تقرير: ضباط إسرائيليون بغزة لا ينقلون حقيقة الوضع لقيادتهم خشية المس بترقيتهم
تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن أقل من 10% من سكان غزة قد نزحوا عنها، ولذلك سيصعّد الجيش استهداف المدنيين، بادعاء أن "المغادرة البطيئة للسكان والاستعدادات المعقدة للجيش الإسرائيلي للتوغل، تؤخر تنفيذ الخطط"

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
تتكرر تقارير إسرائيلية حول مصاعب في سير عملية الجيش الإسرائيلي العسكرية لاحتلال مدينة غزة، بسبب البطء في تهجير السكان من المدينة، وإرهاق القوات الإسرائيلية وتراجع كفاءاتها، والعدد الكبير نسبيا من الآليات العسكرية، وخاصة الجرافات، التي تعطلت ولم يعد بالإمكان استخدامها، ومشاكل تنظيمية أخرى داخل الجيش.
ويدعون في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية أنهم قلقون إزاء النزوح البطيء لسكان مدينة غزة، ويقدرون أن أقل من 10% من سكان المدينة قد نزحوا عنها حتى الآن، من أصل مليون نسمة، حسب تقرير للمحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، اليوم الأحد.
وأضاف التقرير أنه في حال أصر السكان على رفض النزوح عن المدينة، فإن الجيش الإسرائيلي سيصعّد هجماته ضد المدنيين في غزة، بادعاء أن “المغادرة البطيئة للسكان والاستعدادات المعقدة للجيش الإسرائيلي للتوغل، تؤخر تنفيذ الخطط، وذلك خلافا للانطباع الذي حاول رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن يثيره لدى ترامب، كأن الانتصار الإسرائيلي في متناول اليد”.
وتابع التقرير أنه “في أجهزة الاستخبارات يعرفون الحقيقة، وهي أنه ليس بالإمكان ضمان عدم استهداف المخطوفين في ظروف كهذه. وليس متوقعا أن تؤدي العملية العسكرية في مدينة غزة إلى انتصار مطلق وتحرير جميع المخطوفين. وبدون اتفاق (مع حماس)، فإن السيناريو الأرجح هو استهداف بطيء للمخطوفين وتحصن حماس في الأنفاق، رغم الخسائر التي ستتكبدها”.
وأشار التقرير إلى أن “الخطر على حياة الجنود ليس أقل من الخطر على حياة المخطوفين”، ونقل عن ضباط قولهم إنه “توجد مشكلة مصيرية تتعلق بكفاءات وجهوزية الوحدات النظامية لتنفيذ مهماتها”، لأن قسما من الوحدات يشارك في الحرب على غزة منذ بدايتها، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وهناك “نقص شديد” في الجرافات وآليات هندسية في الجيش، إلى جانب تراجع في الدبابات وناقلات الجند الصالحة للاستخدام. وأصبح من الصعب تغيير محركات دبابات بسبب حظر بيع أسلحة الذي فرضته ألمانيا ضد إسرائيل، وفقا للتقرير.
وحسب التقرير، فإنه توجد مشكلة تنظيمية كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي. “جنود في الوحدات القتالية وعائلاتهم يتحدثون عن إرهاق شديد على إثر القتال المتواصل، وعن معنويات متدنية في قسم من الوحدات، وعن مشاكل متفاقمة في الطاعة، وعن ضباط يواجهون صعوبة في فرض أداء مهني على عناصرهم”.
وأشار التقرير إلى مشكلة أخرى، تتعالى لدى وصول رئيس أركان الجيش، إيال زامير، إلى القوات داخل قطاع غزة، وهي أن “كثيرين من قادة الألوية والكتائب يميلون إلى تقديم تقارير للقيادة العليا تتلاءم مع ما يعتقدون أن هذا ما يريدون سماعه في هيئة الأركان العامة”، أي لنيل رضى قيادة الجيش.
وأضاف التقرير أن “قسما كبيرا من المشاكل المتواصلة، وخاصة بما يتعلق بمعنويات الجنود وصلاحية الآليات، لا ينقل إلى المستويات العليا. وأحد أسباب ذلك هو أن الضباط في المستويات الدنيا يخشون من المس بترقيتهم إذا ظهروا كمن يوجهون انتقادات. وغالبا ما توصف انتقاداتهم بأنها ’ضغط داخلي’ أو أنها ما بعد الصدمة. ويتحدث قسم من الضباط في الوحدات داخل القطاع عن فجوة في الاتصالات مع قيادة سلاح البرية ومع القيادة الجنوبية للجيش، ويقولون إنهم غير مطلعين كفاية على ما يجري في الميدان”.