نتنياهو: العملية ضد قيادة حماس في الدوحة إسرائيلية خالصة

نتنياهو يعلن أن محاولة اغتيال قيادة حماس في الدوحة "عملية إسرائيلية مستقلة بالكامل"، مؤكدًا أن تل أبيب بادرت إليها وتتحمل مسؤوليتها كاملة. العملية التي حملت اسم "قمة النار" نُفذت بإجماع المستويات السياسية والأمنية، واستهدفت خليل الحية وقياديين بارزين في الحركة.

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في بيان أصدره مكتبه بالإنجليزية، اليوم الثلاثاء، إن “العملية ضد رؤوس الإرهاب في حماس كانت إسرائيلية مستقلة بالكامل”، في إشارة إلى محاولة اغتيال قيادة الحركة في هجوم على العاصمة القطرية الدوحة. وشدد على أن “إسرائيل هي من بادرت إلى العملية، وأدارتها، وتتحمل المسؤولية الكاملة عنها”.

جاء ذلك فيما قال مصدر في البيت الأبيض، في إحاطة صحافية، إن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تلقت إحاطة من الجانب الإسرائيلي قبل وقت قصير من الهجوم الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة؛ فيما قالت مصادر أميركية إن واشنطن علمت بالهجوم بعد إطلاق الصواريخ ولم تتمكن من وقفه.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن تقديرات الأجهزة الأمنية تعكس حالة من “التفاؤل” حيال نتائج العملية التي استهدفت قيادات حركة حماس في الدوحة. ونقلت عن مصدر أمني قوله: “المؤشرات تبدو إيجابية، وكنا ندرك أن حماس ستحاول التستر على ما حدث هناك”.

في حين قال مسؤول إسرائيلي إن الأجهزة الأمنية لم تتلق بعد أي تأكيد حول نجاح عملية اغتيال قيادات من حركة حماس في العملية التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة. وأضاف: “نحن بانتظار التحقق”، في إشارة إلى أن نتائج الاستهداف لا تزال غير محسومة.

وأفادت مصادر مطلعة باستشهاد همام الحية، نجل القيادي في حركة حماس خليل الحية، إلى جانب مدير مكتبه جهاد لبد، بالإضافة إلى ثلاثة من مرافقيه. وقال قيادي في الحركة إن عددًا من قياداتها أصيبوا من جراء الهجوم، مشيرًا إلى أن عملية تقييم الأضرار لا تزال جارية.

وقال نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الأمن، يسرائيل كاتس، إنه أصدر توجيهات إلى الأجهزة الأمنية عقب الهجمات التي وقعت أمس في القدس وقطاع غزة، تضمنت “الاستعداد لإمكانية استهداف قيادة حركة حماس”. وقال البيان إن كاتس دعم قرار رئيس الحكومة.

وجاء في البيان: “بعد الهجمات الدامية في القدس وغزة، أوعز رئيس الحكومة نتنياهو لجميع أجهزة الأمن بالاستعداد لاحتمال اغتيال قيادة حماس. وقد دعم وزير الأمن بشكل كامل هذا المقترح”.

وأضاف: “اليوم عند الظهر، وعلى ضوء فرصة عملياتية، وبالتشاور مع جميع قادة الأجهزة الأمنية وبدعمها الكامل، قرر رئيس الحكومة ووزير الأمن تنفيذ التوجيه الذي صدر أمس للجيش والشاباك، وقد تم ذلك بدقة وبأفضل صورة ممكنة”.

وتابع البيان: “يرى رئيس الحكومة ووزير الأمن أن العملية مبرّرة تمامًا بالنظر إلى أن قيادة حماس هذه هي من بادرت ونظّمت مجزرة السابع من أكتوبر، ولم تتوقف منذ ذلك الحين عن شن هجمات دامية ضد دولة إسرائيل ومواطنيها، بما في ذلك تبني المسؤولية عن قتل مواطنينا في هجوم القدس أمس”.

وأطلقت أجهزة الأمن الإسرائيلية على الهجوم في الدوحة اسم “قمة النار”، بحسب ما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر عسكرية. وبحسب المصادر، شاركت نحو 15 طائرة مقاتلة في تنفيذ الغارة، مستخدمة أكثر من عشرة ذخائر جوية أُطلقت بفارق ثوانٍ معدودة نحو الهدف. وقالت المصادر إن العملية ركزت على هدف واحد، وتم خلالها إجراء عمليات تزوّد بالوقود للطائرات في الجو.

وبحسب المصادر، فقد جرت العملية بواسطة طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو، على بُعد نحو 1,700 كيلومتر من الأراضي الإسرائيلية، وهو مدى أبعد من طهران وأقرب من صنعاء في اليمن. وأضافت الإذاعة أن وزراء الكابينيت المصغر أُحيطوا علمًا بالعملية مسبقًا.

وذكرت التقارير الإسرائيلية أن الهجوم حظي بإجماع القيادة السياسية والأمنية، وأنه من بين المستهدفين رئيس الحركة، خليل الحية، وأعضاء مكتبها السياسي: زاهر جبارين، وغازي حمد وباسم نعيم، وسط تقارير عن نجاة وفد حماس من محاولة الاغتيال.

ووفقا للتقارير الإسرائيلية، فإن العملية أُديرت من مقر العمليات الخاصة لجهاز الشاباك في وسط البلاد، حيث تولّى الشاباك توجيه المعلومات الاستخبارية، بينما نفّذ سلاح الجو الغارة بواسطة عدة مقاتلات.

وخلال تنفيذ العملية، حضر في غرفة القيادة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وزير الأمن، يسرائيل كاتس، القائم بأعمال رئيس الشاباك، نائبه، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، فيما قاد رئيس الأركان، إيال زامير، غرفة العمليات التابعة لسلاح الجو إلى جانب قائد السلاح، تومر بار.

ولفتت التقارير الإسرائيلية إلى أن العملية نُفذت بواسطة “شعبة إحباط الإرهاب ضد أهداف فلسطينية في الخارج” التابعة للشاباك، وبمشاركة الوحدة العملياتية الخاصة.

هذا ونقلت القناة i24NEWS عن مصدر مطلع أن الهجوم الإسرائيلي استهدف اجتماعا عقده وفد حركة حماس، لبحث مقترح أميركي جديد نُقل إليهم يوم أمس عبر رئيس الوزراء القطري، لتحريك مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

وبحسب المصدر، فإن الاجتماع عُقد بمشاركة عدد من قادة الحركة الذين عادوا في وقت سابق من تركيا؛ بما في ذلك خليل الحية وزاهر جبارين وغازي حمد وباسم نعيم، فيما أشارت تقارير من الدوحة إلى أن الهجوم استهدف منطقة سكنية.

ووفق المصدر الإسرائيلي ذاته، فإن الاجتماع خُصص لمناقشة تفاصيل المبادرة الأميركية، التي تهدف إلى تحريك المفاوضات بشأن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وإمكانية التوصل إلى تفاهمات تتعلق بملف الأسرى والتهدئة.