مرصد حقوقي يوثق قتل إسرائيل فلسطينيين على طريق نزوح قسري بغزة
المرصد الأورومتوسطي قال إن طائرات إسرائيلية استهدفت مركبة بمدينة غزة فقلت 5 مدنيين هم زوجان وأبناؤهما الثلاثة..

وثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الثلاثاء، قتل الجيش الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين على طرق النزوح القسري في قطاع غزة.
وترتكب إسرائيل هذه الجرائم ضمن حرب إبادة جماعية تشنها، بدعم أمريكي، على المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة منذ نحو عامين.
وقال المرصد (مقره جنيف) في بيان إن “جيش الاحتلال الإسرائيلي يُهجّر المدنيين الفلسطينيين قسرا من منازلهم وأماكن لجوئهم، ثم يعمد إلى استهدافهم بشكل مباشر أثناء النزوح”.
وأضاف أن هذه “ممارسة تكشف نمطا وحشيا وقرارا سياسيا يقوم على تنفيذ إبادة جماعية ضد الفلسطينيين”.
وأوضح أن ذلك يتم “عبر الجمع بين القتل واسع النطاق والتهجير القسري وفرض ظروف معيشية لا يمكن البقاء فيها”.
المرصد قال إن “فريقه الميداني وثّق استهداف الطائرات الإسرائيلية لأسرة فلسطينية مدنية كانت تستقل مركبة خاصة في طريقها للنزوح نحو الجنوب، بناءً على أوامر التهجير القسري الإسرائيلية”.
وزاد بأن الأسرة “تعرّضت للقصف المتتابع ثلاث مرات متعمدة” مساء الثلاثاء.
وأفاد بأن “الاستهداف الإسرائيلي للمركبة وقع (…) لدى اقترابها من مفترق أنصار في مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين، وهم زوجان من عائلة الصوالحي وأبناؤهما الثلاثة”.
أكبر عملية تضليل
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي يمارس أكبر عملية تضليل أمام العالم”.
وبيَّن أنه “في الوقت الذي يدّعي فيه أنّه يطالب سكان غزة بالنزوح ويوفّر لهم “مسارات آمنة”، يواصل شنّ غارات مروّعة على هذه المسارات وفي مناطق اللجوء، ما يحوّلها إلى مصائد موت”.
وشدد على أن هذا الوضع “يكشف أن الهدف الحقيقي ليس حماية المدنيين، بل استدراجهم واستهدافهم بصورة متعمّدة وقتلهم أينما وُجدوا”.
وأفاد بأن “قوات الاحتلال الإسرائيلية حوّلت مدينة غزة إلى ساحة قتل ودمار، فهي لا تتوقف عن شنّ غارات جوية متواصلة، وتفجير عربات مجنزرة محمّلة بأطنان من المتفجرات”.
“إلى جانب قصف عشوائي عنيف يستهدف جميع أحياء المدينة، بما في ذلك المناطق التي يتنقل فيها آلاف المواطنين الذين فقدوا منازلهم”، وفقا للبيان.
وأقرت الحكومة الإسرائيلية، في 8 أغسطس/ آب الماضي، خطة طرحها نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، بدءا بمدينة غزة.
سياسة الأرض المحروقة
المرصد الحقوقي لفت إلى أنه “منذ أكثر من 45 يوما، تنفّذ قوات الجيش الإسرائيلي عدوانا عسكريا واسع النطاق” على مدينة غزة”.
وأردف: “ولذلك، فإن إعلان جيش الاحتلال عن بدء العملية العسكرية اليوم ليس سوى تضليل، إذ ينفّذ عمليا منذ أسابيع عملية محو ممنهجة لمدينة غزة تقوم على سياسة الأرض المحروقة”.
والثلاثاء 16 سبتمبر/ أيلول الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “شرع باجتياح مدينة غزة بريا”، لكن شواهد ميدانية ومصادر محلية تؤكد عدم حدوث أي توغل بري.
ووفقا للشواهد والمصادر، يكثف الجيش القصف المدفعي والجوي والنسف عبر روبوتات مفخخة، لإرهاب الفلسطينيين وإجبارهم على النزوح ضمن حرب إبادة وتهجير.
وأوضح المرصد أن “الهدف من هذه السياسة (الأرض المحروقة) هو إجبار مئات آلاف السكان والنازحين في مدينة غزة على الإخلاء بالقوة والترهيب”.
وأضاف أن هذا يحدث “من خلال ارتكاب مجازر بحق المدنيين على نطاق واسع، والتوسّع في تدمير ما تبقّى من المباني السكنية، وتعطيل جهود الاستجابة الإنسانية بالكامل”.
وشدد على أن هذا الوضع “يفضي إلى حرمان السكان من مقوّمات البقاء الأساسية، ويحوّل رفضهم للتهجير القسري إلى شكل من أشكال الإعدام الجماعي المتعمّد”.
ودعا المرصد الأمم المتحدة إلى “أن تعقد دورة استثنائية طارئة، وتتخذ توصيات جماعية مناسبة، بما في ذلك إنشاء قوة لحفظ السلام، أو اتخاذ تدابير جماعية لصون السلم والأمن الدوليين”.
وأوضح أن الهدف من هذه القوة هو “وقف الجرائم المرتكبة ضد المدنيين، وضمان وصول وتوزيع المساعدات الإنسانية بلا عوائق، وحماية المرافق الصحية والإغاثية، وإنهاء الحصار وإعادة الإعمار”.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وتسمح إسرائيل أحيانا بدخول مساعدات قليلة جدا لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظمها للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
كما حث المرصد المجتمع الدولي على “ضمان محاسبة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية والوطنية المختصة، وفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل”.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية بغزة 64 ألفا و964 شهيدا و165 ألفا و312 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 428 فلسطينيا بينهم 146 طفلا.