من يجب أن يأخذ لقاح كورونا أولاً.. كبار السن أم العمال؟!

وكالات – مصدر الإخبارية

في وقت تستعد فيه دول كثيرة حول العالم، لبدء حملات التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد، يدور جدل حول من يستحق التطعيم أولا خاصة وأن الجرعات خلال هذه المرحلة الأولى من اللقاح لا يمكن أن تكفي للجميع.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن هناك نقاش يثار في الولايات المتحدة حول ما إذا كان كبار السن والمصابون بأمراض مزمنة أحق بأن يكونوا أول من يتناول اللقاح، أم يجب البدء بتطعيم العمال الذين يشتغلون في قطاعات حيوية ويعرضون أنفسهم لمخاطر عدوى مرتفعة.

وبحسب الصحيفة فمن المرجح أن من يعملون في قطاع الرعاية الصحية والاجتماعية سيكونون أول من يستفيد من التلقيح، وفق معايير تم تحديدها في دليل المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، يوم الخميس.

ويتواصل النقاش بين مسؤولين فيدراليين أميركيين حول الفئة التي ستستفيد من اللقاح في المرحلة الموالية، أي ما العمل بعد تطعيم موظفي الرعاية الصحية، ولم يجر حسم هذا النقاش، لأنه يثير الكثير من القضايا الأخلاقية، لاسيما أن الوباء استشرى بشكل أكبر وسط جماعات عرقية واجهت صعوبات أكثر في الوصول إلى لقاح.

وقالت الصحيفة:” ثمة من أشار أيضا إلى صعوبات بعض السكان في تعليم أبنائهم عن بعد، فهل ينبغي منح هؤلاء الأولوية، بينما يستطيع آخرون أن يتريثوا ويصبروا ريثما يستفيد الأشخاص الأكثر حاجة”.

بدورهما قال مؤسسا حملة مدافعة عن العمال الفقراء في الولايات المتحدة، وهما وليام وباربر، إن اتخاذ هذا القرار أمرٌ فظيع “لكن لا محيد عنه في نهاية المطاف، وأنه لا يمكن ترك العمال الفقراء آخر من يحصل على اللقاح المضاد لكورونا”.

أما المسؤول السابق في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، سكوت غوتليب، فيرى أن ترتيب هذه الأولويات يعتمد على الهدف الذي نريد تحقيقه، فإذا كنا حريصين، مثلا، على حماية الأرواح، فإن الأجدر بنا هو التركيز على كبار السن.

وفي حال كان الهدف هو خفض عدد الإصابات الجديدة المسجلة فهو البدء بتلقيح عمال القطاعات الأساسية “وتبعا لذلك، فإن الأمر يعتمد على الهدف الذي نصبو إليه”.

وتابعت الصحيفة أن مفهوم “العمال الأساسيين” لا يخلو بدوره من اللبس، فمن هم الموظفون أو العمال الذين يستحقون أن ندرجهم ضمن هذه الفئة التي تضم عشرات الملايين من الأشخاص.

ووفقاً لمعايير المراكز الأميركية، فإن العمال الأساسيين يشكلون ما يقارب 70 في المئة من القوة العاملة في الولايات المتحدة، لأن الأمر لا يتعلق فقط بعمال الإغاثة أو أصحاب المتاجر الغذائية، وإنما يشمل أيضا من يعملون في الطاقة النووية والسفن.

ونتيجة لذلك يقترح بعض الخبراء تقليص هذه فئة “العمال الأساسيين” حتى تقتصر فقط على من يعملون في مهن تستوجب منهم أن يتواصلوا بشكل مباشر مع الزبائن.

وفي وقت يستمر فيه هذا الجدل، يرتقب أن تقوم لجنة مستقلة من الخبراء الطبيين، بالتصويت على “المرحلة الثانية من التلقيح” ضد فيروس كورونا المستجد الذي أصاب ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة.