حماس تجدد التزامها بمبادرة الوسطاء لوقف إطلاق النار خلال مباحثات في القاهرة

القاهرة – مصدر الإخبارية 

وصل وفد قيادي رفيع من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى العاصمة المصرية القاهرة، اليوم السبت، في زيارة غير معلنة، استجابة لدعوة من جهاز المخابرات العامة المصرية، بحسب ما أورده موقع العربي الجديد. ويضم الوفد عددا من أعضاء المكتب السياسي للحركة، من بينهم مسؤول حماس في الضفة الغربية المحتلة زاهر جبارين، وذلك في إطار الجهود الإقليمية والدولية المكثفة لبحث سبل التوصل إلى تهدئة ووقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

ومن المقرر أن يبحث وفد الحركة مع المسؤولين المصريين، الذين يتولون دور الوساطة الرئيسية، عددا من النقاط المثارة في المقترح الذي تقدم به المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والمتعلق بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وفي بيان صدر مساء السبت، جددت حماس تأكيدها على التزامها بالموافقة التي أعلنتها مع الفصائل الفلسطينية في 18 آب/ أغسطس الماضي بشأن مقترح الوسطاء، مشددة على انفتاحها على “أي أفكار أو مقترحات تحقق وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا شاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، ودخولا غير مشروط للمساعدات الإنسانية، وتبادل أسرى حقيقي عبر مفاوضات جادة بوساطة إقليمية ودولية”.

تأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي تدمير أبراج سكنية في مدينة غزة ضمن عملياته العسكرية الهادفة إلى بسط السيطرة الميدانية على المدينة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة في القطاع.

من جانبه، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي مشترك في القاهرة مع المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني، على أن مصر تواصل جهودها المكثفة لوقف الحرب، مؤكدا أن نشر قوات دولية في غزة يظل خيارا مطروحا “إذا طلب الجانب الفلسطيني ذلك”. كما دعا إسرائيل إلى التجاوب مع المقترح الأميركي، معتبرا أن “التعنت الإسرائيلي يمثل العقبة الأبرز أمام إحراز تقدم في مسار التهدئة”.

وكان عبد العاطي قد أجرى مساء الجمعة اتصالا هاتفيا مع المبعوث الأميركي ويتكوف، تناول جهود دفع مبادرة وقف إطلاق النار إلى الأمام، وإمكانية التوصل إلى صفقة تشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة مقابل خفض التصعيد العسكري.

في السياق ذاته، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، أن واشنطن تجري “مفاوضات معمقة للغاية” مع حماس للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، قائلا: “قلنا لهم أطلقوا سراحهم جميعا، وسيحدث ما هو أفضل بكثير. لكن إذا لم تفعلوا، فسيكون الوضع صعبا وقاسيا”. وأشار ترامب إلى أن الحركة “تطلب بعض الأمور التي لا بأس بها”، دون تقديم تفاصيل إضافية.

وتعكس هذه الزيارة غير المعلنة أهمية الدور المصري في مساعي الوساطة، وسط ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل للقبول بوقف إطلاق النار، بالتوازي مع تصاعد الانتقادات الدولية للأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة.

اقرأ/ي أيضاً: ويتكوف: الصراع بغزة يجب أن ينتهي فورا