المصالحة الفلسطينية أجواء إيجابية ممزوجة بالتصريحات المتضاربة!

رام الله – مصدر الإخبارية

تسود في هذه الأيام الشارع الفلسطيني أجواء إيجابية، لم تٌعهد من قبل، جاءت على ضوء التفاهمات الأخيرة بين حركتي فتح وحماس، في مدينة اسطنبول التركية، والتي يتطلع الفلسطينيون لأن تطوي سنوات من الخلافات، بدأت في العديد من الاتفاقيات أولها في مكة المكرمة وتليها القاهرة مروراً بصنعاء والدوحة وأخرى مرت المصالحة الفلسطينية بمحطات جدية في شكلها وبياناتها وخطابات الوعد دون أن يتحول الحبر على الورق إلى أرض الواقع.

وبعد شهر ونصف من اللقاءات في اسطنبول ودمشق والدوحة، تتضارب التصريحات حول المصالحة الفلسطينية والتفاهمات، ويخرج عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عزام الأحمد، على قناة “الغد”،مساء أمس الإثنين، ليحمل “حماس” مسؤولية تعطيل المصالحة الفلسطينية، بعكس ما صرّح أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” جبريل الرجوب، وكذلك نائب رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” صالح العاروري الذي قال إنّ “الأمور تسير بالاتجاه الصحيح”.

وتأتي تصريحات الأحمد في وقت قال فيه جبريل الرجوب، في تصريح صحافي، إنّ “بناء الشراكة الوطنية خيار استراتيجي لا عودة عنه، وجميع فصائل العمل الوطني الفلسطيني توافقت عليه بقناعة وإيمان مطلق كمسار وخيار لحماية مشروعنا الوطني”.

ومن جانبه كشف أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب اليوم الثلاثاء، عن موقف جمهورية مصر العربية، من استضافة الحوارات الفلسطينية الفلسطينية.

وأكد الرجوب في في تصريحات عبر إذاعة (القدس)، على أن “القاهرة” وافقت على استضافة الحوارات الفلسطينية الفلسطينية، في الفترة القادمة، مضيفًا أن الحوارات الثنائية بين حركتي “فتح” و”حماس”، لن تكون على حساب فصائل العمل الوطني.

وأضاف الرجوب أنه لن يكون هناك حوار ثنائي على حساب فصائل العمل الوطني، مبينًا أن بناء الشراكة الوطنية “خيار استراتيجي لا عودة عنه، وجميع فصائل العمل الوطني الفلسطيني توافقت عليه بقناعة وإيمان مطلق كمسار وخيار لحماية مشروعنا الوطني”.

وأشار إلى أن الأمین العام لحركة الجھاد الإسلامي زیاد النخالة یشجع التفاھمات التي یتم تحقیقھا من خلال الحوارت الفلسطينية ، مؤكدا بأنھم لن یكونوا عائقًا أمام وحدة الموقف الوطني.

وتابع: أن هناك ثلاثة عناصر ثابتة في سياسة التفاهمات، الأول وجود إرادة بالمعنى التنظيمي الفتحاوي والحمساوي للوحدة وإنهاء الانقسام، والثاني حالة الإجماع غير المسبوقة التي اعتبرها حاضنة، ثم حالة الوفاق وطني وتجلياته بلقاءاته مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وما تلاه من مؤتمر الأمناء العامين.

واعتبر أننا أمام استحقاق فلسطيني – فلسطيني، يحتاج أن نصل لمراسيم الانتخابات، مشيراً إلى أن هناك إرادة للانتصار على العقبات، ولافتاً في السباق إلى أن هذا الاستحقاق سيشكل اختراقاً.

وأوضح اللواء الرجوب، أنه بعد إصدار مراسيم الانتخابات، سيتم مناقشة ثلاثة مسارات: آلية حل المشاكل في بعدها الوطني على قاعدة المساواة، ونبدأ حواراً بصياغة مستقبلنا من خلال عملية ديمقراطية.

كما أوضح، أنه سيكون نقاشات معمقة مع حركة حماس لصياغة المستقبل، مضيفاً أن “خطواتنا وطنية موزونة ومحكومة لظروفنا إمكانياتنا، مع مراعاة العامل الإقليمي والدولي، في ظل حالة الانهيار والانكسار”.

تصريحات الأحمد تظهر تضاربًا حول المصالحة الفلسطينية

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عزام الأحمد، قال أمس الإثنين، إن حركة “حماس” تتحمل المسؤولية في تعطيل المصالحة.

وأكد الأحمد ، خلال حديثه لقناة “الغد” أنها لم ترسل حتى الآن ردها بشأن المصالحة وإجراء الانتخابات، مضيفًا: “للأسف الأمور لم تسر كما كانت البداية”.

وأوضح أن المفروض بعد اللقاء الذي جرى في تركيا، أن ترسل “حماس” موافقتها على إجراء الانتخابات كما تم التفاهم على ذلك.

وأشار إلى أن جميع الفصائل في بداية هذا العام أرسلت رسائل خطية للرئيس محمود عباس عبر رئيس الانتخابات حنا ناصر.

وعبر عن خوفه من أن يتبدل هذا الأمل بسبب عدم إرسال رد من “حماس” حتى الآن، رغم مرور أكثر من ثلاث أسابيع على لقاء إسطنبول.. “هم رحبو ببيان فتح ولماذا رحبتم فإذا رحبتم فوافقوا وأرسلوا ردكم”.

وتابع: “حماس بدأت تتحدث عن تهيئة الأجواء، وموسى أبو مرزوق أتصل بي وقال لي تهيئة الأجواء وعَدد مجموعة من المطالب قلت له لم نسمع ذلك، في اليوم التالي من اتصال موسى أبو مرزوق، تفاجأت بنفس الكلام على لسان صالح العاروري”.

ولفت إلى أن تلك المطالب كانت معظمها رواتب والتشريعي، مطالبًا حركة “حماس” بالإعلان عن أننا تفاهمنا مع حركة “فتح”.

حماس تستغرب من تصريحات “فتوح”

وفي ذات السياق، كشف المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع أنّ “حواراتنا واتصالاتنا مع حركة “فتح” مستمرة ولم تنقطع وسط أجواء من الإيجابية لتحقيق الشراكة الوطنية التي ينتظرها شعبنا الفلسطيني وتواصلنا مع الفصائل في اطار الحوار الوطني الشامل مستمر”

وأشار في تصريح اذاعي أمس الإثنين أنّه “ننتظر انعقاد مؤتمر الأمناء العامين للفصائل لوضع الحوارات على الطاولة والاتفاق على ما تم التفاهم عليه في حوارات إسطنبول مع حركة فتح، لا بديل عن تحقيق المصالحة والشراكة الفلسطينية والمرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية مرحلة فارقة وخطيرة وتتطلب تحقيق وحدة فلسطينية مع الكل الوطني”.

وأفاد القانوع بأنّ حركة حماس مصرة على إنجاح مسار الشراكة الوطنية وتحقيق المصالحة لما له من أهمية كبيرة ويشكل قاعدة صلبة حقيقية لمواجهة التحديات الراهنة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.

واستغرب تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح روحي فتوح في ظل الأجواء الإيجابية السائدة للحوارات والتي وجاء فيها “بأن فتح وافقت بالإجماع على التفاهمات التي جرى التوافق عليها في اسطنبول، وما زلنا ننتظر موافقة المكتب السياسي لحماس”.

ومن جانبه أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) صالح العاروري استمرار الحوار الإيجابي والبناء مع حركة فتح والفصائل كافة.

وقال العاروري في تصريح مقتضب وصل مصدر الإخبارية نسخة عنه أمس الاثنين، “نؤكد استمرار الحوار الإيجابي والبناء مع حركة فتح، والفصائل كافة، للوصول إلى اتفاق وطني على خريطة وطنية تحقق الشراكة الوطنية المنشودة، وتزيد من قدرة شعبنا على مواجهة التحديات والمؤامرات”.

وفي وقت سابق، قال الرئيس محمود عباس، في كلمة مسجلة أمام الدورة 75 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: “رغم كل المعيقات نستعد لانتخابات تشريعية ورئاسية بمشاركة الجميع”، في إشارة إلى الفصائل والقوى الفلسطينية.

وفي 3 أيلول/سبتمبر الجاري، عقد الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية، اجتماعا بين رام الله وبيروت، توافقوا خلاله على “ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة، وفق التمثيل النسبي الكامل”.

ويعد التّوافق على إجراء انتخابات بقائمة مشتركة أمرا غير معهود، بسبب اختلاف الرؤى والأيديولوجيات السياسية لحركتي “فتح” و”حماس” المنقسمتين منذ 2007.

ومنذ حزيران/يونيو 2007، تشهد الساحة الفلسطينية انقساما، عقب سيطرة “حماس” على قطاع غزة، وانفراد “فتح” بإدارة الضفة الغربية، ولم تفلح العديد من الوساطات والاتفاقيات في استعادة الوحدة الداخلية.

وأجريت الانتخابات التشريعية الفلسطينية آخر مرة عام 2006، وفازت فيها “حماس” بالأغلبية، في حين أجريت آخر انتخابات رئاسية عام 2005، وفاز بها محمود عباس.