للمرة 173 على التوالي .. الاحتلال يهدم قرية العراقيب في النقب المحتل

النقب المحتلمصدر الإخبارية

داهمت قوات من الشرطة ووحدة “يوآف” التابعة لما تسمى “سلطة تطوير النقب” قرية العراقيب ، مسلوبة الاعتراف في النقب، والمهددة بالاقتلاع والتهجير، وهدمت خيامها للمرة 173 على التوالي، اليوم الأحد.

وهذه هي المرة الثالثة التي تهدم فيها خيام أهالي العراقيب المتواضعة، والتي يعيدون نصبها كل مرة من بضع أخشاب وغطاء من النايلون لحمايتهم من البرد القارس في ظل الأجواء العاصفة.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد هدمت خيام العراقيب للمرة 172 يوم 16 كانون الثاني/ يناير الجاري.

وقال عدد من أهالي العراقيب، إن “قوات الظلم والخراب اقتحمت القرية وهدمتها للمرة 173 وشردت الأهالي في العراء وتركتهم دون مأوى غير آبهة بأحوال الطقس”.

العراقيب قرية فلسطينية تقع في بادية صحراء النقب داخل أراضي 48، وتتعرض باستمرار للهدمغرد النص عبر تويتر على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.

أصبحت رمزا لمعركة إرادات يخوضها فلسطينيو الداخل من أجل البقاء والحفاظ على الأرض والهوية من سياسات التهويد.

الموقع

تقع قرية العراقيب في بادية منطقة النقب داخل أراضي فلسطين التي احتلتها إسرائيل إثر النكبة عام 1948، وتحديدا شمال مدينة بئر السبع. تمتد أراضي القرية على مساحة 1050 دونما، وتبعد عن مدينة القدس نحو 110 كلم إلى الجنوب منها.

السكان

تتكون العراقيب من أربعين منزلا أغلبها من الصفيح، ويسكنها نحو ثلاثمئة نسمة ينتمي معظمهم إلى عائلة “الطوري”، حسب إحصائيات عام 2010.

التاريخ

يقول سكان العراقيب إن قريتهم أنشئت منذ مئات السنين، وإنهم يملكون وثائق “طابو” (شهادات ملكية للأرض) صادرة أيام الحكم العثماني، ويستدلون على ذلك بأن مقبرة القرية يعود وجودها إلى بداية القرن التاسع عشر الميلادي.

وحين احتلت إسرائيل منطقة النقب -التي تمثل نحو نصف مساحة فلسطين التاريخية- في عام 1949، أصبحت العراقيب واحدة من 45 قرية عربية في النقب لا تعترف بها إسرائيل، وتحرمها من الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والماء والكهرباء والاتصالات، باعتبارها “قرى غير قانونية”.

وتعمل السلطات الإسرائيلية على هدم هذه القرى وتجميع سكانها في ثمانية تجمعات أقامتها لهذا الغرض، بناء على قرار اتخذته المحاكم الإسرائيلية عام 1948 بأنه “لا ملكية للبدو في أرضهم”، رغم أن إجمالي سكان هذه القرى نحو 90 ألف نسمة، ومعظمها قائم قبل قيام الدولة الإسرائيلية.

ويقول سكان العراقيب إن تهجير الاحتلال الأول لهم كان عام 1953، ثم تكثفت حملات التهجير الجزئي بعد نكسة 1967 بحجة أن المنطقة تابعة “للصندوق القومي اليهودي” (كيرين كاييمت)، وأحيانا بذريعة ضبط عمليات البناء بشكل ممنهج، إضافة إلى الدواعي الأمنية والعسكرية حيث يقع مفاعل ديمونا النووي في منطقة النقب.

تعرضت العراقيب أول مرة للهدم الكامل بالجرافات الإسرائيلية، وشُرد أهلها يوم 27 يوليو/تموز 2010 بحجة “البناء دون ترخيص”، وحين أعاد سكانها بناءها هدمها الاحتلال مرة أخرى.

وتطالب سلطات الاحتلال سكان القرية بدفع غرامة بقيمة ملايين الدولارات أجرة الآليات التي هدمت القرية والقوات التي شاركت في الهدم.

وظل أهالي العراقيب يتشبثون بقريتهم ويرفضون مشاريع إسرائيل لتجميع البدو، التي يرون فيها خطة للاستيلاء على أراضيهم، ويعيدون -بمساعدة من متطوعين- تشييد الأبنية المكونة من ألواح الصفيح بعد كل هدم ينفذه الاحتلال. وتنظم “لجنة الدفاع عن العراقيب” مظاهرة أسبوعية عصر كل يوم أحد احتجاجا على هدم بيوت القرية.

وتساعدهم في ذلك الموقف “لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية” التابعة لفلسطينيي عام 48، التي تكفلت بإعادة بناء البيوت التي تهدم في القرية كل مرة، باعتبار أن العراقيب أصبحت عنوانا للدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وتمثل خط مواجهة ساخنا بين فلسطينيي الداخل وإسرائيل في قضية التوطن في النقب.