إسبانيا: اصدار مرسوم ملكي بتجريم تصدير الأسلحة إلى إسرائيل
سانشيز: سنمنع دخول أي شخص شارك في الإبادة الجماعية من دخول بلادنا

قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الاثنين، إن حكومته ستزيد الضغط على إسرائيل بمنع السفن والطائرات المتجهة إليها والتي تحمل أسلحة من الرسو في الموانئ الإسبانية أو دخول المجال الجوي الإسباني.
وأضاف أن الحكومة الإسبانية ستزيد مساعداتها للسلطة الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وستفرض حظراً على السلع المصنعة في مستوطنات إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال سانشيز في كلمة بثها التلفزيون المحلي “نأمل أن تُشكل هذه الإجراءات مزيداً من الضغط على رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وحكومته لتخفيف بعض المعاناة التي يتكبدها الشعب الفلسطيني”.
وستمنع إسبانيا أيضاً أي شخص يشارك بشكل مباشر في “الإبادة الجماعية” من دخول البلاد.
ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في بيان الاثنين، قرارات سانشيز بأنها “معادية للسامية”، على حد وصفه، وردت إسرائيل بمنع وزيرة العمل يولاندا دياث بيريث ووزيرة الشباب سيرا ريجو من دخول إسرائيل.
ويعد سانشيز أول زعيم أوروبي رفيع، يتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة، وأعرب عن ارتياحه لخطوات بعض الدول الأوروبية الأخرى في الاعتراف بدولة فلسطين، لكنه أقر بأن استجابة أوروبا كانت ضعيفة.
“الرد الأوروبي على حرب غزة كان فشلاً”
وفي مقال رأي بصحيفة “الجارديان” انتقد سانشيز ازدواجية المعايير في تعامل أوروبا والغرب مع الحربين في أوكرانيا وغزة، مشيراً إلى أنها تهدد بتقويض مكانتهما على الساحة الدولية، واصفاً الاستجابة للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بأنه من “أحلك الفصول في العلاقات الدولية خلال القرن الـ21”.
وقال: “إنه فشل، بالتأكيد، كما أن الواقع يوضح أن دول الاتحاد الأوروبي منقسمة بشأن كيفية التأثير على إسرائيل، لكن برأيي، هذا غير مقبول، ولا يمكن أن يستمر إذا أردنا تعزيز مصداقيتنا في أزمات أخرى، مثل الأزمة التي نواجها في أوكرانيا”.
وأضاف: “جذور هاتين الحربين مختلفة تماماً، لكن في نهاية المطاف ينظر العالم إلى الاتحاد الأوروبي، وكذلك إلى المجتمع الغربي، متسائلاً: لماذا تعتمدون معايير مزدوجة في ما يخص أوكرانيا وغزة؟”.
وقال في هذا الصدد: “ما نشهده الآن في غزة ربما يكون أحد أحلك الفصول في العلاقات الدولية بالقرن الـ21. وفي هذا السياق، ما أود التأكيد عليه هو إن إسبانيا كانت صوتاً مرتفعاً داخل الاتحاد الأوروبي وأيضاً ضمن المجتمع الدولي. وداخل الاتحاد الأوروبي، دعونا إلى تعليق الشراكة الاستراتيجية التي تجمعه بإسرائيل”.
تحقيق أميركي في منع إسبانيا رسو سفن تحمل أسلحة
وفي ديسمبر الماضي، فتحت الولايات المتحدة تحقيقاً على خلفية ورود بلاغات تشير إلى منع إسبانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، رسو سفن شحن بموانئها، وُرد أنها تنقل أسلحة أميركية إلى إسرائيل، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.
وقالت لجنة الملاحة البحرية الفيدرالية، وهي هيئة مستقلة مكلفة بمراقبة وتقييم الظروف التي قد تؤثر على عمليات الشحن والتجارة الدولية الأميركية، إن فتح التحقيق جاء بعد ورود بلاغات تفيد بأن إسبانيا رفضت السماح لـ3 سفن شحن على الأقل بالدخول إلى موانئها.
وقالت اللجنة إنها “قلقة من هذه السياسة الواضحة المتمثلة في منع دخول سفن معينة، من شأنها أن تخلق ظروفاً غير مناسب للشحن”.
وأشارت اللجنة، إلى أنه في حال أظهرت نتائج التحقيق أن إسبانيا كان لها يد في هذا الإجراء، فقد “تفرض غرامات بملايين الدولارات، تصل إلى 2.3 مليون دولار لكل رحلة بحرية”.
وكان بلاغ قد ورد للجنة في 19 نوفمبر الماضي، يشير إلى أن إسبانيا منعت دخول السفن إلى موانئها، بما في ذلك تلك المسجلة في برنامج الأمن البحري الذي تديره الولايات المتحدة، والذي من المفترض أن يوفر للسفن وأصحابها الحماية ضد “التراخيص التمييزية والقيود”، لأن خدماتها غالباً ما تستخدم من قبل الجيش الأميركي.