مجزرة الأبراج: الاحتلال ينسف برج النور وتشرد مئات الفلسطينيين
خيام النازحين الملاصقة للبرج السكني لحقتها أضرار بسبب القصف العنيف

دمر الجيش الإسرائيلي، السبت، برج “النور” السكني في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، ما أسفر عن تشريد مئات الفلسطينيين الموجودين داخله وفي خيام ملاصقة له.
وأفاد مراسل الأناضول نقلا عن شهود عيان، أن مقاتلات إسرائيلية شنت غارة عنيفة على البرج السكني ما أسفر عن تدميره بشكل كامل.
وقال إن هذا البرج كان ملاصقا لعشرات الخيام التي تؤوي نازحين ما أسفر عن تضرر كثير منها وتحويلها إلى قطع قماشية غير صالحة لإعادة الاستخدام.
وأشار شهود عيان للأناضول، إلى أن الجيش الإسرائيلي أنذر سكان البرج والمنطقة المحيطة بالإخلاء قبل قصفه بنحو 5 دقائق، ما أثار حالة من الذعر والخوف بين المدنيين الذين لم يسعفهم الوقت لاصطحاب مستلزماتهم الأساسية من أماكن إيوائهم.
وفي وقت سابق السبت، أنذر الجيش الإسرائيلي في بيان، 4 أحياء سكنية وبرج النور والخيام القريبة منه في حي تل الهوى بالإخلاء الفوري.
وأرفق الجيش هذا البيان بخريطة حدد فيها الأحياء السكنية الأربعة وبرج النور باللون الأحمر، زاعما وجود “بنى تحتية تتبع لحماس داخله أو جواره”.
وطالب الفلسطينيين بالتوجه إلى منطقة المواصي جنوبي القطاع والتي يزعم أنها “إنسانية وآمنة”، لكنه استهدفها على مدى أشهر الإبادة أكثر من 100 مرة ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين.
وتضم هذه المنطقة التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة نحو 800 ألف فلسطيني يعيشون ظروفا إنسانية قاهرة.
ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 11 أغسطس/ آب الماضي، قصفه المركز على مدينة غزة حيث دمر منذ ذلك الوقت 1600 برج وعمارة سكنية بشكل كامل، ونحو ألفي برج وعمارة سكنية بشكل بليغ، إضافة لتدمير 13 ألف خيمة، ما تسبب بتشريد ما يزيد عن 100 ألف نسمة كانت تقطن في تلك المساكن والخيام، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي.
وفي 8 أغسطس الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيسها بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.
فيما بدأ الجيش الإسرائيلي في 11 أغسطس الماضي، الهجوم على المدينة بدءا بحي الزيتون (جنوب شرق)، حيث تخلل الهجوم نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.
وعلى مدى الأسابيع اللاحقة، انتقل الجيش في عملياته الجوية الموسعة وسياسة تدمير الأحياء السكنية إلى حي الصبرة جنوبا، ومن ثم أحياء شمالي المدينة ولاحقا غربها.
وشهدت المناطق التي تعرضت لهجمات إسرائيلية موسعة حركة نزوح داخلية، حيث انتقل عشرات آلاف الفلسطينيين من شرقي مدينة غزة وشمالها إلى غربها ووسطها.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت هذه الإبادة 64 ألفا و803 شهيد، و164 ألفا و264 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 420 فلسطينيا بينهم 145 طفلا، حتى السبت.