مجلس الأمن الدولي يرفض “شرعنة” الاستيطان عدا واشنطن

وكالاتمصدر الإخبارية

رفض جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي، ما عدا واشنطن، في جلستهم الدورية، الليلة الماضية، حول الشرق الأوسط، “عدم شرعية” الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

جاء إعلان أعضاء المجلس البالغ عددهم 15، باستثناء الولايات المتحدة، ردًا على اعتبار واشنطن أن المستوطنات الإسرائيلية “لا تخالف القانون الدولي”.

وقد جاء إعلان ممثلي الدول الأعضاء بالمجلس في بيانين منفصلين: الأول قبيل انعقاد الجلسة، وتلته على الصحفيين المندوبة البريطانية كارين بيرس.

وأوضحت بيرس، أن البيان باسم 5 دول أوروبية أعضاء بمجلس الأمن، وهي: بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا.

أما البيان الثاني فتلاه على الصحفيين، عقب انتهاء الجلسة، نائب المندوب الألماني يوجن شولز.

وبين شولز، أن البيان صادر بالنيابة عن الدول العشر المنتخبة بالمجلس، وهي: ألمانيا، وبلجيكيا (وقعتا على البيانين)، وكوت ديفوار، وجمهورية الدومينكان، وغينيا الاستوائية، وإندونيسيا، وبيرو، وبولندا، وجنوب إفريقيا، والكويت.

وقد شدد البيانان، على أن الاستيطان يخالف القانون الدولي، بشكل لا لبس فيه، والقاضي بعدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفيما يتعلق بموقف الصين وروسيا، أكد مراقب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، للصحفيين، أن موقفهما خلال الجلسة، جاء مؤيدًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والشرعية الدولية.

وكان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، أعلن الاثنين المنصرم في مؤتمر صحفي، أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة “مخالفة للقانون الدولي”.

ويعتبر المجتمع الدولي بأغلبية ساحقة المستوطنات غير شرعية، ويستند هذا جزئيًا إلى اتفاقية جنيف الرابعة، التي تمنع سلطة الاحتلال من نقل إسرائيليين إلى الأراضي المحتلة.

ردود الفعل الفلسطينية على شرعنة الاستيطان

قال عضو المجلس التشريعي، النائب محمد دحلان، إن اعتبار الولايات المتحدة الأمريكية المستوطنات الإسرائيلية غير مخالفة للقانون الدولي، يعد انقلابا جذريا على المبدأ القانوني بعدم جواز الاستحواذ على أراضي الغير بالقوة.

وأضاف دحلان، في تدوينةٍ له عبر حسابه الخاص على الفيسبوك مساء الاثنين، أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تعد تحولاً خطيراً عن المواقف الأمريكية التقليدية من الطبيعة القانونية لأراضينا الفلسطينية المحتلة منذ الغزو الإسرائيلي في 5 حزيران 1967.

وأشار دحلان إلى أن تصريحات بومبيو تأتي استكمالاً لما قام به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اعتراف بمدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال.

واعتبر صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الإدارة الأمريكية فقدت أي دور لها في عملية السلام. ووصف الموقف الأميركي – للجزيرة -بشأن المستوطنات بأنه ليس فقط خروجا عن القانون الدولي ولكنه استكمال لما يسمى بصفقة القرن أو الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط.

من جهتها قالت حركة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن تصريحات بومبيو هي استمرار للسياسة الأميركية في دعم الاحتلال وتنفيذ بنود صفقة القرن، كما أنها تشكل غطاءً رسميا وشرعنة لانتهاكات الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني.

وفي هذا السياق دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي إلى إنهاء الانقسام، ردا على قرار واشنطن بشأن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.