الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية.. سجل مليء بالاعتداء على الرموز الوطنية

خاص- مصدر الإخبارية

أثار اعتداء أفراد من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في جنين، عل محمد نجل الأسير القائد زكريا الزبيدي، أحد المشاركين في الهروب البطولي من سجن جلبوع غضباً واسعاً في الشارع الفلسطيني.

واعتبر ناشطون الاعتداء بمثابة مس واضح ومباشر بالرموز الوطنية وبمكانة الأسرى الفلسطينيين وعدوه امتداداً لسياسة السلطة القمعية، وفصلاً آخر من فصول التجاوزات الوطنية التي تصاعدت خلال الشهور الماضية، بحسب تقارير حقوقية.

وفتح اعتداء السلطة على محمد الزبيدي، الحديث مجدداً حول اعتداءات السلطة على الأسرى المحررين وجنازات الشهداء والرموز الوطنية الأخرى، إضافة لمسها المتواصل بالثوابت الوطنية وعدم مراعاة مشاعر المواطنين من خلال بعض الممارسات، والتي كان آخرها لقاء الرئيس محمود عباس بوزير جيش الاحتلال بيني غانتس في ظل الهجمة الشرسة لجيشه على الفلسطينيين.

اعتداء على أسرى محررين

وفي كانون الأول (ديسمبر) 2021، اعتدت الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتدت على قاعة استقبال الأسير المحرر محمد عارف من مخيم نور شمس في طولكرم.

وذكرت مصادر محلية آنذاك، أن الأجهزة الأمنية أطلقت قنابل الغاز بكثافة ما أدى إلى وقوع إصابات تم إخلاء قاعة استقبال الأسير عارف على إثرها، والذي قضى 19 عاما في سجون الاحتلال، مشيرة إلى أنها صادرت، رايات وأعلام لحركة حماس خلال حفل الاستقبال.

وفي كانون الأول أيضاً، توفي شاب أصيب عدد آخر بعضهم بجراح خطيرة، إثر انقلاب مركبتهم في أثناء مطاردة أجهزة السلطة لهم خلال استقبال القيادي في حركة حماس شاكر عمارة في أريحا.

وبحسب مصادر محلية حينها، فإن أجهزة السلطة الأمنية لاحقت موكبا شعبيا خرج لاستقباله عقب تحرره من سجون الاحتلال، ما أدى إلى انقلاب سيارة نجم عنها إصابة شابين بحالة خطيرة وآخرين بحالة متوسطة.

وفي شباط (آذار) 2021، اعتدت أيضاً على الأجهزة الأمنية، على الأسير المحرر عبد الناصر في مدينة قلقيلية، وأدى ذلك لإصابته برضوض في جسمه بحسب تقارير طبية آنذاك.

وجاء الاعتداء حينذاك بالتزامن مع اتفاق القاهرة، الذي توافقت فيه الفصائل على حماية الحريات ووقف التجاوزات التي تنتهك القانون الفلسطيني والأعراف الوطنية.

ويعتبر الاعتداء على الأسرى الفلسطينيين المحررين أنه اعتداء على أحد أعمدة النضال الفلسطيني، وذلك بحسب ما جاء في قانون الأسرى والمحررين الصادر عام 2003.

وعرّف القانون الأسير في المادة رقم (1) على “أنه كل من يقبع في سجون الاحتلال، على خلفية مشاركته في النضال ضد الاحتلال”.

ويخالف الاعتداء أيضاً المادة (٢) من قانون الأسرى والمحررين، الذي ينص على أن الأسرى والأسرى المحررون شريحة مناضلة وجزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع العربي الفلسطيني، وتكفل أحكام القانون حياة كريمة لهم ولأسرهم.

الاعتداء على جنازات الشهداء

خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، اعتدت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية على جنازة تشييع الشهيد أمجد أبو سلطان الذي ارتقى برصاص الاحتلال، في محافظة بيت لحم جنوبي الضفة المحتلة.

وبحسب ما نشر من مقاطع فيديو حينها، فقد توثق اعتداء عناصر أمنية بزي مدني، على مشيعي جنازة الشهيد الفلسطيني، بالملاحقة والاعتداء ومنع رفع أعلام كل من حركة حماس والجهاد الإسلامي إضافة إلى الجبهة الشعبية.

وفي كانون أول 2021 أيضاً، اعتدت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة على جنازة الشهيد جميل الكيال، دون مراعاة لمشاعر المشيعين وذويه.

وأطلقت أجهزة السلطة، الرصاص على الجنازة والمشاركين كما أطلقت قنابل الغاز واعتدت على بعض المشيعين بالضرب المبرح.

وحظيت تلك الاعتداءات، حينها بإدانات واسعة من الفصائل الفلسطينية المختلفة والمؤسسات الحقوقية، كما دعوا إلى وقف تلك الانتهاكات التي تكشف على وجه “سيئ” للسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية.