مختصون بشؤون الأسرى: الفتى مناصرة حُرم طفولته داخل المعتقلات ونُطالب بحريته

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

من المقرر أن تنظر المحكمة المركزية في بئر السبع اليوم الأربعاء، في الاستئناف المُقدم أمامها للإفراج المُبكر عن الطفل الأسير أحمد مناصرة، بعد انقضاء ثلثي مدة محكوميته.

بدوره قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر: إن “الأسير مناصرة اُعتقل مذ كان طفلًا وشاهد العالم بأسره مقاطع الفيديو والصور الخاصة به وهو يُعاني ويلات التحقيق والتعذيب مِن قِبل المُحققين في إدارة مصلحة السجون وهو ما يُمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لمصدر الإخبارية: “اليوم ستُقدم للمحكمة كافة الاثباتات والدلائل التي تُشير إلى الحالة النفسية الصعبة التي أصبح يعيشها الطفل أحمد مناصرة وهو يصرخ بصوته الطفولي “لا أعرف، مش متذكر”.

وأعرب اللواء أبو بكر، عن تفاؤله بأن يتم الإفراج عنه مُبكرًا، كونه محكوم بالسجن مدة 12 عامًا قضى منها 7 سنوات في سجون الاحتلال، لافتًا إلى أنه حُرم طفولته داخل المعتقلات الإسرائيلية.

وأكد أن “الهيئة تدعمه في المحطات كافة وخاصة خلال المحكمة المقررة اليوم التي تحظى بحضورِ عددٍ من الصُحفيين والمتضامنين الأجانب وكلنا أمل بالإفراج عنه اليوم ونيل حريته”.

وأوضح أبو بكر، أن الطفل مناصرة وقع عليه ظلم كبير، حيث اُصيب برصاص الاحتلال قبيل اعتقاله، دون الأخذ بعين الاعتبار عُمره الصغير واصفًا حُكم الاحتلال بحقه بأنه “جائرٌ”.

وأضاف، أن “الضغط الشعبي كان له تأثير كبير على قضية الأسير مناصرة حيث لفت أنظار العالم إلى أطفال فلسطين المُعتقلين لدى سلطات الاحتلال، فيما رفعت العديد من العرائض السابقة لمطالبة الجهات الدولية والحقوقية والاممية بالتحرك الجاد والفاعل للإفراج عن الطفل مناصرة وباقي الأطفال في السجون الإسرائيلية”.

من جانبه، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس: إن “النادي يُمارس مسؤوليته العامة في كل القضايا الخاصة بالأسرى سواءً الطفل أحمد مناصرة أو غيره من الأسرى البالغين، المحكومين، الإداريين، المرضى، وغيرهم”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لمصدر الإخبارية: “حريصون على إبقاء القضايا ذات الاهتمام الشعبي في مقدمة اهتماماتنا، ضمن الحالة النضالية الهادفة إلى فضح جرائم الاحتلال ووضع قضية الأسرى في صَدارة الاهتمام الوطني سواءً على الصعيد الفصائلي أو الصَعيد الرسمي”.

وحول محاكمة أسرى سجن جلبوع الذين أكدوا أنهم غير نادمين على هروبهم من سجن جلبوع وتَوق الأسرى كافة إلى الحرية ومنهم الأسير الطفل أحمد مناصرة، أكد فارس: “وجود صراع على الرواية بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي الذي أنشا المحاكم لكسر إرادة شعبنا الفلسطيني، حيث تعمد المحاكم لاستمداد شرعيتها من روايات كاذبة وأباطيل”.

وأضاف: “أسرى نفق الحرية اعتبروا أن المحكمة الإسرائيلية منصة لعرض الرواية الفلسطينية الوطنية واستعراض مبادئهم وقِيمهم ونضالهم المشروع ضد الاحتلال، لافتًا إلى أن ما استمع الجميع لهم مِن قِبل أبطال سجن جلبوع، يُؤكد عزيمة وإصرار وطنيًا ثوريًا جسّده الأسرى الأبطال”.

ولفت إلى “أن ما قاله أسرى سجن جلبوع أمام العالم وعدسات الكاميرات ستتلقفه الأجيال الصاعدة، والمُتابع لقضية الأسرى منذ لحظة هروبهم من سجن جلبوع حتى يومنا هذا، يرى الكثير من الدلائل الواضحة على صَلابة المواقف والروح الوطنية الكبيرة التي يتحلون بها والمُؤكدة أن الإنسان لن يُعدم الوسيلة في مواجهة الاحتلال”.

من ناحيته قال نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الشهداء والأسرى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح: إن “الحرية هي حق للطفل أحمد مناصرة الذي كَبُرَ في سجون الاحتلال نتيجة السياسات الانتقامية الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين”.

وأضاف خلال تصريحات لمصدر الإخبارية: “سلطات الاحتلال انتزع طفولة الأسير أحمد مناصرة، منذ كان عمره 13 عامًا حيث يبلغ اليوم مِن عُمره 21 سنةً، داعيًا العالم الذي يتغنى بحقوق الإنسان للضغط على الاحتلال لإرغامه بالإفراج عن الفتى أحمد مناصرة“.

وتابع: “الفتى مناصرة له الحق في الحرية، واعتقاله كان مبينًا على ادعاءات باطلة، مطالبًا بتحرك حقوقي وقانوني جاد وفاعل لتعزيز قرار الافراج عنه خلال اليوم الأربعاء”.

ودعا الوحيدي، محكمة الجنايات الدولية، إلى محاكمة قادة الاحتلال كونهم مجرمي حرب وعلى رأسهم ايليت شاكيد التي وصفت الأطفال الفلسطينيين بأنهم “ثعابين صغيرة” يجب قتلهم في دعوةٍ صريحةٍ لقتل الأطفال وتعذيبهم بوحشية، أو محاكمتهم لسنواتٍ طويلة كحالة الأسير الفتى أحمد مناصرة”.

أما محامي الأسير أحمد مناصرة قال: إنه “تقدم بطلبٍ للإفراج المبكر عنه، لكن اللجنة المرفوعة أمامها القضية رفضت إحالة الملف للجنة أخرى متخصصة بالإفراج كون أحمد متهما بقضية “إرهاب” وفق زعمهم، وبالتالي لم يتم التداول في قضيته، مما دفع بمحاميه لاستئناف القرار الصادر بحقه”.

وكانت الشبكة العالمية للصحة النفسية في الأراضي الفلسطينية، أطلقت حملة دولية للضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسير الطفل أحمد مناصرة.

بدورها طالبت عائلة مناصرة العالم بأسره بالتحرك والانضمام إلى الحملة من أجل الضغط على الاحتلال لإنقاذ حياة نجلهم، الذي يعاني من اضطراباتٍ نفسية بسبب التعذيب الشديد الذي تعرض له أثناء الاعتقال والتحقيق.

وأوضحت الأسرة أنه في إطار مواصلة عمليات التعذيب المُمارسة بحق أحمد، فإنه يُواجه العزل الانفرادي والحِرمان من الاختلاط مع الأسرى الآخرين، فضلاً عن حِرمانه زيارة عائلته وهو ما ضاعف من معاناته داخل سجون الاحتلال.

وتحت شعار “لا تتركوه وحيداً” و”الحرية لأحمد مناصرة”، أطلقت الشبكة عريضة إلكترونية، طالبت بتوقيع النشطاء والحقوقيين عليها وكذلك العاملين في مجال الدفاع عن الأطفال والأكاديميين والفنانين والإعلاميين على المستويين المحلي والدولي.

جدير بالذكر أن الاحتلال اعتقل الطفل أحمد مناصرة عام 2015 بعد إطلاق النار عليه ما أدى إلى استشهاد حسن مناصرة ابن عمه، وإصابته بجراح خطيرة، إلا أن المستوطنين اعتدوا عليه بالألفاظ النابية والضرب قبيل اعتقاله ونقله للتحقيق دون مراعاةٍ لوضعه الصحي وصَغر سِنه.

أقرأ أيضًا: محكمة إسرائيلية تنظر اليوم بقرار الإفراج الفوري عن الأسير أحمد مناصرة

Exit mobile version