إسرائيل تقدّر إتمام احتلال غزة قبل نهاية العام وعائلات الأسرى تحذر

الكابينيت الإسرائيلي رسم جدولًا زمنيًا يمتد حتى نهاية 2025 للسيطرة على غزة وتحييد أنفاقها، وسط تقديرات ببدء اجتياح بري قريب. في المقابل، عائلات الأسرى تتهم نتنياهو بالتضحية بذويها واتهمت وزراء الليكود بالتهرب من الاجتماع بها.

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

تشير التقديرات داخل الكابينيت الإسرائيلي بشأن الجدول الزمني للعمليات العسكرية في إطار التصعيد الهادف إلى احتلال مدينة غزة، إلى أن الهجوم سيُستكمل حتى نهاية العام الجاري، أي خلال ما يزيد عن ثلاثة أشهر، فيما حذّرت عائلات الأسرى الإسرائيليين من تداعيات التصعيد وحملت رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، المسؤولية عن حياة ذويها.

ويشمل ذلك، وفق ما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية مساء الإثنين، “السيطرة على مدينة غزة وتطهير بنيتها التحتية، بما في ذلك الأنفاق”. وأوضحت القناة أن هذا التقدير يتماشى مع ما طرحه المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، بشأن إمكانية إنهاء الحرب مع نهاية العام.

وبحسب التقرير، فإن التصعيد لن يقتصر على مدينة غزة، بل يشمل أيضًا مخيمات وسط القطاع، التي قالت إن جيش الاحتلال “لم يُطهّرها بعد”. وأشارت إلى إمكانية احتلالها، أو تطويقها، أو محاولة فرض سلطة بديلة على نحو 95% من مساحة القطاع.

ونقلت القناة عن مصدر أمني أن عدد سكان غزة الذين أُجبروا على النزوح جنوبًا نحو المناطق التي يصفها الاحتلال بـ”الإنسانية” بلغ نحو 320 ألفًا، فيما لا يزال مئات الآلاف داخل المدينة. ومع ذلك، وتقدر الأجهزة الأمنية أن هذا العدد “يسمح ببدء” الاجتياح البري.

وتقدّر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنه مع بدء التوغّل البري داخل مدينة غزة وتوسيع الهجمات على المدينة، سيرتفع عدد النازحين إلى الجنوب بشكل كبير، لكن مع ذلك سيبقى في شمال القطاع مئات الآلاف من المدنيين.

وذكرت القناة أن رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، عقد الإثنين، نقاشه الأخير قبيل انطلاق العملية المرتقبة للسيطرة على غزة، فيما أكدت مصادر أن حركة حماس شددت تعليماتها للمقاتلين الذين يحتجزون أسرى، حيث جرى نقل بعضهم من الأنفاق إلى فوق الأرض.

ورجّحت الأجهزة الأمنية أنه بمجرد دخول القوات إلى غزة، ستسعى حماس إلى تسريع المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى. وأبلغت أطراف أميركية إسرائيل في الساعات الماضية بأن على إسرائيل إنهاء القتال سريعًا، لكنها شددت على أن إنهاءها يمرّ عبر السيطرة على غزة.

وفي هذا السياق، أصدرت عائلات الأسرى بيانًا عبّرت فيه عن قلقها الشديد من العملية العسكرية الواسعة التي بدأت مساء الإثنين في غزة، محذّرة من أنّ حياة ذويها في خطر داهم، مشيرة إلى تقارير عن نقل أسرى إلى داخل مدينة غزة في محاولة لردع إسرائيل عن اجتياح المدينة.

وجاء في البيان أن “الليلة الـ710 في غزة قد تكون الليلة الأخيرة في حياة الأسرى الذين ينجون بصعوبة، والليلة الأخيرة التي يمكن خلالها العثور على جثامين الشهداء وإعادتهم لدفن لائق”.

وأكدت العائلات أن “عددًا كبيرًا من الأسرى الأحياء موجودون في مدينة غزة” وأن “رئيس الحكومة يختار بوعي التضحية بهم على مذبح اعتبارات سياسية، متجاهلًا تمامًا موقف رئيس الأركان والجهات الأمنية”.

وأشار البيان إلى أن رئيس الحكومة ووزير الأمن والوزير رون ديرمر ورئيس الأركان “تجاهلوا طلبات لقاء من عائلات الأسرى التي طالبت بإجابات حول العملية التي تعرّض حياة أبنائها للخطر”.

وأضاف: “وزير الخارجية الأميركي وجد خلال الأسبوع الماضي ثلاث مرات الوقت للقاء العائلات، بينما وزراء الليكود وجدوا الوقت لرفع الأنخاب بدلًا من الاجتماع مع العائلات”.

وشدد البيان على أن “رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يتحمّل مسؤولية شخصية عن مصير الأسرى”. وختمت العائلات بيانها بالقول: “شعب إسرائيل لن يسامح على التضحية بالأسرى والجنود. الكتابة على الجدار”.

وعلى صلة، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في منشور عبر منصته “تروث سوشيال”، مساء الإثنين، إنه اطّلع للتو على تقارير تفيد بأن حركة حماس “نقلت الأسرى إلى فوق الأرض لاستخدامهم كدروع بشرية في مواجهة الهجوم البري الإسرائيلي على غزة”.

وأضاف ترامب: “آمل أن يعرف قادة حماس ما الذي يُدخلون أنفسهم فيه إذا قاموا بمثل هذا الأمر. هذه فظاعة إنسانية لم يشهد العالم مثلها إلا نادرًا”. وتابع: “لا تدعوا ذلك يحدث – وإلا فإن جميع الـ’رهانات’ ملغاة. أطلقوا سراح جميع الأسرى الآن!”

وسارع نتنياهو إلى “شكر” الرئيس الأميركي على ما وصفه بـ”دعمه غير المشروط لمعركة إسرائيل ضد حركة حماس، وعلى مساعيه من أجل تحرير جميع الأسرى”.