عباس يشيد بموقف السعودية “الثابت” تجاه القضية الفلسطينية
تعقيبا على الخطاب الملكي الذي ألقاه ولي العهد السعودي أمام مجلس الشورى، وفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية

أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، بالمواقف السعودية “الأصيلة والثابتة” تجاه قضية فلسطين، وإدانتها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورفضها للتهجير.
جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” تعقيبا على الخطاب الملكي الذي ألقاه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أمام مجلس الشورى، والذي قال فيه إن حقوق الشعب الفلسطيني “راسخة لا يمكن أن تنتزعها اعتداءات أو تهديدات”.
وشكر عباس ولي العهد السعودي على ما ورد في الخطاب الملكي السنوي الذي ألقاه بافتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة التاسعة لمجلس الشورى.
وفي وقت سابق الأربعاء، أدان ولي العهد السعودي، خلال الخطاب الملكي، “استمرار الاعتداءات الغاشمة على الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة والإمعان في ارتكاب جرائم التجويع والتهجير القسري”.
وشدد ولي العهد على أن “أرض غزة فلسطينية، وحق أهلها ثابت لا ينتزعه عدوان ولا تلغيه تهديدات، وموقفنا ثابت هو حماية الحق والعمل الجاد لمنع انتهاكاته”.
وعن ذلك قال عباس إن تأكيد ولي عهد السعودية أن “أرض غزة فلسطينية، وأن حقوق الشعب الفلسطيني راسخة لا يمكن أن تنتزعها اعتداءات أو تهديدات، يعكس الموقف التاريخي الأصيل للمملكة قيادة وشعبا”.
وأشاد “بالجهود المكثفة التي تبذلها السعودية، من خلال العمل بالتنسيق الوثيق مع دولة فلسطين وعدد من الدول الشقيقة والصديقة على تشكيل التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، وقيادتها لجنة الاتصال العربية الإسلامية التي جابت العالم لحشد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وتعزيز التوافق الدولي لتنفيذ حل الدولتين”.
وثمن “ما تحقق مؤخرًا من إنجازات سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة في هذا المجال، وإعلان عدد كبير من دول العالم الاعتراف بدولة فلسطين قبل وخلال المؤتمر الدولي الذي سينعقد على مستوى القمة في نيويورك في 22 أيلول/ سبتمبر الجاري”.
وبين 28 و30 يوليو/ تموز الماضي، عقد في نيويورك “مؤتمر حل الدولتين” برئاسة السعودية وفرنسا، وبمشاركة رفيعة المستوى وحضور فلسطين وغياب أمريكي، لدعم مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
وصدر عن المؤتمر “إعلان نيويورك” بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، ودعا إلى الاعتراف بدولة فلسطين، ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة، بدلا من الوضع القائم منذ عام 2012، وهو “دولة مراقب غير عضو”.
وإثر ذلك، أعلنت عدة دول بينها بريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا وبلجيكا، اعتزامها الاعتراف بفلسطين، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الجاري.
ومن أصل 193 دولة عضوا بالمنظمة الدولية، يعترف 149 بلدا على الأقل بالدولة الفلسطينية التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى عام 1988.
كما ثمّن عباس “إدانة المملكة الواضحة والقوية لاستمرار العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ورفضها لجرائم الاحتلال من تجويع وتهجير قسري، وكذلك موقفها الحازم في إدانة العدوان الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة، بما يعكس التزام المملكة بأمن الأمة العربية والإسلامية ووحدتها”.
والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن هجوما جويا على قيادة حماس في الدوحة، دون أن يكشف عن نتائجه. فيما أدانت قطر الهجوم، وأكدت احتفاظها بحق الرد على العدوان الذي أسفر عن مقتل عنصر من قوى الأمن الداخلي.
بينما أعلنت حماس نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين هم عبد الله عبد الواحد، ومؤمن حسونة، وأحمد المملوك.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها، فضلا عن اعتداءاتها على لبنان وسوريا وقبل ذلك إيران.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية بغزة 64 ألفا و656 شهيدا، و163 ألفا و503 جرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 404 فلسطينيين بينهم 141 طفلا.