مجزرة مخيم الشاطئ.. أب مكلوم يروي تفاصيل الفاجعة (فيديو)

ساره عاشور – خاص مصدر الإخبارية 

ارتكبت طائرات القصف الإسرائيلية فجر اليوم السبت، مجزرة في مخيم الشاطئ، الواقع غرب مدينة غزة، بعد قصف منزل لعائلة أبو حطب فوق رؤوس ساكنيه وراح ضحيتها 10 شهداء بينهم 8 أطفال وسيدتين.

وبرهنت مجزرة مخيم الشاطئ بشكل قاطع إجرام جيش الاحتلال الإسرائيلي من خلال استهدافه للمدنيين العزل الآمنين في بيوتهم دون سابق إنذار أو تحذير، وتحت ذرائع لا أساس لها من الصحة.

فقد رصدت عدسات الكاميرات ومن بينها عدسة مصدر الإخبارية جثامين الأطفال التي تحولت إلى أشلاء بعد انتشالها من تحت ركام المنزل المنكوب، في الوقت الذي لا تزال فرق الدفاع المدني تبحث عن المزيد من المفقودين.

مجزرة مخيم الشاطئ.. الأب يصرخ باكياً: “وين سبتوني يابا”

ولعل أقسى مشاهد مجزرة مخيم الشاطئ، هو مقطع مصور للأب محمد الحديدي وهو يبحث بين ركام منزل أخ زوجته الشهيدة، عن أبنائه وأسرته منهاراً باكياً يصرخ بأعلى صوته قائلا: “وين سبتوني يابا”، وسط محاولات مواطنين مواساته في مصابه.

ومن مكان مجزرة مخيم الشاطئ، يتجه الأب محمد الحديدي إلى مكان الأمل الرباني والمواساة الإلهية حيث ابنه الطفل الوحيد الناجي من هذه الجريمة التي تضرب كل معاني الإنسانية في معاقلها.

بخطى مثقلة بمشاعر الفقد والحزن الكبير، يصل الأب المكلوم إلى مشفى الشفاء، متجهاً إلى مكان تواجد ابنه الرضيع، ليقف أمام رضيعه المنفجر بالبكاء محاولاً التخفيف عنه.

تمسك اليد الصغيرة للناجي الوحيد من مجزرة مخيم الشاطئ بإبهام والده ويشد عليها بقوة باكياً كأن يقول “لا تتركني يا أبي”، ليرد الوالد: “عندي يابا”.

المواطن محمد الحديدي يحتضن طفله الناجي الوحيد من مجزرة مخيم الشاطئ غرب غزة

المواطن محمد الحديدي يحتضن طفله الناجي الوحيد من مجزرة مخيم الشاطئ غرب غزة

Posted by ‎مصدر الاخبارية‎ on Saturday, May 15, 2021

مشاهد تحرك كافة المشاعر الإنسانية المتناقضة، بين حزن وألم وبين غضب وقهر، مشاعر يصعب على قلب إنسان واحد تحملها فتفيض لتصل قلوب كل من هو شاهد على هذا الإجرام الإسرائيلي.

وبعد وداعه لأبنائه الشهداء الأربعة يقف الأب ليروي جزءاً من تفاصيل الجريمة قائلاً: “لقد استهدف الاحتلال البيت الآمن الذي كان بداخله أطفالاً ونساءً، دون سابق إنذار”.

وأضاف المواطن الحديدي: “قصف طائرات الاحتلال المنزل المكون من ثلاثة طوابق فوق رؤوس عائلتي، وكان من بين الشهداء، زوجتي وأربعة من أبنائي”.

ووصف الحادثة: “هذه قمة الإجرام، فليشهد العالم على هذا الإجرام وانعدام الإنسانية وحقوق الإنسان لدى مدعيها”.

واستكمل الأب حديثه: “الأطفال لم يضربوا صواريخ كانوا آمنين في بيوتهم، وكانوا ذاهبين ليحتفلوا بالعيد في منزل خالهم”.

واستنكر منفعلاً: “ابني الرضيع عمره خمسة شهور، ما الذي فعله، ما الذي ارتكبه؟ هل قام بإطلاق الصواريخ؟”.

وناشد الحديدي، ما وصفهم بأحرار العالم ومدعي الإنسانية وقف جرائم الاحتلال تجاه الآمنين والأبرياء.

وسبق مشهد مجزرة مخيم الشاطئ، المنافي للقيم والأخلاق الإنسانية، مشاهد إجرامية عدة ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين خلال العدوان المتواصل على غزة منذ ستة أيام.