البطريرك ثيوفيلوس الثالث في كازاخستان: الحوار والتعاون بين الأديان طريق مقدس إلى السلام

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

شارك غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، اليوم في أعمال المؤتمر العالمي الثامن لقادة الأديان المنعقد في كازاخستان، وذلك بدعوة كريمة من فخامة رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، حيث ألقى غبطته خطابًا تناول فيه الرسالة المقدسة للحوار بين الأديان ونعمة التعاون في خدمة الله.

وفي كلمته، بصفته رأس أم الكنائس، أكد غبطته أن الحوار بين الأديان يستند إلى الاعتراف بإنسانيتنا المشتركة، مستشهدًا بقول الانجيل: «لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ» (تكوين ٣: ١٩)، ومشيرًا إلى أن جميع البشر أبناء أبٍ سماوي واحد. وبيّن أن الحوار الحقيقي لا يسعى إلى طمس الاختلافات، بل إلى اكتشاف بذور المصالحة الكامنة فيها والقيم المشتركة التي تعكس الكلمة الأزليّة: «فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ» (يوحنا ١:١).

كما لفت غبطته الانتباه إلى المعاناة المروّعة في غزة، واصفًا إياها بشهادة مأساوية على غياب الحوار، وداعيًا إلى التزام متجدد بالسلام والمصالحة في الأرض المقدسة.
وعن مبدأ التعاون، ذكّر غبطته بتعليم القديس بولس: «وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ» (رومية ٨: ٢٨). وأوضح أن هذا التعاون هو ثمرة الشراكة التي تحفظ خصوصية المجتمعات البشرية، وتفتح في الوقت نفسه آفاقًا لمستقبل يقوم على الرجاء والعدالة والسلام.

واختتم بطريرك القدس كلمته بدعوة قادة الأديان إلى السير بثبات في هذا الطريق، مؤكدًا أنه السبيل الوحيد لتجاوز الكراهية والحروب، وتجسيد نداء الإنجيل بأن نصبح «عَامِلِينَ مَعَ الْحَقِّ» (يوحنا الثالثة ٨).