في ذكرى انطلاقة “حماس”.. هنية يوجه رسائل حول عدة قضايا محورية على رأسها المصالحة

اسطنبول – مصدر الإخبارية 

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مساء اليوم الأحد، أن الشعب الفلسطيني يعيش في ظل تحديات كبيرة وأخطار حقيقية وتهديدات استراتيجية على قضيته، واصفا المرحلة الحالية بـ”الخطيرة جدا”، مشدداً في ذات الوقت على ضرورة إنجاز الوحدة الوطنية “للتصدي للأخطار المحدقة”.

وقال هنية في كلمة له لمناسبة ذكرى انطلاقة حركة حماس الـ33 مساء اليوم: “تمر ذكرى انطلاقة حماس هذا العام في ظل تطورات ومتغيرات كبيرة وضخمة لها تأثير عميق في قضيتنا”.

وحذر من “أننا أمام مشاريع خطيرة لتصفية القضية من خلال صفقة القرن وخطة الضم، والتطبيع”، مضيفا “نتابع ونراقب ما يجري في المنطقة من بعض الدول العربية، ومن أشقائنا العرب في جريمة التطبيع التي لا يمكن لأحد لا في الشعب الفلسطيني ولا في شعوب الأمة أن يستوعب ما الذي يجري”.

وأوضح أن “العدو الصهيوني الذي قتل وشرد ودمر واستباح كل شيء لا يستحق أن يمد له الحبل، ولا يجوز لكائن من كان أن يمد له جسور العلاقة في ظل الوضع الراهن”.

وشدد على أننا “أحوج اليوم إلى وحدة الموقف الفلسطيني، ونقول ذلك عن وعي وقوة واقتدار ومسؤولية تاريخية”.

هنية يتحدث حول ملف المصالحة

وجدد هنية تأكيده على أنه في ظل هذه الظروف فإن “يدنا ما زالت ممدودة من أجل بناء شراكة حقيقية، وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير لتكون هناك شراكة سياسية ووطنية وميدانية في آن واحد”.

وذكر هنية أن حماس منذ أن انطلقت وحتى هذه اللحظة ستظل مع وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، ومع المصالحة والشراكة وإنهاء الانقسام.

وأعاد التأكيد على أن حركته مع إعادة بناء المرجعيات الوطنية والقيادية والسياسية لشعبنا الفلسطيني، بدءًا بمؤسسات منظمة التحرير، ومرورًا بكل المؤسسات التي ترعى وتقود شؤون شعبنا في الداخل والخارج، لأنها تشكل الإطار الناظم للشعب الفلسطيني.

وبين أن حماس دفعت بكل قوة ووعي واقتدار نحو إنجاح مسار المصالحة الذي بدأته مؤخرًا مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية، لافتا أن أنهم قدموا “كل ما يلزم من أجل إحداث الاختراق المطلوب لإنجاز المصالحة”.

واستدرك هنية “لكن للأسف الاستدارة السياسية التي قامت بها السلطة بالعودة للعلاقة مع الاحتلال والتعاون معه والحديث مجددًا عن أوسلو شكّل عائقًا كثيفًا أمام تحقيق الاختراق في المصالحة التي كنا نتطلع إليها”.

قضية الأسرى

وعلى صعيد ملف الأسرى، أكد هنية أن حماس وفصائل المقاومة تعمل بصمت وقوة ووعي من أجل تحريركم وكسر قيدكم، ولن تترككم في غياهب السجون.

وقال “حماس التي أنجزت صفقة وفاء الأحرار ومن خلال ما هو بين يديها وما يمكن أن تقوم به مع فصائل المقاومة ستنجز لأسرانا الحرية والتحرير والعودة إلى أهلهم وديارهم”.

وأكد على أن “رهاننا على مقاومتنا وأمتنا، مضيفًا “نحن رغم ما يحيط بواقعنا من ظروف صعبة وظلام دامس إلا أننا على يقين بأن الاحتلال زائل، وأن النصر حليفنا”.

وشدد رئيس المكتب السياسي لحماس على أن الشعب الفلسطيني سينال دولته المستقلة على كامل التراب الفلسطيني، وسنحرر مسرى رسولنا، وسنحرر أسرانا.

التطبيع مع الاحتلال

وحول التطبيع، دعا هنية كل النخب سواء في الدول التي طبعت أو غير المطبعة إلى أن تعلن موقفها بكل وضوح برفض التطبيع.

المقاومة

واعتبر هنية أن انطلاقة حماس بمثابة امتداد لمسيرة شعبنا الفلسطيني، وكفاحه الطويل، ومقاومته المتواصلة منذ ثورة الشهيد عز الدين القسام، قائلا “حماس وُلدت من رحم الشعب والقضية، وجاءت تتويجًا للمسار الخاص بالحركة الإسلامية على أرض فلسطين، حيث انتقلت من مرحلة الإعداد والبناء إلى جيل التحرير، إلى مرحلة المواجهة المفتوحة والمتواصلة”.

وقال إن الشعب هو الذي يمنح الشرعية للفصائل وديمومة بقائها ووجودها على رقعة العمل السياسي والميداني، وحماس أعادت الاعتبار لمشروع المقاومة، وقدمت إضافة نوعية وكمية مهمة، ولها بصمتها الخاصة في مسيرة مقاومة الشعب الفلسطيني.

ولفت هنية إلى أن حركته استطاعت أن تخوض المقاومة بكل أشكالها وأنواعها، ونجحت من خلالها في أن تبني قاعدة صلبة للمقاومة متمثلة اليوم في قطاع غزة.

علاقات الحركة الخارجية

وذكر هنية أن حماس استطاعت بناء شراكة حقيقية مع الأمة من خلال استراتيجية الانفتاح على جميع الدول وعلى كل مكونات الأمة، وإعادة الاعتبار للعمق العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية.

وأضاف “كما استطاعت حماس أن تمدّ شبكة علاقات مع الجميع من أبناء الأمة العربية والإسلامية، ومع أحرار العالم”.

وفي إشارة إلى أهمية الضفة الغربية المحتلة في المواجهة، قال هنية إن “الضفة في الماضي والحاضر والمستقبل تشكل الساحة الأهم في إدارة الصراع مع العدو، وفي مشروع الانتفاضة والمقاومة، ومَن يعتقد أن الضفة ساكنة أو هادئة أو مردوعة فهو واهم”.