أمريكا متخوفة من الرد الإيراني الثاني.. كيف وأين سيكون؟!

 

مصدر الإخبارية – واشنطن

ذكرت صحيفة “معاريف” العبرية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تخشى من ردٍ إيراني ثانٍ على اغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني.

سايبر مثلا!

وأوضحت الصحيفة، أن الرد الإيراني الثاني الذي تخشاه أمريكا، يتمثل في هجوم “سايبر”، والذي قد يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي وخطوط الهاتف وسقوط النظام المصرفي عبر الهجمات الالكترونية.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، قد اغتالت القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، باستهداف موكبه في العاصمة العراقية بغداد، واغتيال قائد حزب الله العراقي نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس.

وكان سليماني مهندس عمليات إيران في الشرق الأوسط، وقد تعهدت إيران بالانتقام الشديد لموته.

وردت إيران على اغتيال سليماني، يوم الأربعاء الماضي، بتنفيذ هجوم صاروخي على قاعدتين عسكريتين عراقيتين تستضيفان قوات أمريكية.

الرد السابق

 

يُعد ضرب إيران لقوات أمريكية في العراق ردا متواضعا بالقياس إلى مكانة الفريق قاسم سليماني، ومشاعر الحماس التي تأججت بعد مقتله.

وتقول إيران إنها ألحقت خسائر كبيرة بالقوات الأمريكية، لكن يبدو أن هذا الادعاء ينطوي على مبالغة. فالولايات المتحدة تقول إن أجهزة الرادار نبهتها إلى الهجمات الإيرانية، وإن الصواريخ وقعت في مناطق بعيدة عن مواقع تمركز القوات الأمريكية.

والسؤال الآن هو ماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل هذا هو مبلغ الرد الإيراني؟ الوقت وحده سيكشف عن هذا الأمر.

أي رد درامي من جهة إيران، كاغتيال ضابط أمريكي بارز مثلا، سيتطلب وقتا طويلا، ويحتاج إلى تخطيط تفصيلي دقيق وتوفر فرصة جيدة.

وقالت إيران في وقت سابق إنها سترد، وإن الرد سيكون من الجيش الإيراني نفسه، وليس من حليف ولا بالوكالة. وبإطلاق الصواريخ أمس من داخل إيران، تكون قد نفذت تهديدها.

فالتغريدة المبدئية للرئيس ترامب كانت هادئة ومطمئنة بشأن عدم وقوع خسائر أمريكية. ومن ناحية أخرى، يبعث الإيرانيون رسالة بأن الوقت قد حان للطرفين للتوقف لالتقاط الأنفاس. ومن الواضح أن الولايات المتحدة وإيران لا تسعيان لتوسيع الصراع، على الرغم من كل تهديداتهما الخطابية.

وقد تكون هذه فرصة للحد من التوتر، لكنها مجرد تصعيد خطير في المنافسة المطردة بين البلدين على النفوذ الإقليمي. ومن المستبعد أن تغير إيران من سياستها، وستستمر في محاولات تأمين أهدافها الإقليمية، وعلى رأسها رحيل القوات الأمريكية من العراق. وقد أضعف مقتل سليماني موقف الولايات المتحدة في هذا السياق. ويؤكد المسؤولون الأمريكيون أنه لا نية لديهم أو ليس ثمة سبب يدعوهم للانسحاب.

وقد صوت البرلمان العراقي لصالح انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، لكن القرار ليس له ثقل قانوني. فالمصاعب السياسية التي تواجهها البلاد حاليا تجعل من الصعب إنفاذ أي قرار بشأن مستقبل الوجود العسكري الأمريكي فيها. لكن الكثير من المحللين يرون أن موقف واشنطن في العراق تأزم أكثر مما كان عليه خلال الأسابيع القليلة الماضية.