي واشنطن، أجاب قائلًا: “هذا غير ممكن بأي حال”.

وقال لابيد للأميركيين إنه سيعارض أية صفقة تطبيع بين إسرائيل والسعودية إذا سمحت للأخيرة بتخصيب اليورانيوم على أراضيها.

ولفتت القناة إلى أن سعي الأميركيين لإقناع لبيد بالانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو يأتي لإدراكهم أن الأحزاب التي تمثل اليمين الديني المتطرف المشاركة في الحكومة لن تسمح لنتنياهو بتقديم أية تنازلات للفلسطينيين مقابل التطبيع.

وأكدت أن لابيد أوضح للأميركيين أنه دون دعم حزبه لن يكون بوسع نتنياهو تشكيل حكومة تسمح بتمرير اتفاق التطبيع مع السعودية.

ولفتت إلى أن التقديرات السائدة في إسرائيل تفيد بأن تمرير اتفاق التطبيع مع السعودية يتطلب تبكير الانتخابات العامة والحصول على تفويض شعبي لتسويغ هذه الخطوة.

بدورها، قالت صحيفة “هآرتس” العبرية، إن الولايات المتحدة تدرس السماح للسعودية بتخصيب اليورانيوم على أراضيها بشرط أن تكون عملية التخصيب تحت سيطرة واشنطن وإشرافها.

وبيّنت أن هذا التوجه الأميركي يعود إلى رفض الكثير من النواب الديمقراطيين في مجلسي الشيوخ والنواب للاتفاق مع السعودية.

وفي وقتٍ سابق، عرضت المملكة العربية السعودية استئناف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية من أجل التغلب على المعارضة في رام الله لتطبيع علاقات المملكة مع إسرائيل، وفقا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

وقال مسؤولون سعوديون كبار للصحيفة إن العرض يهدف إلى إظهار للفلسطينيين أن التطبيع مع إسرائيل لن يأتي على حساب تطلعاتهم إلى دولة مستقلة.

وبحسب التقرير، طرح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فكرة تجديد المساعدات المالية لأول مرة في اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أبريل (نيسان).

وطمأن بن سلمان الزعيم الفلسطيني بأنه إذا نجحت إجراءات السلطة الفلسطينية في مكافحة الإرهاب في الضفة الغربية، فإن السعودية لن تدخل في أي اتفاق تطبيع من شأنه أن يقوض الجهود الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

اقرأ/ي أيضًا: أكبر اختبار للقيادة لرئيس المحكمة العليا في إسرائيل

إخفاق لمساعي تطبيع إسرائيل في ليبيا

أقلام – مصدر الإخبارية

كتب أمير مخول عن لقاء نجلاء المنقوش وزيرة خارجية ليبيا ووزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، وعن إخفاق إسرائيل لأي تطبيع في ليبيا.

في بيانه الاحتفالي عن لقائه في روما مع وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش، اعلن وزير الخارجية الاسرائيلي ايلي كوهين يوم 27/8/23 عن اللقاء الذي كان يعتبر سريا، ونشر موقع وزارته رسمياً، وتم نشرها باللغة العربية أيضاً في حسابات التواصل الاجتماعي للوزارة، وورد في البيان انّ كوهين والمنقوش تباحثا في “التعاون بين الدولتين وعن مساعدات اسرائيلية انسانية”.

ونقل الاعلام الاسرائيلي عن مصادر رفيعة المستوى وعن وكالة الانباء اسوشيتد برس بأن ما جرى كان ثمرة اللقاء بين رئيس وكالة الاستخبارات الامريكية ويليام بيرنز في كانون ثان/يناير 2023 مع رئيس الحكومة الليبي عبد الحميد الدبيبة، حيث تم الحديث ولأول مرة عن امكانية التطبيع بين ليبيا واسرائيل وانضمام ليبيا الى دول الاتفاقات الإبراهيمية.

ووفقاً لذات المصادر فإن المسؤول الليبي أبدى استعداداً أولياً، إلا أنه تخوف من رد فعل الشعب الليبي المناصر لفلسطين.

المفارقة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية حذفت (النص العربي فقط) بطلب من الحكومة الليبية، في حين أبقت على النص بالعبرية والإنجليزية، وكان الوقت كافياً لتداول الخبر في الإعلام العربي والدولي كما الإسرائيلي.

فور انتشار خبر لقاء كوهين والمنقوش انطلقت حركة احتجاج شعبي ليبي واسعة واعتصامات في الشوارع وحول مباني الحكومة ورئيسها ووزيرة الخارجية حاملين رايات فلسطين، ويهتفون بالحق الفلسطيني ورفض التطبيع، مما دفع بالحكومة إلى إعلان وقف المنقوش عن العمل ورفض التطبيع، وعن مغادرة وزيرة الخارجية المقالة الى تركيا وفقاً للمصدر ذاته.

في تغريدة له هاجم بيني غانتس رئيس حزب المعسكر الرسمي حكومة نتنياهو ووزير خارجيته واعتبر أن نشر خبر احتفالي حول لقاء سري هو إخفاق آخر يضاف الى الحكومة التي تخفق في كل المجالات، واعتبر تصرف وزارة الخارجية مسا بالأمن القومي الإسرائيلي. كما ربط غانتس بين الإخفاقات الإسرائيلية تحت حكومة نتنياهو بالأزمة الداخلية العاصفة في اسرائيل وبغيات اي افق استراتيجي تسعى اليه الحكومة.

تحدث الاعلام الاسرائيلي عن القناعة الاسرائيلية بوجود ارث ديني يهودي في ليبيا، ينبغي ان تقرر إسرائيل بشأنه.

تحليل:
إسرائيل هي ضمن الدول الاقليمية إضافة للدول الكبرى المعنية بالشأن الليبي وتسعى للتدخل بقوة منذ إسقاط نظام معمر القذافي. وهي تسعى لخلق علاقات مع أكثر من طرف ليبي من ضمن القوى المتصارعة على الحكم وكذلك الى بناء تحالفات تقوم على مصالح اقليمية في هذا الصدد.

وإلى إقامة علاقات اقتصادية إضافة الى اعتماد أكثر من استراتيجية هيمنة ومنها الاستراتيجية الناعمة تحت مسمى مساعدات إنسانية وتنموية، وكذلك إلى التدخل أمنياً، وكما تؤكد هآرتس بأن ابن الجنرال خليفة حفتر قد زار إسرائيل سراً في العام 2021 وفحص إمكانيات تأسيس علاقة بين البلدين مقابل إسناد إسرائيلي عسكري واستخباراتي، ولم تتأكد المعلومة من مصادر أخرى.

ما حسم الموقف هو الشعب الليبي الذي قلب الأمور، ورسخ الموقف في مناهضة التطبيع مع إسرائيل وفي مناصرة الشعب الفلسطيني، وهو ما انصاعت له الحكومة الليبية.

يشكل قرار الحكومة الليبية سواء بإبعاد الوزيرة المنقوش من منصبها ام بموجة رفض التطبيع ، بمثابة ضربة قوية للدبلوماسية الاسرائيلية وتشير الى تدهور قوة السطوة الإسرائيلية.

باتت قرارات اسرائيل التي تندرج ضمن القضايا الاستراتيجية محاصرة بالصراع الإسرائيلي الداخلي وبالأزمة الاعمق التي تعصف بها وبكل منظوماتها، وبات التظاهر بلقاء سري ضمن مقومات الأمن القومي مادة للاستهلاك المحلي الداخلي المخفق.

الخلاصة:

• فلسطينياً يبقى الرهان على الشعب العربي في كل الوطن العربي هو الركيزة الأولى لنضال التحرر الوطني الفلسطيني.

• عربياً، ينبغي الالتفات إلى مساعي إسرائيل وبغطاء أمريكي لتعزيز نفوذها الإقليمي رغم التراجعات التي فرضتها الأزمة الإسرائيلية العاصفة، وتراجع دورها ووزنها الإقليميين.

• تحت مسمى التطبيع والمساعدات الإنسانية تسعى إسرائيل بشكل مستدام إلى النفوذ العسكري والأمني والاستخباراتي، وفي مقدمة ذلك محاصرة أية قوة إقليمية عربية من النهوض بدورها، وبالذات مصر التي تشكل ليبيا امتدادا حيوياً للأمن القومي المصري.

• إخفاق إسرائيل التطبيعي مع ليبيا لا يعني أنها ستتراجع عن مساعيها، بل ستواصل ذلك بأدوات وأنماط عمل أخرى.

• الإرث الديني اليهودي في ليبيا كما في كل بلد عربي، ليس شأناً إسرائيلياً، وإنما مسؤولية ورعاية كل دولة عربية ذات صلة.

(تقدير موقف، مركز تقدم للسياسات)

اقرأ أيضاً:كيف تناول الإعلام العبري لقاء المنقوش وكوهين؟

السعودية… إلى أن يكتمل التطبيع

بقلم- إياد البرغوثي:

من  حيث المبدأ، لا خلاف بين الاسرائيليين والسعوديين، على تشخيص حالة السعودية، فيما يتعلق بموضوع “ماراثون” التطبيع بينهما… فإسرائيل تعتبر السعودية فريسة ثمينة، والسعودية تعتبر نفسها كذلك، فريسة ثمينة، وكلما صعب أمر “صيدها”، ارتفع ثمنها.

يقف السعوديون على شاطئ بحر “التطبيع” الهادر، الى جانب “المنقذ” الامريكي، لا ليتحدثوا في مدى خطورة السباحة، بل في مدى برودة الماء. فالذي تشير اليه معطيات النبرة الأمريكية والاسرائيلية المرتفعة، حول التطبيع السعودي مع إسرائيل، ورد الفعل السعودي الملفت للنظر في هدوئه وتغاضيه، أن لا جدال حول موضوع التطبيع من حيث المبدأ، اذ يجري النقاش حول شروط ذلك التطبيع، وطريقة إخراجه.

تتعامل السعودية، على ما يبدو، مع التطبيع كأمر قدري وحتمي منذ فترة ليست قصيرة. هذا لا يعني بالضرورة أنها سعيدة به، لكنها في نفس الوقت، ليست بذلك الانزعاج الذي يتطلبه الأمر منها على الأقل شعبيا. لذلك هي تعمل على تبطيء مساره، وتحسين شروطه، وتوضيب إخراجه.

بدا قبول السعودية بالتطبيع واضحا عند إطلاق الملك عبد الله بن عبد العزيز مبادرته للسلام، التي تم تبنيها في مؤتمر القمة العربية في بيروت في العام 2002، لتصبح المبادرة العربية للسلام. بل ربما باستطاعتنا اعتبار مبادرة ولي العهد السعودي فهد بن عبد العزيز في العام 1981 أساسا لذلك.

منذ تلك المبادرة، اتخذت السعودية خطوات “جريئة” باتجاه التطبيع، ففتحت اجواءها أمام الطيران الاسرائيلي. وسكتت، بل وربما شجعت، تطبيع بعض البلدان العربية مع إسرائيل، كالبحرين والإمارات وغيرها. وذهبت في عهد بن سلمان للتحرر الايديولوجي والقبلي المتمثل في الدين والعائلة السعودية، ذلك الذي لا يرتبط بالضرورة مع موضوع التطبيع، لكنه يجعل الطريق اليه بلا ضوابط ولا كوابح داخلية جدية، فيما لو قرر بن سلمان اتخاذ الخطوة الحاسمة باتجاهه.

لكن رغم كل ما اتخذته السعودية في اتجاه التطبيع، فهي على ما يبدو تدرك مخاطره، أو بعضا من مخاطره على الأقل؛ فتجارب التطبيع التي سبقت بين اسرائيل وبعض الدول العربية ابتداء من مصر، اثبتت أن “التعايش” مع إسرائيل لا يخلو من “هيمنتها” على مقدرات تلك الدول، و “مس” بسيادتها، وزيادة في “الحاقها” بها وبالمعسكر الغربي اجمالا.

كما تدرك السعودية ايضا، أن إجراء تطبيع مع إسرائيل دون تحقيق شيء “ملموس” في مجال القضية الفلسطينية، سيبدو تخليا عن تلك القضية تماما كما جرى مع الآخرين، وهم يدركون مدى تأثير التخلي عن فلسطين على مكانتهم في الإقليم. إن قول المطبعين السابقين، بأن تطبيعهم سينعكس ايجابا على فلسطين والشعب الفلسطيني، قد ثبت بطلانه تماما، والسعودية أذكى من اللجوء إلى هذه المقولة، بعد أن رأت ماذا حدث بالنسبة لمن سبقها.

الشروط السعودية للتطبيع
في سياق التطبيع السعودي، نحن أمام مشهد غاية في الوضوح، فإسرائيل صياد ماهر لحوح بانه يدرك قيمة فريسته واهميتها، والسعودية الفريسة القابلة بمصيرها تدرك “غلاوتها” وقيمتها، وتعرف أن “تمنعها” سيزيد من ما ستجني من مقابل، وتعرف أن الوقت لصالحها، لذلك فهي ليست في عجلة من أمرها، خاصة بعد تطبيع علاقتها بإيران. والولايات المتحدة التي تقوم بدور “العراب” -إذ ليس من اللائق استخدام الكلمة المرادفة الأخرى رغم كونها أقرب للمعنى- الذي يبذل جهده بإخلاص وتفان من أجل تقريب اليوم الذي يلتقي فيه الصياد بفريسته.

تتحدث الأنباء عن شروط ثلاثة للسعودية من أجل استكمال التطبيع؛ الأول هو اتاحة الفرصة لها لامتلاك برنامج نووي سلمي، والثاني هو الحصول على الأسلحة الأمريكية المتطورة وعلى الرعاية الأمنية الأمريكية اجمالا، والثالث هو تحقيق تقدم في الشأن الفلسطيني… كما هو واضح، هي في النهاية “شروط” لتحسين تموضع السعودية عند امريكا وحلفائها، وليست لتحقيق مزيد من التحرر والسيادة.

تبذل اسرائيل جهدا كبيرا من أجل الوصول الى ذلك اليوم، الذي توقع فيه مع السعودية، وثيقة التطبيع بينهما. ومع أن نتنياهو معني بأن يكون ذلك انجازا شخصيا له، اضافة لكونه انجاز لدولة اسرائيل، إلا أن الأمر قد “احيل” على ما يبدو الى رئيس الدولة اسحق هيرتسوغ، الذي يعتبر أكثر دبلوماسية وسلاسة وقبولا لدى الامريكيين، من رئيس وزرائه.

لقد حث الرئيس الاسرائيلي في خطابه الأخير في الكونجرس الأمريكي، الولايات المتحدة على الإسراع في تحقيق التطبيع مع السعودية، التي وصفها بأنها “أمة رائدة في المنطقة وفي العالم الإسلامي برمته”. كان بذلك يوجه رسالة ليس فقط للأمريكيين، ولكن للسعوديين ايضا، “لطمأنتهم” الى تثمين اسرائيل لهم، وكذلك لتسهيل “استدراجهم”.

يشكل التطبيع مع السعودية مسألة غاية في الأهمية، بالنسبة لإسرائيل ولنتنياهو شخصيا، وكذلك للولايات المتحدة والرئيس بايدن. فالتطبيع مع السعودية يفتح الطريق أمام اسرائيل، لمن تبقى في العالم العربي والإسلامي، ويشكل ضربة موجعة للقضية الفلسطينية، كما ويفتح الأبواب أمام استثمارات إسرائيلية هائلة في السعودية وفي المنطقة.

ستوافق اسرائيل على الشروط السعودية، لكنها ستعمل على افراغها من محتواها دائما. في المجال النووي على سبيل المثال، سوف تشترط أن يتم تخصيب اليورانيوم عندها، أو أن يتم تخزينه لديها بعد تخصيبه، وبالتالي تمسك بالبرنامج النووي السعودي بأكمله. وفي موضوع القضية الفلسطينية، سوف تحاول ترك الأمور عائمة كما فعلت مع الآخرين.

ومع أن اسرائيل والولايات المتحدة ترغبان في أن يتم التطبيع مع السعودية بالسرعة الممكنة، إلا أن امريكا، وفي أثناء النقاش حول “الشروط” السعودية، ومحاولتها حل الاشكال المتمثل في الرغبة الاسرائيلية في الاستعجال، والرغبة السعودية في التبطيء، تسعى الى ابتزاز الأخيرة لاتخاذ مواقف أكثر انحيازا لأوكرانيا والغرب، في صراعهما مع روسيا والصين.

صحيح أن الولايات المتحدة “تغاضت” عن الاتفاق السعودي الايراني برعاية صينية، حيث كان ذلك في بعض جوانبه مؤشرا على “ضعف” أمريكي، إذ لم يكن بإمكان أمريكا أخذ دور الصين في ذلك، نظرا لعدم وجود علاقات مع إيران، لكن أمريكا بعد ذلك، تمكنت من إيقاف تجسيد ذلك الاتفاق وتطوره، لينعكس ايجابا على الأرض سواء في اليمن، أو في سوريا، وفي المنطقة بمجملها.

في خضم الحديث المتصاعد عن التطبيع السعودي الاسرائيلي، وتفهم أمريكا رغبة السعودية في ابطاء ذلك وتأجيله، “سمحت” الولايات المتحدة بتمرير دعوة الرئيس الأسد الى مؤتمر القمة العربية في الرياض، لكنها “فرضت” دعوة الرئيس الاوكراني زيلنسكي الى المؤتمر، ليتحدث الى كل الزعماء العرب، ويبلغهم “دفاع” اوكرانيا عن المسلمين. ثم جاء المؤتمر الذي دعت له السعودية مؤخرا في جدة، والذي ضم ممثلين عن حوالي ثلاثين دولة “لتعزيز الحوار والتعاون الدولي” لحل الأزمة الاوكرانية.

يشكل مؤتمر جدة، وعدم دعوة روسيا له، “فخا” أمريكيا “مكشوفا” أمام العلاقات السعودية الروسية “الجيدة” اجمالا. فهو يضع السعودية مباشرة في مواجهة روسيا، إذ على السعودية كراع للمؤتمر، أن تسوق نتائجه لروسيا، فإن هي قبلت بتلك النتائج، تكون قد خضعت لذلك الابتزاز الأمريكي “المحمول” سعوديا، وإن رفضت فإنها تضع العلاقات الروسية السعودية في وضع حرج، وفي كلتا الحالتين ستكون الولايات المتحدة سعيدة بما يجري.

لا أعتقد أن هذه “المبادرات” السعودية تجاه اوكرانيا، بما في ذلك المساعدات المالية لها، تأتي عن قناعات سعودية ذاتية، في وقت يتحدث فيه السعوديون عن اتجاههم “للحياد” في المسألة الاوكرانية، وفي القضايا الدولية المختلفة. ان هذا الأمر كما أراه، هو الثمن الذي تدفعه السعودية نتيجة “تباطؤها” في عملية التطبيع مع إسرائيل.

على ما يبدو، فإن بن سلمان في وضع لا يحسد عليه فيما يتعلق بالتطبيع، فمن ناحية، تملك الولايات المتحدة من ادوات الضغط عليه، وعلى بلاده، ما يجعل رفضه “للإرادة” الأمريكية شبه مستحيل. لكنه في نفس الوقت، يدرك أن ذهابه للتطبيع سيقضي على “مشروعه” في تزعم العالم العربي، وسيضع بلاده في دائرة الهيمنة الاسرائيلية، والابتزاز الاسرائيلي، وسيكون موضوع حقوق “يهود خيبر” مطروحا عند كل زاوية، في مسار العلاقات السعودية الاسرائيلية.

اقرأ أيضاً: الغرب‭ ‬وواحته‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط /بقلم نبيل السهلي

Exit mobile version