كتب جواد بولس: خضر عدنان من الحياة إلى الحياة

مقال- جواد بولس

لم أهيّء نفسي لأكتب عن خضر عدنان بلغة الماضي، ولا أن أستحضر تفاصيل من لقاءاتي الكثيرة معه، كي ارسم معالم شخصيته الفريدة في لحظة غيابه التراجيدي؛ فبالرغم من وصوله الى حالة صحية محرجة آمن هو، وتمنيت أنا، مثل كثيرين ممن كانوا على مقربة من تداعيات حالته الصحية وتطورات قضيته في المحكمة، بأنه، هو ونحن، سوف نجد المخرج الآمن والحل الذي سوف ينقذه من النهاية المأساوية.

كان خضر يعرف أنه يخوض معركته الحالية في معطيات وأجواء فلسطينية وعامة مغايرة عن تلك التي كانت قائمة في جميع مواجهاته السابقة؛ وعلى الرغم من استيعابه لوجود الفوارق، أصر أن يمضي في طريقه مؤمنًا بنصره؛ فهو، هكذا أفهمني في زيارتي له في اليوم الأربعين لإضرابه، لم يتغيّر وبقي هو العنصر المركزي في معادلة الصدام الجاري. فخضر الذي رفض المذلة والضيم، وواجه السجان/ الاحتلال من اجل أن يعيش بحرية وبكرامة، لم يزل هو ذلك الخضر الذي يؤمن بضرورة الاشتباك مع الاحتلال حتى في احرج مفارق الحياة وأخطرها.

لقد اتصلت عائلته معي عساني استطيع أن أساعد، الى جانب المحامي الذي كان موكلا عنه، في فكفكة تعقيدات قضيته الجارية في المحكمة العسكرية في “سالم” الواقعة بالقرب من مدينة جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة. طلبت مني العائلة أن أزوره في عيادة سجن الرملة، وأحاول التفاهم معه حول مصير الملف واحتمالات إنهائه مع نيابة الاحتلال العسكرية.

وافقت وقمت بتحديد موعد للزيارة وذهبت اليها بمشاعر مضطربة؛ فأنا أعرف خضرًا جيّدًا وسوف يكون صعبًا عليّ اقناعه بأن يتنازل عن موقفه بسبب اختلاف الظروف وملابسات قضيته.

كنت جالسًا خلف الزجاج في غرفة زيارة المحامين حين أدخلوه من الجهة الثانية، على كرسيه. رآني فتبسم من بعيد، كما في كل مرة، بابتسامة هادئة يخجل منها الفل، وفوقها كان جبينه يفيض حنينًا أسمر، وفي وسطه ضوء خافت حزين وقلق.

كان محتجزًا في غرفة لوحده، يقومون بتفتيشها حتى في ساعات الليل بهدف التشويش عليه وقلقلة راحته. كان يشرب الماء فقط ويرفض اجراء أية فحوصات طبية. كانت تبدو عليه علامات الضعف وكلامه كان بالكاد مسموعًا ويخرج من فيه ببطء واضح.

بدأت حديثي معه حول صعوبة الظروف العامة لانتقل بعدها للحديث في الخاص وعن مواد لائحة الاتهام الموجهة ضده. أوقفني وطلب، بأدب مطبوع فيه، أن يقول لي جملتين. أخذ نفسًا عميقًا وقال بحزم : “مطلبي هو الحرية ولا شيء دونها، أفهِمهم أنني لن أرضى بأقل منها، فأنا معتقل سياسي ومكاني بين أهلي وبين شعبي”. ثم أضاف بعض الكلمات عن الشهادة وعن استعداده لنيلها وأكّد على حبه للحياة واشتياقه لعائلته وللبلد. في لحظة ما أوقفته وطلبت أن يسمعني.

ذكّرته ببدايات معرفتنا في العام 2012 عندما كان معتقلًا اداريا ويخوض اضرابه الشهير عن الطعام. وقتها، في لقائي الأول معه، تفاهمنا واتفقنا على المباديء والشروط التي يجب أن تتوفر كي ينجح الإضراب وكي أنجح في تحقيق ما يطلبه وهو نيل حريّته. كان أول تلك الشروط قناعة المضرب بحقه وبقدرته على الصمود حتى لو وقف على حافة الدنيا؛ والشرط الثاني هو نجاحه باقناع الغريم الاسرائيلي بأنه، كأسير مضرب لا يناور، بل هو مؤمن بخطوته ومستعد لأن يدفع حياته مقابلها. واتفقنا أيضًا أنّ المطلب الذي من أجله يعلن الإضراب يجب أن يكون قابلًا للتنفيذ وليس مطلبًا تعجيزيًا. والأهم من جميع ذلك اتفقنا على أن تكون رسالة المضرب موجهة لكل شرائح الشعب الفلسطيني ولأحرار العالم وغير محصورة لصالح الفصيل أو التنظيم الذي ينتمي اليه الأسير، وأن يتصرف المضرب موجهًا رصيد نضاله وريع نصره عندما يتحقق، في حساب النضال الفلسطينيين العام ضد الاحتلال وليس في “خزينة” أي فصيل أو تنظيم أو حزب معين.

ناقشت معه، على مدار أكثر من ساعتين، هذه القضايا، وراجعت معه ما أسميته في حينه “فرضية العمل الأساسية” والتي بمقتضاها افترضت أن خضراً أو أي أسير مضرب عن الطعام، يدخل اضرابه لأنه يريد أن يعيش ولأنه يحب الحياة؛ بيد أنه ، في نفس الوقت، يأخذ في حسبانه امكانية استشهاده؛ ومن الجهة الأخرى، كانت فرضيتي تعتمد على أن الجانب الاسرائيلي لا يريد بدوره أن يموت المضرب عن الطعام، ولكن اذا حصل هذا الامر في النهاية فسوف يكونون مستعدين لمواجهة الحدث بسيناريو معدّ من قبل، وكي نضمن ألا يحدث هذا علينا أن نجد المعادلة الصحيحة والدقيقة لتحقيق النصر الذي تستطيع عنجهية الاحتلال هضمه أو ترغَم على هضمه. تساءلنا فيما اذا حدث خلل على هذه المعادلة في شقها الاسرائيلي.

لم يكن صعبًا علينا أن نستعيد جميع تلك التفاصيل ونتذكر مضامينها، فهي كانت أسسًا رافقت تجارب خضر في جميع اضراباته السابقة عن الطعام، وهي التي ضمنت انتصاره ونيله حريته بكرامة وبعزة في جميعها، خاصة في اضرابه الكبير في العام 2012، الذي اضطرت فيه اسرائيل الى الموافقة على الافراج عنه في اليوم السابع والستين عندما كان على وشك أن يفقد وعيه ويدخل في غيبوبة الرحيل وهو على السرير في مستشفى صفد.

لم تكن “المشكلة”، كما برزت في الزيارة، في اقتناع خضر بضرورة تحقق هذه المباديء وتوفرها في اضرابه الحالي، بل كانت في فهمه لمعنى النضال ضد الاحتلال وقناعته الصارمة بواجب المواطن الفلسطيني رفض الذل والمهانة. فهو يرى أن الفلسطيني الذي لا يقتنع بذلك لن يكون له مبرر انساني للاستمرار في ممارسة حياته بخنوع روتيني كالعبد، وهو فاقد لحريته الطبيعية ومسلوب الكرامة ذليل. وبلغة أخرى، كما قالها هو: “أريد أن أعيش طبعًا فأنا أحب الحياة وأحب عائلتي، لكنني مستعد أن أموت حرًا كي أنال تلك الحياة الحرّة وينال شعبي حياته الحرة الكريمة؛ فإما الحرية وإما الحرية “. انه باختصار الاستعداد للتضحية بالجسد ليذهب حامله محتضنًا حريته وكرامته المطلقتين.

لقد آمن خضر أنه يقوم بالفعل الصحيح والضروري ضد اعتقاله هذه المرة أيضا؛ فتوجيه لائحة اتهام له لا يغير قناعته، لأنها لائحة سياسية تستهدف إبعاده عن مجتمعه وتحييد دوره السياسي الذي بات يزعجهم. لقد رفض التعاطي مع المحكمة كأنها منصة شرعية ولأنها غير قادرة أن تكفل له حق الدفاع النزيه والموضوعي، لا سيما وأنه متهم بالتحريض ضد الاحتلال وبكونه عضوًا في الجهاد الاسلامي، وهي اتهامات سياسية وممجوجة، ليس لانه لم يعترف بها أصلًا أثناء التحقيق معه، بل لانه اعتقل في الماضي على أساس انه ناشط في تنظيم الجهاد الإسلامي ويحرّض باسمه ضد الاحتلال وضد المحتلين. فهو ،كما قال، كان قد دفع ثمن هذه الاتهامات قرابة الثمانية أعوام من عمره قضى معظمها في الاعتقال الاداري مواجها شبهة كونه ناشطًا كبيرًا في حركة الجهاد الاسلامي؛ فلهذا السبب يصرّ هذه المرة أيضا على كونه صاحب حق وقضية، ويعلن أنه سيستمر في اضرابه حتى يضمن حقه في محاكمة عادلة ونزيهة -والمحكمة العسكرية لا تضمن له ذلك- أو حتى ينال حريته.

قد تكون لغة خضر حيال مفهومَي الحرية والكرامة من جهة والتضحية والشهادة من الجهة الاخرى مستفزة لكثيرين، أو عصية على فهم أكثرية الناس الطبيعيين غير القادرين على تذويتها وتحويلها من ممارسة فكرية وعقلية الى حالة فعل تقضي بضرورة مقاومة الاحتلال بجوعك، حتى يصبح الجسد هو الأداة الوحيدة في المعركة والقادرة على تحقيق نصرك في الحالتين، والكفيلة بتأمين حريتك في الحالتين أيضا. انها لغة قد تخيف البعض، وقد تكون غريبة عن قاموس الكفاح الفلسطيني الحديث الذي خضع عند معظم الفصائل والحركات والأحزاب الفلسطينية في السنوات الأخيرة إلى عمليات تعقيم واستئصال عدة مفاهيم نضالية.

غادرته واعدًا اياه أن أطرق باب النيابة العسكرية العامة لأنقل لهم رسالته والتأكيد على أنه يطلب الافراج عنه ولا يريد أن يموت ، لكنه مستعد أن يمضي نحو ذاك البعيد المطلق اذا لم يترك له الا هذا الخيار. كان في قلبي وجع، فمعركته/معركتنا هذا المرة مختلفة من الوريد الى الوريد.

لم تبدأ رحلة خضر نحو ذلك البعيد مع أسره هذه المرة؛ فمن يتابع مسيرته في العقد الاخير لن يجد صعوبة في تشخيص العوامل التي ساعدت على محاصرة تجربته النضالية، خارج السجن وداخله، ومساءلة نهج الاضراب عن الطعام، وزجّه في خانة ملتبسة. ولن يكون الوقوف على الظروف التي أدّت الى تقويض احتمالات ترسيخها كنهج نضالي من شأنه أن يحرج الاحتلال، صعبًا. فهذه مسألة بحاجة الى مراجعة وتحقيق وتقييم والكتابة عنها وفيها، والى ان يتم ذلك أخشى أن مع رحيل خضر عدنان المأساوي والسرعة الغريبة التي “هضمته” فيها فلسطين، على جميع أطيافها السياسية وحركتها الأسيرة، سينتهي فصل آخر من فصول نضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية، وهو نضال المِعَد الخاوية.

كان يوم الثلاثاء الفائت قاسيًا، ورغم الحسرة لن أقول خسارة على رحيل مناضل مختلف وخلافي بالنسبة للبعض؛ ورجل بادلني الحب بالحب والاحترام بالاحترام، صديق حذرته في الماضي ألا يقبل أن يصير أسطورة أو بطلًا في احداها “فلطالما بقيت كعاب الأبطال عارية وعرضة لاصابة سهام الحقد المسمومة ” وتمنيت عليه أن يبقى “نقيًا كالنبع ، عاديًا كالنار، حرا كالريح، وضعيفًا كالندى.. وإن يبقى انسانا لا أقل ولا أكثر” . هكذا تمنيت عليه بعد انهاء اضرابه في العام 2015 ، ولكن كان للنبع حنينه وطباعه، وللنار ذراها وللريح خيالها، وأما الندى فهو كانفاس الطبيعة باق على خواصر الشرفات واهداب الفجر ليس في عرابة جنين وحسب انما في كل أرض طيبة. فسلام عليك صديقًا وانسانا مميزًا ستدوم ذكراه لدي وستبقى، وفي الأساطير، ربما. إصابات.

الاعلان عن تشكيل كتيبة مخيم الجلزون انتقاما للشهيد خضر عدنان

رام الله-مصدر الإخبارية

أعلنت مجموعة من المقاومون، مساء اليوم الجمعة عن انطلاق كتيبة مخيم الجلزون بمدينة رام الله، على غرار الكتائب التي تشكلت في مدن أخرى.

وقال أحد المقاومين في مقطع مصور، أن انطلاق الكتيبة تأتي بعد استشهاد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان.

وتوعدت الكتيبة المستوطنين في “بيت أيل” انتقاما للشيخ خضر عدنان.

اقرأ/ي أيضا: 241 عملًا مقاومًا في الضفة والقدس المحتلتين خلال أسبوع

في حين شكل اعتقاله في 17 كانون الأول (ديسمبر) 2011 علام فارقة في حياته وفي مصير الحركة الأسيرة حيث خاض أطول إضراب فردي عن الطعام في السجون احتجاجا على اعتقاله الإداري، استمر الإضراب 65 يوما ثم انتهى بتحقيق مطلب الإفراج عنه بتاريخ 17 نيسان (أبريل) 2012، ليفتح بذلك باب الإضرابات الفردية ويتبعه الكثير من الأسرى الإداريين.

في تموز (يوليو) 2014 اعتقلته قوة من جيش الاحتلال في كمين نصبته عند حاجز جنوب مدينة جنين، على خلفية إشادته بالمقاومة الفلسطينية التي تتصدى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأفرجت عنه يوم 11 يوليو 2015، ووصل إلى بلدة عرابة بقضاء جنين حيث استقبلته جماهير غفيرة.

كما اعتقله الاحتلال في الخامس من شباط (فبراير) الماضي بعد أن اقتحم منزله في عرابة، ليعلن في لحظتها دخوله في الإضراب عن الطعام حتى استشهاده في اليوم الـ 86.

سياسي لبناني لمصدر: رد المقاومة على اغتيال خضر عدنان حق مكتسب لها

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

أكد المحلل السياسي اللبناني عبد الله نعمة، أن اغتيال الأسير الشهيد خضر عدنان من قبل إسرائيل جريمة متعمدة، مضيفًا أن الاحتلال لا يعرف سوى الاغتيال والغدر والدم.

وقال نعمة في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية“، إن رد المقاومة الفلسطينية على اغتيال عدنان بعدد من الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة حق مكتسب لها والشعب الفلسطيني.

وأوضح أن دور مصر هو احتواء الموقف لمنع التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، كما فعلت في المرات السابقة.

وشدد المحلل السياسي اللبناني على أن مصر لن ولم تتخلى يومًا عن موقفها الثابت وهو الدفاع عن الشعب الفلسطيني.

والثلاثاء الماضي، شنّت طائرات بدون طيار تابعة الاحتلال الإسرائيلي، غارات استهدفت مواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية في جنوب مدينة غزة ووسط وشمال القطاع؛ ردًّا على إطلاق صواريخ صوب المستوطنات المحاذية للقطاع.

ويأتي التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، بعد رد المقاومة الفلسطينية على جريمة اغتيال الأسير خضر عدنان في سجون الاحتلال.

خضر عدنان قاتل وحده ضد الاعتقالات الإدارية

أقلام-مصدر الإخبارية

ترجم مصطفى إبراهيم، مقال لعميرة هس بصحيفة هآرتس العبرية حمل عنوان خضر عدنان قاتل وحده ضد الاعتقالات الإدارية وكشف عن صعوبة خوض الفلسطينيين في نضال مشترك، جاء فيه

لم يكن خضر عدنان ذا طبيعة انتحارية، بل كان على العكس شخصًا متفائلًا وبطريقة متطرفة: في كل الإضرابات عن الطعام الستة التي خاصها في السنوات الـ 18 الماضية، افترض أنه سيكون هناك طرف مسؤول في نظام الحكم الاسرائيلي الذي يريد منع موته، وبالتالي يسعى جاهداً للحصول على نوع من اتفاق جنتلمان.

أثبت التفاؤل نفسه خمس مرات. لكن عدنان كان متفائلاً للغاية: كل المسؤولين في إسرائيل الذين عرفوه – مراكز الشاباك التي تتبع كل تحركاته وتعلمه الاعتقال، والقادة العسكريون وكبار ضباط الشاباك وأطبائه – كانوا يعرفون مدى تصميمه وثباته. قراره التمسك بالإضراب عن الطعام. علم كل منهم أن صحته كانت ضعيفة، خاصة بالنسبة لرجل يبلغ من العمر 44 عامًا: كان يعاني من فقر الدم بسبب مرض وراثي، وإضرابه عن الطعام سابقًا تسبب في حدوث مضاعفات وتطلبت جميع أنواع العمليات الجراحية. حقيقة أنه وصل إلى 86 يومًا بدون طعام وبدون أدوية وفيتامينات – وهي أطول فترة اضرب عن الطعام خلالها يوم السبت – تُظهر تصميمه والقرار الواعي للسلطات الإسرائيلية بعدم التوجه نحوه، حتى لو انتهى الامر بموته.

إن تصميم عدنان غير عادي، والسلطات كانت تعلم ذلك أيضًا: من بين ألف أو نحو ذلك من الفلسطينيين المسجونين حاليًا في الاعتقال الإداري في إسرائيل، هناك العديد ممن تم إطلاق سراحهم بالفعل من الاعتقال الإداري في الماضي بعد إضراب عن الطعام. تم تقديم إطلاق سراحهم والاحتفاء به من قبل الجمهور الفلسطيني باعتباره انتصارًا، لكن بعد فترة وجيزة أمر الشاباك باعتقالهم مرة أخرى، ومرة ​​أخرى دخلوا في دائرة عدم اليقين من الاعتقال دون تاريخ معروف ومضمون للإفراج.

معظمهم لم يعودوا إلى الإضراب عن الطعام. لقد عانوا مباشرة ليس فقط المشقة والتدهور اللاحق لصحتهم، ولكن أيضًا ضعف النظام السياسي الفلسطيني بأكمله – الذي لا يستطيع فعل أي شيء في مواجهة السهولة التي تضع بها إسرائيل مئات الأشخاص في الحجز دون حتى ظهور محاكمة (أي مع تقديم لائحة اتهام النيابة العسكرية).

وشهد الأسرى الفلسطينيون منذ عام 1967 عدة إضرابات جماعية عن الطعام، جميعها ضد ظروف السجن القاسية. في نهاية عام 2011، كان عدنان أول من بدأ إضرابًا شخصيًا منفردًا عن الطعام احتجاجًا على اعتقاله الإداري. بسبب اسبقية الفعل، حصل على اهتمام كبير. تم إطلاق سراحه (ثم تم اعتقاله مرة أخرى في الاعتقال الإداري بعد حوالي ثلاث سنوات، ومرة ​​أخرى في عام 2018 ومرة ​​أخرى في عام 2021). لطالما اعتُبر إضرابه عن الطعام نصرًا، لأنه أطلق سراحه فور انتهائها ونال تعاطفًا شعبيًا كبيرًا. وحذا آخرون حذوه، فبدأوا إضرابات فردية، وامتدت بالتدريج فترة الاضراب عن الطعام كل منهم لما يزيد عن مائة يوم، حتى وافق الشاباك على ضمان عدم تجديد أمر الاعتقال الإداري.

لكن هذه المرة لم يعتقل عدنان ادارياً. يبدو أن النظام العسكري تعلم درسه: فهو لم يتخل عن قدرته على إنكار حريته مرارًا وتكرارًا، وفصله عن أسرته وتعطيل حياته. لقد كتبت مباشرة لائحة اتهام أخرى، ليس من الصعب إصدارها في ظل نظام احتلال طبيعته قائمة على المحظورات.

تم تقديم لائحة الاتهام ضد عدنان بسبب عضويته في منظمة غير مشروعة والتحريض. ليس للتخريب ولا لاستخدام السلاح ولا حتى لحيازته. إذا كان قد اعترف، فمن المحتمل أن يكون قد حُكم عليه بالسجن لمدة عام، أو أكثر بقليل.

لكنه قرر أيضًا تحدي المعيارية الخاطئة لنظام القضاء العسكري الإسرائيلي، الذي يتمتع بسلطة غير محدودة لحرمان آلاف الفلسطينيين من حرية حتى في التحدث أو التعبير عن موقف أو المشاركة في اجتماع أو الترحيب بسجين مفرج عنه أو إجراء مكالمة هاتفية. أو التبرع للتعليم أو العلاج الطبي لأطفال أسير أو ناشط في منظمة مسلحة قُتل. كل فلسطيني، رجل وامرأة تم القبض عليهما بسبب هذه الجرائم الخطيرة، مثل التعبير عن موقف أو المشاركة في مظاهرة أو مؤتمر أو كتابة منشور عسكري على فيسبوك (والذي عادة ما يغطي الكثير من العجز)، أو أيضًا على أساس اتهام كاذب – يفهم بسرعة قواعد اللعبة: كلما كان الإقرار بالذنب أسرع سيقصر فترة سجنهم. لأنه حتى “الإفراج حتى نهاية الإجراءات” هو سلعة نادرة للغاية في نظام القضاء العسكري.

اقرأ/ي أيضا: خضر عدنان.. في التشبث بالمعنى حتى آخر نفس!

لقد استخدم الشاباك والشرطة والنيابة العسكرية ويستفيدون من سلطتهم غير المحدودة لحرمان الفلسطينيين الذين لا يشتبه في استخدامهم سلاحًا أو حتى رفع حجر على الإطلاق. والهدف سياسي واضح: إسكات أي فرصة للاحتجاج والتنظيم تتجاوز ما تسمح به إسرائيل لحركة فتح والسلطة الفلسطينية (عادة ما تكون قد رفعت الكثير من الشعارات والمظاهرات الفارغة مع عدد قليل من المشاركين ضد البؤر الاستيطانية الإسرائيلية العنيفة، والتي تنتهي في أحسن الأحوال تنهي بإصابة فلسطينيين بإطلاق النار).

وبالفعل، فإن العديد من المبادرات أو الأفكار للنشاط السياسي ضد الحكم العسكري الإسرائيلي المفروض على الفلسطينيين تسقط بسرعة أو لا تنضج بسبب الخوف من بعض الاعتقالات والمضايقات الأخرى.

يحذر آلاف المتظاهرين الإسرائيليين ضد الانقلاب القانوني كل أسبوع من أن تسييس القانون وآليات العدالة والفشل في الحفاظ على الفصل بين السلطات سيسمح، من بين أمور أخرى، بالمضايقات السياسية. لكن سكان الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 يعيشون في ظل هذا “التسييس” وعدم الفصل بين السلطات منذ 56 عامًا: النظام العسكري الإسرائيلي الذي فُرض عليهم هو أيضًا السلطة التنفيذية التي يمكنها مصادرة ممتلكاتهم وأراضيهم. اقتحام منازلهم والحد من حريتهم في التنقل، وكذلك السلطة التشريعية (يصدر القائد العسكري الأوامر ويوضح فيها ماهية المخالفات) وكذلك السلطة القضائية (النيابة العسكرية والقضاة العسكريون).

لهذا السبب فإن مبادرة الراحل عدنان – لفضح (من خلال جسده الجائع) أيضًا الظلم الأساسي في نظام القضاء العسكري والسهولة التي ينكر بها حرية الشخص – منطقية للغاية وفي مكانها، ليس أقل مما كان عليه. شجاع.

المشكلة هي أن عدنان اختار مرة أخرى أسلوب النضال الفردي المخصص. كانت أيضًا رسالة حول غياب المجموعة. وبالفعل، في أعقاب إضرابه عن الطعام في 2011-2012، تم الإعلان عن إضراب عام عن الطعام للأسرى الفلسطينيين، مطالبين بوقف ممارسة الاعتقال الإداري وتحسين أوضاع السجون التي تدهورت على مر السنين. وقد حققت بعض النجاح: فمن حوالي 310 محتجزًا في يناير / كانون الثاني 2012، انخفض عددهم إلى حوالي 160 في نوفمبر / تشرين الثاني من ذلك العام.

لكن منذ ذلك الحين عاد عددهم وارتفع إلى أعلى. يعد الإضراب عن الطعام تحديًا صعبًا لا يستطيع تحمله سوى قلة قليلة – وبالتأكيد إذا كانوا من الشباب الذين حُكم عليهم بالسجن لعدة أشهر. بالإضافة إلى ذلك، فإن الضعف السياسي الفلسطيني – سواء في المنظمات نفسها بسبب الخلاف بين حكومتين فلسطينيتين معاديتين، وإذا كانت إسرائيل حاضرة – يؤثر أيضًا بشكل سلبي على قدرة الأسرى على العمل كجماعة.

اختار عدنان الإضراب عن الطعام مرة أخرى بمفرده، لأنه لم يوافق على تعطيل حياته وسلب حريته، ولأنه يبدو أن الأجهزة السياسية والمدنية الفلسطينية تكيفت مع هذا الواقع دون أي خيار. لا نعرف ما إذا كان يأمل أن يكون مصدر إلهام للآخرين الذين سيتبعونه.

وأعربت أرملته عن إحباطها وألمها لأن إضرابه لم يلق التضامن العام الذي يستحقه. لكن هذه هي المشكلة بالضبط: فمن ناحية، تفقد الإضرابات الفردية التي تكرر نفسها مرارًا وتكرارًا جاذبيتها وحشد انتباه الجمهور بمرور الوقت.

من ناحية أخرى، نحن لا نتحدث عن جمهور يعيش حياة طبيعية، وأن الاعتقال التعسفي هو الظلم الوحيد الذي يجب الاحتجاج عليه. بعد كل شيء، يتعرض الفلسطينيون طوال حياتهم للتعسف والسلطة المطلقة التي يتمتع بها النظام الإسرائيلي عليهم. وجميعهم يعانون من عدم قدرتهم، وعجز نظامهم السياسي، على الشروع مرة أخرى في نضال جماهيري شعبي، سيذكر العالم بأن الواقع الذي يعيشون فيه ليس طبيعياً.

البرلمان العربي يدين جريمة الاحتلال بحق الأسير خضر عدنان

القاهرة – مصدر الإخبارية

عبر البرلمان العربي، اليوم الأربعاء، عن إدانته جريمة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسير خضر عدنان، الذي استشهد نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تمارس بحق الأسرى الفلسطينيين.

وأكد البرلمان العربي في بيان له إثر استشهاد الشيخ خضر عدنان دعوته لتدويل قضية الأسرى الفلسطينيين لبحث قضيتهم وحقوقهم، عبر البرلمانات العربية والإقليمية والدولية.

ودعا الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية لبذل جهودها الفورية لحماية الأسرى الفلسطينيين وتنفيذ اتفاقيات جنيف الخاصة بالأسرى وقت الحرب ووضعها موضع التنفيذ، وتحميل سلطات الاحتلال المسؤولية عن تعمد اتباع سياسة الإهمال الطبي الممنهج بحق الأسرى، والذي بلغ عددهم نحو أكثر من 700 أسير منهم 24 أسيرا يعانون أمراضا سرطانية متفاوتة.

في الوقت نفسه دعا المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بإنهاء سياسة التقصير والإهمال الطبي بحق الأسرى والإفراج عنهم، مؤكدا مواصلة جهوده في الدفاع عن قضايا وحقوق الأسرى الفلسطينيين والعمل على تدويل قضيتهم، والدعم الكامل للنضال العادل للشعب الفلسطيني وتعزيز صموده لاستعادة أرضه وحقوقه المشروعة في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.

اقرأ أيضا: هيئة الأسرى توضح لمصدر أخر تفاصيل جهود استرداد جثمان الشهيد خضر عدنان

فبهداهم اقتده: خضر عدنان شهيدًا.. شهيدًا.. شهيدًا

مقال- خالد صادق

يقول المولى عز وجل «أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ» انه نصر كنا نتوقعه, فشهادته نصر لان الشيخ خضر عدنان لا يعرف الا النصر, ستة إضرابات عن الطعام خاضها ضد الاحتلال بأمعائه الخاوية, وانتصر في جميعها, لا يعرف الهزيمة, وليس لديه أي سبيل للمهادنة مع الاحتلال الصهيوني, بل مواجهته بكل شراسة, كيف لا وهو الذي قالها بوضوح «كرامتنا اغلى من الطعام», انتصاره تحقق في رعب الاحتلال وحالة الاستنفار والخوف والفزع وفتح الملاجئ لقطعان المستوطنين ونشر القبة الحديدية في الأراضي المحتلة عام 48م نصره تحقق في وحدة موقف الاسرى بمواجهة السجان, والاعلان عن خطوات احتجاجية لمواجهة سياسة القتل الممنهج التي يمارسها الاحتلال الصهيوني بحق الاسرى, نصره تحقق بوحدة الموقف الفلسطيني والاجماع على ضرورة الرد على هذه الجريمة, بغض النظر عن موقف سلطة محمود عباس المسكونة بالهزيمة والتي تغرد دائما خارج السرب, نصره تحقق بوحدة الساحات التي ترد على جريمة اغتياله بالعمليات البطولية ومهاجمة مواقع الاحتلال واستهدافها, وقطع الطرق على قطعان المستوطنين الذين اختفوا من شوارع الضفة بعد ان ايقنوا انهم هدف لشعبنا الذي لن يرحمهم على جريمتهم بحق الشيخ خضر عدنان, مخطئ الاحتلال ان كان يظن ان دماء الشهيد خضر عدنان ستذهب هدرا, وانه لن يتم الرد على هذه الجريمة, فتلاميذ خضر عدنان في كتيبة جنين الذين تربوا على مائدة الثورة التي كان يزرعها فيهم خضر عدنان, ويقتاتون من ثورته الجامحة سيذيقون الاحتلال الويلات, وكذلك كتيبة نابلس وطولكرم, وسلفيت, وطوباس, وجبع وكل الكتائب المنتشرة في عموم الضفة, ليس هذا فقط, انما للشيخ عدنان له باع في كل اجنحة المقاومة الفلسطينية كعرين الأسود وغيرها, لأنه كان وحدويا, وخطابه وحدوي, ويقف مع الجميع دون تصنيف حزبي.

غاب الشهيد خضر عدنان بجسده, لكنه لم يغب بثورته, لقد أسس لحاضنة شعبية عريضة للمقاومة الفلسطينية في كل مدن الضفة الغربية, واستطاع ان يؤسس لحالة التلاحم بين المقاومة والحاضنة الشعبية, وجسد فعليا هذه الحالة من خلال الدعوة للفعاليات التضامنية مع الاسرى, والدعوة للمشاركة في مواكب تشييع الشهداء, والدعوة لإحياء المناسبات الوطنية, كانت خطاباته الثورية تبث الروح الوثابة في نفوس الفلسطينيين, وتنبئ بتدشين مرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال الصهيوني, مرحلة تتسم بالفعل الثوري المقاوم للاحتلال, فلبست جنين ونابلس والخليل واريحا وغيرها من المدن الفلسطينية ثوب الحرية, وتصدت للاحتلال الصهيوني ببسالة, وكانت العمليات البطولية سواء العمليات الفردية او المنظمة نذير شؤم على الاحتلال, الذي بات يدرك ان حكومته اليمينية الصهيونية المتطرفة تخدعه, ولا تستطيع ان توفر له ادنى قواعد الامن والأمان, فوصلت العمليات الى قلب تل ابيب حيث شارع ديزينغوف, وتم استباحة مغتصبات الاحتلال في الضفة, وشهدت القدس المحتلة عمليات فدائية نوعية ارهقت الاحتلال, واصابته بالرعب والفزع, وبات الإسرائيليون يبحثون عن مخرج وحل لتصاعد العمليات الفدائية, وسادت حالة من تبادل الاتهامات بين حكومة الصهيونية الدينية, وحكومة نفتالي بينت التي اتهمها نتنياهو بأنها افقدت «إسرائيل» صورة الردع بأدائها الضعيف والباهت في التعامل مع الفلسطينيين, ووجهت المعارضة اتهامات عنيفة لحكومة نتنياهو بالفشل الذريع في توفير الأمان للإسرائيليين, واهتزاز صورة الجيش الذي لا يقهر, وبدا للجميع ان «إسرائيل» تعيش أزمات حقيقية على المستوى الداخلي والخارجي, وصفها ما يسمى برئيس دولة الكيان إسحاق هرتسوغ، إنّ «إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي، في مرحلة صعبة، وأزمة داخلية عميقة وخطيرة تهددنا جميعاً», وهذا جاء بفضل القادة العظام من أمثال الشيخ الشهيد خضر عدنان .

خضر عدنان كان يتوقع ان يكون شهيدا, وقد تحدث عن ذلك مرات ومرات, ورغم ذلك لم يتراجع عن طريقه, ولم يفت ذلك في عضده, خضر عدنان كان شهيدا حيا, كما كل القادة العظام الذين هم شهداء احياء منهم من قضى نحبه, ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا, الاحتلال يهدد بالعودة الى سياسة الاغتيالات, وقد بدأها باغتيال الشهيد القائد خضر عدنان, الذي القاه في الزنزانة وحيدا بعد ستة وثمانين يوما من اضرابه المفتوح عن الطعام, وكأنه يلقيه في قبره, قال الاحتلال بكل بجاحه وصلف وعنجهية, انه فتح الزنزانة على الأسير خضر عدنان فوجده مغشيا عليه وعندما قام بنقله للمشفى ومحاولة اسعافه كما يدعي وجدوه ميتا, فهل هناك ابشع من هكذا جريمة, رجل مضرب عن الطعام لستة وثمانين يوما, يتم وضعه في زنزانة انفرادية, وليس في مشفى او حتى عيادة طبية, لم يرافقه احد في زنزانته, والهدف الواضح كان القتل مع سبق الإصرار والترصد, والا كان الاحتلال قد وضع مرافقا له او نقله لعيادة السجن تحت رقابة السجانين هناك, لكن النوايا كانت واضحة, والهدف والغاية هي افشال معركة الشيخ خضر عدنان الذي تصدى لسياسة الاعتقال الإداري, وحقق فيها إنجازات وانتزع حريته بإضرابه عن الطعام, وهو أسس أيضا لإفشال سياسة الاعتقال التعسفي الامر الذي جعل الاحتلال يغامر بقتله واغتياله, خوفا من ان تصبح هذه سياسة سائدة, يسلكها الاسرى بشكل ممنهج, وتصبح نهجا للأسرى الاحرار, لكن الاحتلال خسر أيضا هذه المعركة فاستشهاد خضر عدنان يعني بداية مرحلة جديدة لمواجهة الاعتقال التعسفي الصهيوني, فبهداه اقتده, واسلك سبيلا مزروعا بالنصر لا يعرفه الا الاحرار والثوار.

هيئة الأسرى توضح لمصدر أخر تفاصيل جهود استرداد جثمان الشهيد خضر عدنان

خاص- مصدر الإخبارية

أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الأربعاء، أن الجهود المصرية المبذولة من أجل استرداد جثمان الشهيد الأسير خضر عدنان، وصلت إلى طريق مسدود.

وقال المتحدث باسم هيئة الأسرى حسن عبد ربه لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، إن إسرائيل رفضت أمس تسليم جثمان عدنان، مشيرًا إلى أن جثمانه محتجز حتى اللحظة في معهد الطب العدلي في “أبو كبير” في الداخل المحتل.

ولفت عبد ربه إلى أنه تم التقدم بطلب من أجل عدم تشريح جثمان خضر عدنان، بناءً على طلب عائلته وكما نشر في وصيته، مضيفًا أنه لا يوجد أي تجاوب إسرائيلي حتى اللحظة.

وأوضح أن الجهود القانونية مستمرة، متابعًا أنه سنتوجه إلى محكمة العدل العليا للاحتلال، في حال رفضت المحاكم الأخرى طلب تسليم جثمان الشهيد خضر عدنان.

وبحسب المتحدث باسم هيئة الأسرى والمحررين، فإنه باحتجاز جثمان عدنان، يرتفع عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثماينهم لدى الاحتلال 13 بما فيهم الشهيد الأسير ناصر أبو حميد.

وفجر أمس الثلاثاء، أعلنت وسائل إعلام عبرية استشهاد الأسير القائد في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان.

وقالت القناة “12” العبرية إنه “بعد إضراب 86 يومًا وفاة الأسير الأمني والناشط في الجهاد الإسلامي خضر عدنان”.

ووفقًا لصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية فقد عثر على الشيخ عدنان فاقدا للوعي وبعد نقله لمستشفى أساف هروفيه أعلن عن وفاته.

طالبت اللجنة الدولية لـ “الصليب الأحمر”، سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى إعادة جثمان الشهيد الأسير خضر عدنان، بعد استشهاده في سجون الاحتلال.

الموت غير المعتاد للمضرب عن الطعام قد يؤدي إلى موجة جديدة من الهجمات الانتقامية

عاموس هرئيل، هأرتس

ترجمة/ مصطفى ابراهيم

أدى مقتل خضر عدنان، ناشط الجهاد الإسلامي من منطقة جنين، والذي أضرب عن الطعام في سجن إسرائيلي، إلى رد فلسطيني عنيف كما هو متوقع. تم إطلاق صواريخ من قطاع غزة على المستوطنات المحيطة بالقطاع صباح (الثلاثاء)، ثم مرة أخرى في فترة ما بعد الظهر، في وابل كثيف نسبيًا.

وفي سديروت، أصيب شخص بجروح متوسطة في إطلاق النار، وأصيب اثنان آخران بجروح طفيفة. الجهاد الإسلامي مسؤول عن إطلاق الصواريخ بالتنسيق مع حماس. في الضفة الغربية، في حادثة غير واضحة ما إذا كانت مرتبطة مباشرة بالأنباء الواردة من السجن، أطلق فلسطيني النار على عدة سيارات إسرائيلية بالقرب من طولكرم. أصيب أحد الركاب بجروح طفيفة.

جولات التصعيد على حدود غزة ليست بالأمر الجديد. كان على جميع الحكومات في إسرائيل في العقود الأخيرة أن تواجه معضلات مماثلة. الفارق الوحيد هو أن هناك الآن حكومة متشددة للغاية في السلطة، والتي يدعو جناحها الأكثر تشددًا باستمرار بيد قوية تجاه الفلسطينيين.

عمليا، في التصعيد السابق قبل نحو شهر، بعد إطلاق صواريخ من غزة ردا على غارة للشرطة على المسجد الأقصى، اتخذت حكومة نتنياهو خطا شديد الانضباط، مع التزامها بالخطاب المتشدد.

الانتقادات التي سمعناها في المرة السابقة من المعارضة ستزداد الآن، ومع ذلك، سيتعين على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يفكر مليًا فيما إذا كان يرغب في الدخول في جولة أطول من المعارك مع الجهاد الإسلامي، بينما كانت حماس هادئة نسبيًا لما يقرب من عامين، منذ انتهاء عملية “حارس الأسوار”. يحتمل أن تكون هذه المرة أيضا فجوة بين الخطابات التي تقطر منها الوطنية وبين الأفعال على الأرض.

في الخلفية، يُبذل جهد كبير حتى لا يؤدي مقتل عدنان، الذي سيصبح شهيدًا فلسطينيًا، إلى تصعيد طويل في الضفة والقطاع. ودعت أرملته صباح اليوم، في بيان غير معتاد، إلى الامتناع عن إطلاق الصواريخ. المخابرات المصرية، التي لها صلات واسعة مع كل من قادة حماس وقادة الجهاد في قطاع غزة، مشغولة بمحاولة إخماد النيران.

إذا لم تلجأ إسرائيل إلى إجراءات الخمول، ولم تعلن أنها تحتجز جثة المعتقل – يفترض أنها ورقة مساومة بشأن المخطوفين والجثث المحفوظة في القطاع – فقد يكون من الممكن إنهاء التوترات الحالية قريبًا.

ولكن على المدى الطويل، فإن الخطر الكبير – الذي يزيده الموت المأساوي في السجن فقط – ينعكس من الضفة الغربية. في جنين، حيث كان يعيش عدنان في بلدة مجاورة، الظروف فوضوية أيضًا: سيطرة السلطة الفلسطينية على المدينة صغيرة وهناك توتر كبير فيها. كل دخول لقوة إسرائيلية في عملية اعتقال، في جنين وإلى حد كبير أيضًا في نابلس، يقابل بمقاومة شديدة من قبل المسلحين الفلسطينيين.

اقرأ/ي أيضا: كابينيت الاحتلال يوصي بالرد القوي على إطلاق الصواريخ من غزة

من المحتمل أن تُبذل في المستقبل القريب محاولات للانتقام لمقتل عدنان من خلال هجمات إطلاق النار، على الطرق التي تتنقل فيها السيارات الإسرائيلية والفلسطينية معًا، حول المدن في شمال الضفة الغربية.

كان عدنان معروفًا في الضفة الغربية بنشاطاته في الجهاد، وفترات الاعتقال المتعددة التي قضاها، وإضرابه عن الطعام لفترات طويلة. في عام 2012، كاد أن يموت في إضراب سابق عن الطعام، حيث احتج على اعتقال إداري مطول.

تم إطلاق سراحه من السجن في اللحظة الأخيرة وتمكن بطريقة ما من التعافي جزئيًا، هذه المرة، عاد للإضراب بعد أن سجن مرة أخرى في فبراير الماضي. ادعى الشاباك على مر السنين أن عدنان يستخدم النشاط السياسي – المدني كغطاء لدعمه للأنشطة الإرهابية لمنظمته، ونفى هذه المزاعم ووصف نفسه بالشخص السياسي الذي يحارب الاحتلال الإسرائيلي. كان الإضراب الأخير عن الطعام هو الخامس له، لكن هذه المرة تطرق لأول مرة إلى لائحة اتهام جنائية ضده، زاعم فيها أن حرض على العنف كجزء من أنشطته التنظيمية.

وفاة معتقل أمني أضرب عن الطعام أمر نادر للغاية في سجن إسرائيلي. لكن بطريقة ما، ربما على خلفية الانشغال الكبير بالأزمة السياسية، لم يتم إجراء أي نقاش حول مسألة ما إذا كان من الممكن منع الوفاة، الأمر الذي يمكن أن يؤدي الآن إلى مزيد من التصعيد الأمني. خدمة السجون تحت مسؤولية وزير الأمن الوطني إيتمار بن جفير، وفي حالات استثنائية يفترض أيضًا أن يتدخل رئيس الوزراء في الخدمة. وبقدر ما هو معروف، لم يتعامل الاثنان مع هذا، باستثناء التحديثات المنتظمة التي يتلقاها الوزير في تقييم الوضع مع الجهات الخاضعة لمسئوليته.

منذ أن تم تعيينه في منصبه، منذ حوالي أربعة أشهر، كان بن غفير حراً في التعامل مع ما يحدث في مصلحة السجون فقط عندما يتعلق الأمر بالتفاهات: وقف خبز البيتا في الأجنحة الأمنية، والحد من وقت الاستحمام. الأسرى (الذين انسحب منهم بهدوء، كجزء من حل وسط بعد التهديد بإضراب واسع النطاق للأسرى) وحتى تأخير موعد الإفراج عن السجناء العرب المواطنين في إسرائيل (كريم وماهر يونس)، لمنع الاحتفالات على شرفهم.

ربما لم يكن مهتمًا بشكل خاص بإضراب عدنان عن الطعام، على الرغم من أنه حالة كلاسيكية حيث يمكن أن يتحول حدث تكتيكي، يتمحور حول شخص واحد، إلى صعوبة استراتيجية.

سؤال آخر يتعلق بدور الأجهزة الأمنية نفسها، وقيادة مصلحة السجون والشاباك. هل حذروا من أن عدنان سيموت؟ هل تم ذكر النتائج في المناقشة مع كبار المسؤولين السياسيين؟ في الأجواء الحالية، ليس من الواضح مدى الاهتمام الذي تحظى به القيادة المهنية وما إذا كانت ترفع أعلام التحذير، في حكومة يفتخر بعض قادتها بموقفهم الصارم تجاه الفلسطينيين.

الآن يبقى أن نرى ما إذا كانت وفاته، في ظل هذه الظروف الصعبة، ستجعل عدنان بطلًا شعبيًا في المناطق أم مجرد شخصية رمزية لمنظمته. النضال الفلسطيني ضد إسرائيل يحتاج إلى أبطال جدد. لكن ما يميز العنف في السنوات الأخيرة – خلال هجمات عام 2015 وأكثر من ذلك خلال فترة (الإرهاب) الحالية، التي بدأت قبل حوالي عام وشهر – هو عدم وجود صلة بالمنظمات الفلسطينية.

الغالبية العظمى من منفذي الهجمات هم من الشباب الذين ليس لديهم انتماء تنظيمي. لا يحتاجون إلى توجيه من أعلى للعمل. إنهم يحتاجون على الأكثر إلى المساعدة، بالمال والسلاح، وبعضها يأتي في الأشهر الأخيرة من إيران وحزب الله.

الأمم المتحدة تؤكد على ضرورة إجراء اسرائيل تحقيق بوفاة خضر عدنان

وكالات-مصدر الإخبارية

أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، مساء اليوم الثلاثاء، على وجوب ضمان إجراء “إسرائيل” تحقيق شامل في ملابسات وفاة خضر عدنان.

وقال في تصريح أوردته قناة الجزيرة: “الأمين العام يجدد دعوته إسرائيل لوقف ممارسة الاحتجاز الإداري”.

واستشهد صباح اليوم، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، والأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي خضر عدنان، بعد إضراب عن الطعام دام 86 يومًا.

اقرأ/ي أيضا: الصليب الأحمر يطالب بتسليم جثمان الشهيد خضر عدنان

وقامت المقاومة الفلسطينية، بإطلاق رشقات صاروخية صوب مستوطنات غلاف قطاع غزة، ردًا على استشهاد خضر عدنان، فيما عقدت المؤسسة الأمنية بإسرائيل مشاورات لبحث سبل الرد.

واستشهد فجر اليوم الثلاثاء، الأسير القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، خضر عدنان، بعد 86 يومًا من الإضراب عن الطعام، رفضًا لاعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وادعى المتحدث باسم إدارة سجون الاحتلال، بأن الأسير خضر عدنان فقد الوعي فجر اليوم في زنزانته في سجن الرملة، ليتم نقله إلى مستشفى أساف هاروفيه، حيث أعلن عن استشهاده.

وعقدت آخر جلسة للنظر بالإفراج عن الأسير خضر عدنان يوم الأحد 30 نيسان(أبريل)، حيث رفضت كل الالتماسات المقدمة للإفراج عنه بكفالة مالية.

وكانت عائلة الأسير خضر عدنان ومؤسسات حقوقية حذرت على مدار الأيام الماضية من استشهاده في أي لحظة، نظرًا لخطورة وضعه الصحي.

واعتقل الاحتلال الشهيد خضر عدنان من منزله في بلدة عرابة غرب جنين، في 5 شباط(فبراير) الماضي، ومنذ ذلك الحين شرع عدنان بالإضراب عن الطعام.

يذكر أن الشهيد خضر عدنان أسير سابق أمضى نحو ثمانية أعوام في اعتقالاته التي تجاوزت الـ 12 اعتقالًا خاض فيها عدّة إضرابات عن الطعام رفضًا لسياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحقه.

الصليب الأحمر يطالب بتسليم جثمان الشهيد خضر عدنان

الضفة المحتلة-مصدر الإخبارية

طالبت اللجنة الدولية لـ “الصليب الأحمر”، سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى إعادة جثمان الشهيد الأسير خضر عدنان، بعد استشهاده فجر اليوم الثلاثاء في سجون الاحتلال.

وذكرت اللجنة الدولية في بيان، إن على “إسرائيل” أن تُعيد جثمان الأسير خضر عدنان لعائلته كي تتمكن من الحداد وترتيب مراسم دفن كريمة بما يتوافق مع عادات وعائلة معتقدات الشهيد عدنان.

وتقدم الصليب الأحمر بالتعازي لعائلة الشهيد خضر عدنان، واصفًا ما يجري بـ “الوقت العصيب” على العائلة.

وجاء في البيان أن “اللجنة الدولية على استعداد لتقديم الدعم في سبيل إعادة جثمان الأسير الشهيد خضر عدنان، إذا طُلب منها ذلك من الأطراف المعنية، وتوافقًا مع المهام الإنسانية البحتة الموكلة إليها”.

وأكدت اللجنة الدولية أنها كانت على اتصال مع سلطات الاحتلال والجهات ذات الصلة باعتقال الشهيد خضر عدنان وإضرابه عن الطعام منذ شباط(فبراير) 2023.

وأشارت إلى أن ممثليها زاروا الأسير “عدنان” 4 مرات في آذار(مارس) ونيسان(أبريل)، وأبلغوا أسرته بأخباره، قائلا: “زار مندوبو اللجنة الدلية السيد عدنان لمتابعة حالته وكيفية معاملته”.

اقرأ/ي أيضا: الغرفة المشتركة بغزة تعلن قصف المستوطنات الإسرائيلية بعدة صواريخ

واستشهد فجر اليوم الثلاثاء، الأسير القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، خضر عدنان، بعد 86 يومًا من الإضراب عن الطعام، رفضًا لاعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وادعى المتحدث باسم إدارة سجون الاحتلال، بأن الأسير خضر عدنان فقد الوعي فجر اليوم في زنزانته في سجن الرملة، ليتم نقله إلى مستشفى أساف هاروفيه، حيث أعلن عن استشهاده.

وعقدت آخر جلسة للنظر بالإفراج عن الأسير خضر عدنان يوم الأحد 30 نيسان(أبريل)، حيث رفضت كل الالتماسات المقدمة للإفراج عنه بكفالة مالية.

وكانت عائلة الأسير خضر عدنان ومؤسسات حقوقية حذرت على مدار الأيام الماضية من استشهاده في أي لحظة، نظرًا لخطورة وضعه الصحي.

واعتقل الاحتلال الشهيد خضر عدنان من منزله في بلدة عرابة غرب جنين، في 5 شباط(فبراير) الماضي، ومنذ ذلك الحين شرع عدنان بالإضراب عن الطعام.

يذكر أن الشهيد خضر عدنان أسير سابق أمضى نحو ثمانية أعوام في اعتقالاته التي تجاوزت الـ 12 اعتقالًا خاض فيها عدّة إضرابات عن الطعام رفضًا لسياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحقه.

Exit mobile version