انطلاق أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية

القاهرةمصدر الإخبارية

انطلقت، ظهر اليوم السبت، أعمال مجلس جامعة الدول العربية الطارئ في دورته غير العادية على مستوى وزراء الخارجية العرب، لطرح الموقف الفلسطيني الرافض لما يسمى “صفقة القرن” جملة وتفصيلا.

ويعقد الاجتماع بمقر الأمانة العامة جامعة الدول العربية في القاهرة، بناء على طلب دولة فلسطين، لبحث سبل مواجهة الصفقة المشؤومة، التي تهدف إلى تصفية القضية والحقوق الفلسطينية، والقضاء على إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وزير الخارجية العراقي يدعو إلى ضرورة وضع استراتيجية دولية لتقديم كل أشكال الدعم لفلسطين في افتتاح اجتماع جامعة الدول العربية

وقال وزير خارجية العراق محمد علي الحكيم، إن جلسة اليوم تأتي بشكل استثنائي بموضوعها وتوقيتها، حيث نواجه ظرفا بالغ الدقة والحساسية بعد إعلان ما تسمى “صفقة القرن”، التي جاءت بتنسيق مع طرف واحد هو إسرائيل، واستثناء فلسطين والشرعية الدولية والرباعية الدولية.

وأضاف خلال انطلاق الاجتماع الطارئ، أن الظروف الحالية تحتم علينا الالتزام بالوحدة الوطنية، خاصة بين الأشقاء الفلسطينيين، لضمان إقامة الدولة الفلسطينية الموحدة وعاصمتها القدس الشريف، وضمان حق عودة اللاجئين لأرضهم.

ودعا إلى ضرورة وضع استراتيجية مع كافة الدول الصديقة، خاصة دول الاتحاد الأوروبي ودول عدم الانحياز وروسيا والصين واليابان، من أجل رفع الوعي العالمي حول مخاطر هذه الصفقة المجحفة، كما ندعو الدول العربية لتقديم كل أشكال الدعم لفلسطين المحتلة.

وأشار إلى أن العراق حكومة وشعبا تؤكد موقفها الثابت الداعم للشرعية الفلسطينية، فيما ندعو العرب والمسلمين وكافة أحرار العالم لدعم الحق الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة.

أبو الغيط: اجتماع اليوم لبلورة موقف عربي موحد من “صفقة القرن”

من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط “إن الاجتماع الطارئ اليوم من أجل بلورة موقف عربي جماعي من الطرح الأميركي لـ”صفقة القرن”، لخطورتها، وأهمية أن يكون موقفنا ذا مستوى من الجدية والشعور بالمسؤولية.

وأكد أن هذه ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية تهم العرب وتجمع شملهم.

وأضاف، “ان إنهاء الصراع مع اسرائيل هو مصلحة فلسطينية وعربية، وطالبنا الادارة الأميركية وغيرها من الأطراف بانخراط أكبر لدفع الطرفين للتفاوض وبعمل أكثر، من أجل توضيح نهاية الطريق، ومحددات التفاوض حتى لا تدور المحادثات في دائرة عبثية من تفاوض لا ينتهي”.

وتابع: “لم نكن نتوقع أن تكون النهاية هكذا، حيث كشف الطرح الأميركي الأخير والمدعوم اسرائيليا عن تحول حاد في السياسية الأميركية تجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وكيفية تسويته، ونرى أن هذا التحول لا يصب في صالح السلام أو الحل الدائم والعادل”.

وأكد أن الفلسطينيين يرفضون الوضع الحالي، لأنه لا يلبي تطلعاتهم ويضعهم تحت احتلال، وسيكون من قبيل العبث أن تفضي هذه الخطة لتكريس هذا الاحتلال وشرعنته، وأن يؤدي طرح يفترض أنه يقوم على فكرة الدولتين الى وضع يقترب من وضع الدولة الواحدة، يكون فيه الفلسطينيون مواطنين من الدرجة الثانية محرومين من أبسط حقوق المواطنة.

وطالب بأن يبدأ التفاوض على أساس صحيح ومتكافئ، يأخذ في الاعتبار مطالب الطرفين وتطلعاتهما في ضوء تجارب التفاوض السابقة، وجولات المحادثات السابقة، والتي تحمل خطوط الحل وصورة التسوية النهائية، ويؤخذ في الاعتبار مبادئ القانون الدولي والقرارات الأممية.

الرئيس عباس : أبلغنا “الإسرائيلين والأمريكين” بوقف جميع الاتفاقيات

قال الرئيس عباس في كلمته خلال الاجتماع العاجل بالجامعة العربية في القاهرة، إن نتنياهو لا يؤمن بالسلام وامضى في رئاسة الحكومة الاسرائيلية اكثر من اي رئيس اسرائيلي اخر ومع ذلك لم يحصل هناك أي تقدم في عهده بعملية السلام.

وقال” عقد الاجتماع العاجل ونشكركم على الحضور على ضوء اعلان صفقة القرن لاطلاعكم على الموقف والقراءة الفلسطينية له واتخاذ القرارات وخطة التحرك”، وقدم لمحة عن العلاقات مع الادارة الامريكيةوعلاقة الادارة الامركية بالقضية الفلسطينية منذ 103 سنوات.

وأشار الى أن وعد بلفور لم يكن وعدا بريطانيا بحت بل بريطانيا امريكيا، مشيرا الى انه كان هناك تنسيق كامل بين بريطانيا والولايات المتحدة على كل كلمة وردت بالوعد.

وأكد أن الولايات المتحدة الراعي الاساس لوعد بلفور، مؤكدا أن امركيا اصرت على أن يوضع وعد بلفور في ميثاق عصبة الامم كما يوضع في صك الانتداب البريطاني على فلسطين.

وقال الرئيس عباس : ورد بالوعد نقطتان اقامة وطن قومي لليهود، وان يمنح هؤلاء السكان الموجودين في هذه الارض حقوقا مدنية ودينية ولم يذكر من هم السكان.

وقال: قبل دخول ترامب للبيت الابيض كان هناك قرار 2334 هو قرار تبناه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 23 ديسمبر 2016، امريكا صاغت القرار سرا بالاتفاق مع بريطانيا.

يشار الى أن القرار 2334 حث على وضع نهاية للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ونص القرار على مطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وعدم شرعية إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967. وهو أول قرار يُمرر في مجلس الأمن متعلق بإسرائيل وفلسطين منذ عام 2008.

وقال الرئيس عباس : قررنا قطع العلاقة مع الإدارة الأميركية على خلفية سياستها تجاه فلسطين، مشيرا أن “لقاءاتنا الأربعة مع ترامب لم تثمر شيئا”.

وأكد: رفضنا استلام الصفقة منذ اللحظة الأولى من إعلانها، مؤكدا: الإدارة الأميركية اتصلت بنا عقب الإعلان عن الصفقة ورفضنا استلامها لقراءتها.
واكد الرئيس:” لن أقبل بضم القدس لإسرائيل اطلاقا وأن يسجل في تاريخي أنني بعت القدس عاصمتنا الأبدية”.

وقال الرئيس” لن نقبل بالولايات المتحدة وسيطا وحيدا في أي مفاوضات مع إسرائيل، مضيفا”: لا نريد منكم الوقوف في وجه أميركا وانما تبني الموقف الفلسطيني”.

وقال الرئيس: “صفقة القرن” مرفوضة جملة وتفصيلا ولا مكان لها على الطاولة بكل بنودها، مضيفا: ابلغنا الجانب الامريكي والاسرائيلي يوقف جميع الاتفاقيات مع اسرائيل”.

السعودية تؤكد وقوفها الى جانب شعبنا ودعم خياراته لتحقيق آماله وتطلعاته

وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، إن القضية الفلسطينية كانت وما زالت القضية المركزية للعرب والمسلمين، وهي الأولى للمملكة منذ تأسيسها وتأتي على رأس أولويات سياستها الخارجية.

وأضاف آل سعود في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية، بمشاركة الرئيس محمود عباس، ان المملكة لم تتوانَ في دعم الشعب الفلسطيني بكافة الطرق والوسائل لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار إلى أن المملكة بذلت جهودًا كبيرة ورائدة لنصرة الشعب الفلسطيني والوقوف الى جانبه في جميع المحافل الدولية لنيل حقوقه المشروعة، وكان من بين تلك الجهود تقديمها لمبادرة السلام العربية 2002.

وأوضح أن المملكة وانطلاقا من موقفها الداعم للسلطة الوطنية والرئيس محمود عباس، تؤكد وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني ودعم خياراته لتحقيق آماله وتطلعاته، وتؤكد أنها لا تزال ملتزمة بالدعم الشعب الفلسطيني على كافة الأصعدة.

الأردن: لن نتعامل مع أي مبادرة دون ثوابت ضامنة لحقوق الشعب الفلسطيني

قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن ثوابت المملكة لا تتبدل، وإنه لا مساومة عليها، ولا تعامل مع أي مبادرة تطرح دون ثوابت ضامنة لكل حقوق الشعب الفلسطيني.

وأضاف الصفدي خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية، بمشاركة الرئيس محمود عباس، ان المبادرة العربية للسلام التي خرجت عام 2002، جاءت لتلبي الحق الفلسطيني بالدولة المستقلة وفق حل الدولتين، وعلى أساس الشرعية الدولية، التي تعتبر السبيل الوحيد من أجل تحقيق السلام الدائم.

وحذر من التبعات الكارثية لأي خطوة إسرائيلية أحادية قد تفرضها على الأرض، الأمر الذي سيعد خرقاً للقانون الدولي، كما حذر من تغير الوضع القانوني والتاريخي بمدينة القدس، والتي أكد أن السيادة عليها يجب أن تكون فلسطينية والوصاية أردنية، والحماية فلسطينية وأردنية وعربية.

وأكد أن الأردن سيظل السند الذي لا يلين للفلسطينيين في الحصول على حقوقهم المشروعة، فيما ستبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية بالنسبة للمملكة الأردنية الهاشمية.

ودعا وزراء الخارجية العرب إلى إطلاق عمل حقيقي ينهي الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ويحقق الحلم بالسلام على الأرض الفلسطينية.

مصر: تسوية القضية الفلسطينية يجب ان تقوم على أسس الشرعية الدولية

أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، موقف بلاده المساند للقضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية، وحق الشعب الفلسطيني في الوصول إلى حقوقه المشروعة التي حرم منها، بإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران من العام 1967.

وأضاف شكري خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية، بمشاركة الرئيس محمود عباس، ان محددات التسوية الشاملة للقضية الفلسطينية معروفة، وتقوم على أسس الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية في إنشاء دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأوضح أن التوصل للتسوية الشاملة وانشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية أحد المفاتيح الأساسية لاستعادة السلام في الشرق الأوسط، ما يسمح للمنطقة باللحاق بركب التقدم والتطور، ويحرم قوى الإرهاب والتطرف في المنطقة من فرصة اختطاف القضية الفلسطينية العادلة، ونشر العنف والفوضى.

وقال إنه رغم التحديات فإن الأيدي العربية ممدودة لأي طرف يسعى لتحقيق السلام، على أساس الشرعية الدولة، والتفاعل مع كافة الجهود الهادفة لتحقيقه.

وذكر شكري أن تأخير الحل العادل من شأنه نشر اليأس والإحباط في نفس الشعب الفلسطيني والعربي، ويفتح الباب أمام دعاة التطرف والإرهاب، ما سينعكس على أمن واستقرار المنطقة برمتها، والتي تشهد صراعات دامية.

اليمن: نرفض أي قرار ومخطط لا يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني

أكد وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، موقف اليمن المؤيد والمساند لخيارات شعبنا الفلسطيني، في إحقاق حقوقه المشروعة، ورفض أي قرارات وخطط توحي بغير ذلك.

وأضاف الحضرمي في كلمته خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية، بمشاركة الرئيس محمود عباس، ان الحل الشامل والعادل لا يتحقق الا بالالتزام الكامل بالقرارات والمرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، التي أكدت أن السلام خيار استراتيجي للدول العربية، يتم عبر الانسحاب من الأراضي التي احتلها عام 1967.

وأوضح أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية للعرب، وسيبقى اليمن الى جانب فلسطين من اجل استعادة شعبها دولته ونيل حقوقه غير القابلة للتصرف، وتحقيق هدفه في الحرية والاستقلال، وإقامة دولته على حدود الرابع من حزيران.

وقال الحضرمي إن إرساء السلام العادل لا يمكن أن يتم بشرعنة الاحتلال، ومخالفة الشرعية الدولية، مضيفا أن الحديث عن خطط السلام يجب أن يكون وفقا لقواعد القانون الدولي، وتطبيق قرار مجلس الأمن (2334)، الذي أكد أن إقامة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية ليس له أي شرعية.

واعتبر أن استمرار المواقف الأميركية المخالفة للقضية الفلسطينية، أسهمت في إضعاف حل الدولتين.