زامير عن الهجوم الأخير على سورية: “أحبطنا قدرات تهدد حرية عملنا”

زامير يعلن لأول مرة تبنّي الجيش الإسرائيلي للهجوم في حمص واللاذقية بسورية، معتبرًا أنه استهدف "قدرات تهدد حرية عمل" جيش الاحتلال في سورية. الهجوم كان قد استهدف مواقع عسكرية في اللاذقية وحمص.

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، مساء الأربعاء، أن الجيش “أحبط قدرات تهدد حرية عمله” في سورية، في إشارة مباشرة إلى الهجوم الذي نُفذ قبل يومين في حمص واللاذقية واستهدف مواقع عسكرية، في ما يبدو تلميحًا إلى ضرب قدرات دفاع جوي سورية.

ويُعد هذا أول تبنٍ علني من الجانب الإسرائيلي للهجوم الأخير على سورية. وجاء تصريح زامير خلال كلمة ألقاها في حفل تخريج الفوج 151 من ضباط سلاح البحرية، رغم أن النص المكتوب الذي وزعه الناطق العسكري مسبقًا على وسائل الإعلام لم يتضمن أي إشارة لسورية.

ويشير ذلك إلى أن قرار الإعلان عن المسؤولية تم اتخاذه في اللحظة الأخيرة، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، كما لم يتطرق زامير بشكل مباشر في خطابه إلى الهجوم الإسرائيلي على قطر، ولم يذكر أي تفاصيل حول نتائج محاولة اغتيال قيادات حركة حماس في الدوحة..

وفي خطابه أمام الخريجين، قال زامير إن “الأيام الأخيرة شهدت هجمات في عدة جبهات بالتوازي”، مؤكدًا أن “ذراع الجيش الإسرائيلي الطويلة ستصل إلى كل ساحة وتقطع أيدي جميع أعدائنا في الشرق الأوسط”. وأشاد بالقدرات المتطورة لسلاح البحرية والإنجازات التي حققها في اعتراض الصواريخ الإيرانية وتوسيع عملياته.

وأشار إلى أن المؤسسة العسكرية تواصل التحقيق واستخلاص الدروس منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، معتبرًا أن الجيش “فشل يومها كجيش كامل”، لكنه يخوض منذ ذلك الحين “حربًا معقدة ومطولة”. وشدد على أن الضربات القوية ضد حركة حماس “تعيد رسم الواقع الأمني وتضعف سلطة الحركة”.

وتوقف عند الخسائر البشرية في صفوف الجيش، مذكّرًا بمقتل أربعة جنود قبل أيام وستة مستوطنين في عملية إطلاق النار الأخيرة في القدس، وقال مخاطبا جنوده إن “تعقيدات القتال والتحديات الصعبة التي تقفون أمامها ستتطلب منكم ترجمة المعرفة والأدوات والمهارات التي اكتسبتموها إلى ممارسة عملية. عليكم أن تواجهوا التحديات”.

وعند منتصف ليل الإثنين الثلاثاء، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية مكثّفة على سورية استهدفت عدة مواقع عسكرية في ريفي حمص واللاذقية، باستخدام صواريخ شديدة الانفجار. وقالت مصادر ميدانية إن غارتين استهدفتا كلية الدفاع الجوي جنوب شرقي مدينة حمص.

وفي السياق ذاته، أفادت مصادر أخرى بأن سلاح الجو الإسرائيلي شنّ غارتين أخريين على موقع للجيش السوري في منطقة سقوبين بريف محافظة اللاذقية، شمال غربي البلاد. وأشارت المصادر إلى اندلاع حرائق داخل الموقع العسكري المستهدف، يُرجَّح أنها ناجمة عن احتراق مستودعات ذخيرة نتيجة القصف.

من جانبها، أعربت وزارة الخارجية السورية عن “إدانتها الشديدة للعدوان الجوي، في انتهاك فاضح للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة”، وأكدت في بيان أن “هذه الاعتداءات تمثل خرقًا صارخًا لسيادة الجمهورية العربية السورية، وتهديدًا مباشراً لأمنها واستقرارها الإقليمي، وتندرج ضمن سلسلة التصعيدات العدوانية التي تنتهجها إسرائيل ضد الأراضي السورية”.

وأعربت الوزارة عن رفض سورية “بشكل قاطع أي محاولات للنيل من سيادتها أو المساس بأمنها الوطني”، داعية المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واتخاذ موقف واضح وحازم يضع حدا لهذه الاعتداءات المتكررة، ويضمن احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها.

وتأتي هذه الهجمات في إطار سلسلة عمليات عدوانية إسرائيلية متواصلة منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وخلال الأشهر الماضية، نفذ شن الجيش الإسرائيلي مئات الغارات التي استهدفت البنية العسكرية السورية بشكل شبه كامل، ما أدى إلى تدمير معظم المطارات العسكرية.