تضارب الروايات: استهداف حماس في الدوحة بين “فرصة استخبارية” وتوظيف سياسي

الأراضي المحتلة – مصدر الإخبارية 

نفت مصادر عسكرية إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن يكون الهجوم على قيادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة قد جاء كرد مباشر على عملية إطلاق النار في القدس أو الهجوم شمالي غزة الذي أوقع أربعة قتلى في صفوف جيش الاحتلال، مؤكدة أن التخطيط للعملية استمر أسابيع، وأن توقيتها ارتبط بـ”فرصة استخبارية نادرة” تمثلت في اجتماع لقيادة الحركة.

ووفق تسريبات نقلتها إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الاجتماع كان استثنائيًا من حيث تركيبته، إذ جمع فريق التفاوض الأساسي في حماس، وسط تساؤلات حول ما إذا كان المقترح الأميركي الأخير قد شكّل سببًا غير مباشر لانعقاد اللقاء، وبالتالي فرصة لإسرائيل لاستهدافه.

نتنياهو وكاتس: العملية رد على هجمات القدس وغزة

على النقيض، أصرّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، في بيان مشترك، على أن القرار بتنفيذ عملية “قمة النار” اتُّخذ مباشرة بعد الهجمات “الدامية” في القدس وغزة. وأكد البيان أن الاغتيال يستند إلى “مبررات أمنية كاملة”، باعتبار أن قيادة حماس “منظمت ونفذت” هجوم السابع من أكتوبر وما تزال تدير عمليات ضد إسرائيل.

مسؤولون أمنيون كبار وصفوا العملية بأنها “خطوة مفصلية نحو الانتصار على الحركة”، معتبرين أنها تعزز الردع الإسرائيلي وقد تفتح الطريق لإنهاء الحرب في غزة وفق شروط إسرائيل، وعلى رأسها الإفراج عن الأسرى وتجريد حماس من السلاح.

اعتراضات داخلية على التوقيت

في المقابل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”) بوجود اعتراضات داخل طاقم التفاوض وأوساط أمنية على توقيت الهجوم، وليس على مبدأ الاغتيال ذاته. فبحسب التقرير، اعتبرت مديرية شؤون الأسرى والجيش أن المحادثات الأخيرة مع الوسطاء لا تزال تحمل فرصًا لإنجاز صفقة تبادل ووقف لإطلاق النار، وأن ضرب قيادة التفاوض في هذه المرحلة سيُجهض هذه الجهود.

وأشارت القناة إلى أن رئيس الأركان إيال زامير وكبار الضباط أبدوا تحفظًا، بينما أيّد القائم بأعمال رئيس الشاباك العملية، وهو الموقف الذي تبناه نتنياهو وكاتس، بدعم من “إشارة إيجابية” من واشنطن.

إخطار متأخر للولايات المتحدة

صحيفة “أكسيوس” والقناة 12 الإسرائيلية نقلتا عن مسؤول أميركي أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تلقت إخطارًا بالعملية بعد انطلاق الصواريخ بالفعل، ما يعني أن واشنطن لم يكن أمامها أي مجال للتدخل أو التأثير على قرار التنفيذ.

هرتسوغ يبرر ويهاجم حماس

من جانبه، أشاد الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بالقرار، واصفًا قادة حماس بأنهم “مهندسو الشر”، ومؤكدًا أن استمرارهم في عرقلة مقترحات التسوية يفرض “القتال بحزم” لضمان تحرير الأسرى وصنع مستقبل “أفضل لإسرائيل والمنطقة”.

اقرأ/ي أيضاً: إسرائيل تستهدف الدوحة: نجاة قادة حماس.. وضحايا بين عناصر الحركة والأمن القطري