اعتداءات للمستوطنين وجيش الاحتلال.. الضفة الغربية على صفيح ساخن مجدداً

الضفة الغربية- مصدر الإخبارية

تعيش مدن الضفة الغربية منذ، الخميس الماضي، توتراً شديداً بعد مقتل مستوطن إسرائيلي في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة “حومش” المخلاة بين محافظتي نابلس وجنين.

وشددت قوات الاحتلال قبضتها على المدن الضفة الغربية، منذ اللحظات الأولى لتنفيذ العملية في إطار بحثها عن المنفذين، وفرضت إجراءات استفزازية بذرائع أمنية.

وكثفت قوات الاحتلال تواجدها على الحواجز، كما اقتحمت برفقة المستوطنين الذين هاجموا منازل الفلسطينيين عدداً من القرى والبلدات عبثوا بممتلكات المواطنين، ونفذوا هجمات عدوانية.

اقتحام منازل في الضفة الغربية

وشهد، فجر الجمعة، اقتحام المستوطنين منزلاً فلسطينياً جنوبي دينة نابلس، وأصابوا مالكه بجراح.

وأفادت سميحة غفري أحد سكان المنزل من قرية “قريوت” أن المستوطنين هاجموا منزلها قرابة الساعة الثالثة فجراً.

وقالت إن “مستوطنين حطموا باب المنزل قبل الاعتداء ا على زوجها وائل مقبل (65 عاما) وأصابوه بثلاثة كسور في أضلاع الصدر، ورضوض في الوجه والرأس، نقل على إثرها إلى مستشفى رفيديا في مدينة نابلس”.

وأوضحت غفري أن نحو 15 إلى 20 مستوطناً، واقتحموا المنزل الذي تعيشه فيه مع زوجها وحطموا محتوياته. قبل أن تبدأ بالصراخ، ويصل عدد من جيرانها لنجدتهم فيما فرّ المستوطنون من المكان،  لم وتحضر قوات الشرطة أو جيش الاحتلال للتحقيق في الحادثة.

كما اعتدى مستوطنون على عدد من مركبات الفلسطينيين بالحجارة على الطريق الواصل بين نابلس وقلقيلية من جهة، ونابلس وطولكرم من جهة أخرى، ما أدى إلى إلحاق أضرار فيها.

هجمات متواصلة للمستوطنين والجيش

وخلال نهار الجمعة، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في أنحاء الضفة الغربية، أدت لإصابة نحو 170 فلسطينياً بجروح متفاوتة، بحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية.

وتركزت المواجهات، في قرى وبلدات تتبع محافظة نابلس، أبرزها “بيتا وبيت دجن وقريوت” وغيرها.

وفي إطار الاعتداءات المتواصلة على الفلسطينيين، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، مسنة فلسطينية،  قرب المسجد الإبراهيمي في الخليل، بدعوى تنفيذها عملية طعن.

وقالت مصادر عبرية إن مستوطناً إسرائيلياً أصيب في المكان.

وفي وقت لاحق، قال مكتب إعلام الأسرى، إن الأسيرة هي سعدية سالم رضوان فرج الله (65 عاما) من بلدة إذنا قضاء الخليل، ولم تعلن المصادر الإسرائيلية عن طبيعة إصابتها.

ردود فعل فلسطينية

وأدى ازدياد اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين، إلى ردود فعل فلسطينية غاضبة، حيث حذرت الرئاسة الفلسطينية في بيان، من استمرار  تصاعد الجرائم، موضحةً أن ذلك “سيبقي المنطقة في دوامة من العنف”.

وطالبت الرئاسة بتحرك دولي لوقف تلك الاعتداءات، قائلةً إن “إرهاب المستوطنين يزداد بشكل يومي بتشجيع وحماية من حكومة الاحتلال الإسرائيلي”.

ولفتت إلى أنه “لن ينعم أحد بالاستقرار إذا لم ينعم به الشعب الفلسطيني، وهذه الممارسات ستبقي المنطقة بدوامة من العنف”.

وإلى ذلك، دانت حركة حماس اعتداءات المستوطنين في الضفة، وحذرت من استمرارها.

وقال القيادي في الحركة عبد الحكيم حنيني، في تصريح صحفي: “نحذر حكومة العدو من مواصلة قطعان المستوطنين عدوانهم على مدننا وقرانا في الضفة الغربية”.

وأشار إلى أن “مواصلة هذه الهجمة الوحشية سيدفع ثمنها قادة الاحتلال وقطعان المستوطنين، فشعبنا البطل قادر على الدفاع عن نفسه، والرد على العدوان”.

وطالب حنيني الفلسطينيين بـ “تصعيد أشكال المقاومة كافة في وجه عربدة المستوطنين”.

وقال إن “المقاومة هي القادرة على لجم العدوان ووقف هجمات المستوطنين، ومنعهم من مواصلة مصادرة أرضنا”.

سجل طويل لانتهاكات المستوطنين والجيش

يشار إلى أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة، التابع للأمم المتحد ة “أوتشا” سجل “427 حادثة” للمستوطنين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، منذ بداية العام الجاري وحتى منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

وبين المكتب الأممي أنه في 312 من هذه الاعتداءات وقعت أضرار، وفي 115 وقع مصابون بين الفلسطينيين.

والأربعاء، أوضحت منظمة “السلام الآن” الحقوقية الإسرائيلية، أن هناك “ارتفاعاً ملحوظاً في عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم”.

ولفتت إلى أن عدد حوادث عنف المستوطنين في عام 2020، وفي النصف الأول من عام 2021، كانت أعلى بمرتين مما كانت عليه في عام 2019.

ويوجد في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، نحو 666 ألف مستوطن، و145 مستوطنة كبيرة، و140 بؤرة استيطانية عشوائية.