قيادي بحماس: تجربتنا مع الوسيط الأمريكي “مريرة” لتواطئه لصالح إسرائيل

-تصريحات للقيادي غازي حمد لقناة الجزيرة القطرية في أول ظهور علني لقيادي بالحركة منذ الهجوم الإسرائيلي على الدوحة في 9 سبتمبر

الدوحة – مصدر الإخبارية

اتهم القيادي في حركة “حماس” غازي حمد، الأربعاء، الإدارة الأمريكية بالتواطؤ مع إسرائيل فيما يتعلق بمقترحات التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة ووساطتها في ذلك الإطار، واصفا تجربتهم معها بـ”المريرة”.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها حمد خلال لقاء مع قناة الجزيرة القطرية، في أول ظهور علني لقيادي بالحركة منذ الهجوم الإسرائيلي على الدوحة في 9 سبتمبر/ أيلول الجاري.

وقال حمد، في تصريحاته التي نقلتها المنصات الرسمية للحركة: “تجربتنا مع الإدارة الأمريكية كوسطاء مريرة، نحن قطعنا شوطا طويلا في التعاطي مع المقترحات الأمريكية، خاصة مع المبعوث الأمريكي (ستيف) ويتكوف”.

وتابع: “الإدارة الأمريكي ارتكبت خطأين كبيرين، الأول أنه لم يكن لديهم مصداقية، ففي كل مرة يتم التواصل معهم بشكل أو بآخر، كانوا يقدمون مقترحا ثم يتراجعون عنه، وهم متواطئون بشكل كامل مع الجانب الإسرائيلي وفي تبني مواقفه وسياساته تجاه العدوان على قطاع غزة”.

وأوضح أن الخطأ الثاني تمثل بإعطاء واشنطن الضوء الأخضر لإسرائيل من أجل قتل الوفد المفاوض الفلسطيني داخل دولة قطر، في إشارة للهجوم الأخير على الدوحة.

وأضاف بهذا الصدد: “الإخوة في قطر الذين يقومون بدور وساطة عظيم ومقدر، استلموا المقترح الأمريكي في الليل، وبعد ساعات (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب قال للإسرائيليين اذهبوا واقتلوا الوفد المفاوض داخل دولة صديقة وحليفة للولايات المتحدة. أنا لا أدري كيف يسير الأمر؟ وهذا يفقد الطرف الأمريكي مصداقيته وقدرته على أن يكون وسيطا”.

وأكد أن الجانب الأمريكي “لم يلعب أي دور إيجابي في المفاوضات”، مشددا على أن ترامب “يتبنى الموقف الإسرائيلي ويدعم الإبادة الجماعية”.

ووصف أي حديث عن رغبة ترامب في وقف الإبادة الإسرائيلية بغزة بـ”الكلام المٌضلل”.

وعن الهجوم على الدوحة، قال حمد إنهم خلال دراستهم للمقترح الأمريكي الذي استلموه من قطر شن الجيش الإسرائيلي هجوما “مروعا وقصفا شديدا، حيث سقطت الصواريخ بشكل متتال ودون توقف. نحو 12 صاروخا في أقل من دقيقة”.

وأضاف: “استهداف الدوحة كانت رسالة واضحة للجميع بأن القاهرة وأبو ظبي والرياض وعمان وبغداد كلها مستهدفة وكل مكان مستهدف أمام هذا الانفلات الجنوني والتعطش للدماء، ومسألة التغول والإحساس بالغطرسة والجبروت، وأن الاحتلال قادر على قصف كل عاصمة عربية”.

وفي 9 سبتمبر/أيلول الجاري، شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على قيادة حركة “حماس” بالدوحة، وهو ما أدانته قطر وأكدت احتفاظها بحق الرد على العدوان الذي قتل عنصرا من قوى الأمن الداخلي القطري.

فيما أعلنت “حماس” نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، واستشهاد مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين.

وعن تصعيد الجيش الإسرائيلي للإبادة في قطاع غزة، قال حمد: “هناك مخطط إسرائيلي واضح للقضاء على كل معالم الحياة في القطاع، ولم يعد أحد يحتاج إلى تحليل لمعرفة ما هي الأهداف الإسرائيلية، هي أهداف دموية وحشية وليس لها حدود، تقتل وتدمر وتستغل كل فرصة من أجل ارتكاب المجازر”.

وفي وقت سابق الأربعاء، تم رصد ظهور آليات إسرائيلية جديدة في أحياء شمال غربي مدينة غزة بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي بدء عملية برية واسعة بالمدينة، ضمن عملية “عربات جدعون 2”.

وكانت القوات الإسرائيلية خلال عملية “عربات جدعون 1” التي انطلقت من 16 مايو/ أيار حتى 6 أغسطس/ آب الماضيين تتمركز داخل محافظة شمال قطاع غزة وفي الأطراف الشمالية للمدينة، إضافة للأحياء الشرقية (الشجاعية والتفاح والزيتون).

ومع تكثيف العمليات الإسرائيلية في أحياء غزة الشرقية، أُجبر الفلسطينيون تحت وطأة النيران على النزوح والتكدس في الأحياء الغربية للمدينة التي شهدت في فترات لاحقة عمليات قصف واسعة ومكثفة لتهجيرهم قسريا نحو جنوبي القطاع.

وخلال الساعات الماضية، تقدمت الآليات الإسرائيلية نحو المناطق الشمالية الغربية وصولا إلى منطقة “الصاروخ” في نهاية شارع الجلاء (شمال) ومنطقتي المخابرات والكرامة (شمال غرب)، وسط تخوفات الفلسطينيين من الوصول إلى المناطق المكتظة.

والسبت الماضي، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن إسرائيل دمرت بشكل كامل أو بليغ أكثر من 3600 بناية وبرج في مدينة غزة منذ بدء عدوانها الأخير على المدينة في 11 أغسطس الماضي ضمن مخطط احتلالها بالكامل.

وأقرت الحكومة الإسرائيلية في 8 أغسطس الماضي، خطة طرحها رئيسها بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل، بدءا بمدينة غزة.

ومنذ أسابيع، يكثف الجيش الإسرائيلي تفجير الأبراج السكنية والعمارات بالمدينة، في سياسة تهدف لإجبار الفلسطينيين على النزوح إلى مناطق جنوب القطاع.