الانتخابات الفلسطينية: انتهاك حق مشروع وتغييب دور الشباب.. فهل فُقد الأمل؟

القوائم الانتخابية لمصدر: "حجة القدس واهية"

خاص – مصدر الإخبارية

“مخالفة صريحة وواضحة للقانون الاساسي الفلسطيني”، هكذا يرى منسقو وأعضاء القوائم الانتخابية الفلسطينية عملية تأجيل الانتخابات التي كان من المزمع عقدها، في ذكرى مرور 16 عاماً على آخر تجربة ديمقراطية مارسها الشعب الفلسطيني.

رئيس قائمة تجمع الكل الفلسطيني د. بسام القواسمة  أكد أن عملية التأجيل الأخيرة للانتخابات بقرار من الرئيس محمود عباس، هي اغتصاب لإرادة الشعب الذي يعتبر مصدر السلطات.

وبيّن القواسمة في حديث لـ“شبكة مصدر الإخبارية” أن نظام الحكم في فلسطين نيابي ديمقراطي، ويجب انتخاب الرئيس وإجراء انتخابات كل 4 سنوات، إلا أنه مر أكثر من 4 دورات انتخابية خلال 16 عاماً وللأسف لم تجري.

ولفت إلى أن ذلك وضع الشعب الفلسطيني في حالة فراغ قانوني وسياسي ودستوري، وأصبح بلا ترسيم شرعي، وأن كل السلطات مشكّلة بطريقة مخالفة للقانون، مما أضعف مكانة الشعب وانعكس سلباً على مصالحه العليا.

وتابع: “لا يعقل أن يكون شعب يعيش تحت الاحتلال ويقدم الشهداء والجرحى والأسرى ولا يمارس تجربة ديمقراطية كالانتخابات”.

وفي حديثه عن مدى ثقة الشارع الفلسطيني بأية وعود قادمة للانتخابات، أكد أن التجربة الأخير خلقت عزة ثقة وعدم استقرار لدى المواطنين، إلا أنه يبقى طفيف أمل أن تعود الكرة للشعب ويختار من يحكمه.

وفي ختام حديثه وجه القواسمة رسالة  للقيادة السياسية، مؤكداً لها أن هذا الشعب العظيم ويقدم التضحيات ويستحق ان تكون لديه سلطات شرعية منتخبة تعكس إرادته، لا أن تفرض عليه فرضاً أو تستولي على الحكم، حتى لا يسجل التاريخ أنهم قيادات مغتصبة لأرادة الشعب.

الشباب إلى أين؟

عضو قائمة “القدس موعدنا” الممثلة لحركة حماس إبراهيم مسلم، أكد ان الانتخابات استحقاق قانوني فلسطيني، وأن تعطيلها زاد الفجوة وحرم أجيال من هذا الاستحقاق ومن وصول الشباب لأماكن متقدمة.

وتابع مسلم: “الانتخابات كانت المدخل الحقيقي لإنهاء الانقسام والدخول في مرحلة جديدة من الشراكة السياسية، وتأجيلها أجج من الخلافات السياسية”.

ويرى مسلم أن قرار تأجيل الرئيس عباس للانتخابات هو حرمان للشباب من العمل الديمقراطي، ولم يكن لدواعي حقيقية بل جاء لظروف ومصالح شخصية لتولي زمام الأمور، وخوفاً من النتائج لأن القوائم المنافسة كانت قوية.

وأكد أن جيل الشباب تصدر القوائم الانتخابية مما كان سيعطيهم مساحة للعمل البرلماني والتشريعي، ووجودهم رافعة للعمل السياسي ومن شأنه خدمة القضية

وتابع: “قائمة القدس موعدنا بلغت نسبة الشباب 40%، وأغلبهم تصدر في مقدمة القائمة، لو أتيح لهم المجال لكان لهم دور كبير في الحكم والتغيير”.

وحمّل مسلم المسؤولية للجهات الرسمية المعطلة للانتخابات لسنوات طويلة، وبالتالي حرمان أجيال من وجودهم في البرلمان وفي مؤسسات منظمة التحرير، مضيفاً: “غادرت الأجيال الشابة قبل أن تأخد دورها الحقيقي وهذا الغياب سيعمل تراكمية في الهم لديهم”.

وعبر مسلم عن آمال الشباب بإتمام الانتخابات في الفترة والقادمة، خاصة في ظل الحديث عن حوار وطني حالي تستضيفه، والذي يمكن أن يؤسس لمرحلة من المصالحة الفلسطينية يليها إجراء الانتخابات.

هل فُقد الأمل في الانتخابات؟

د. أشرف دحلان منسق قائمة المستقبل في الانتخابات، أكد أنه لا حل لكل المشاكل الفلسطينية إلا من خلال بوابة الانتخابات.

وفي العودة إلى التجربة التي لم تتم، قال دحلان لشبكة مصدر إن الكل الفلسطيني كان متفائلاً بمرسوم الانتخابات الذي أصدره الرئيس، فهي الحالة الوحيدة التي تسمح له أن يقرر من يمثله، مضيفاً: ” هذا التفاؤل تبخر بقرار إلغاء الانتخابات، والذي يعني أن الشعب سُلب حقه مرة أخرى بحجة القدس، وهي حجة بائسة ومكشوفة، حيث كان من الممكن إجراءها في مقر الامم المتحدة في القدس أو حتى في الشوارع والمساجد مما كان سيشكل تحدياً للاحتلال.

وفي حديثه عن آمال المواطنين في إجراء الانتخابات في مرحلة قادمة، أوضح دحلان أنه طالما أن المتحكم فيها لا زال هو رئيس السلطة، وهو ليس جهة محايدة وإنما طرف في العملية، فإن التخوف موجود من عدم إتمامها”.

وتابع: “يجب أن يتوافق الكل على عدم ترك فرد يتحكم في الانتخابات، وندعو لآلية تضمن عدم تفرد الرئيس وإجراء انتخابات عامة برقابة وحماية دولية”.

وختم دحلان بالقول: “شعبنا تواق للحرية والاستقلال وننادي بإجراء الانتخابات بشكل دوري فهناك فلسطينيون لا يعرفون معناها حتى الآن”.