“صوت هند رجب” يظفر بالأسد الفضي في فينيسيا ويُبكي العالم بقصة طفلة غزة

وكالات – مصدر الإخبارية 

حصد فيلم “صوت هند رجب”، الذي يوثق واحدة من أبشع المآسي الإنسانية في قطاع غزة، جائزة “الأسد الفضي” في مهرجان البندقية السينمائي مساء السبت، ليصبح بذلك أحد أبرز الأعمال السينمائية التي كسرت جدار الصمت الدولي حيال الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.

الفيلم، من إخراج المخرجة التونسية كوثر بن هنية، استند إلى التسجيل الصوتي الحقيقي للطفلة الشهيدة هند رجب، ذات الأعوام الخمسة، والتي قضت مع ستة من أفراد عائلتها تحت نيران الجيش الإسرائيلي في 29 كانون الثاني/يناير 2024، بعد أن لجأوا إلى سيارة جنوب غربي مدينة غزة طلبًا للنجاة. وقد عكست المشاهد والوثائق الصوتية اللحظات الأخيرة من حياة الطفلة، لتتحول إلى شهادة فنية وإنسانية دامغة على قسوة الحرب ووحشيتها.

وشهد العرض الأول للفيلم في مهرجان البندقية تفاعلاً عاطفيًا جارفًا، إذ لم يتمالك العديد من الحاضرين دموعهم، بينما تعالت في القاعة هتافات “فلسطين حرة”، في مشهد استثنائي جمع بين الفن والموقف الإنساني والسياسي.

وعند تسلمها الجائزة وسط تصفيق حار ووقوف الحضور احترامًا، أكدت بن هنية أن السينما لا تملك القدرة على إعادة هند إلى الحياة أو محو الفظائع التي ارتُكبت بحقها، لكنها قادرة على “حفظ صوتها وإبقائه شاهدًا حيًا على مأساة مستمرة”. وأضافت أن قصة هند ليست حكاية فردية، بل هي “صوت لشعب بأكمله يواجه إبادة جماعية تنفذها حكومة إسرائيلية مجرمة تتصرف بإفلات تام من العقاب”.

الفيلم اعتُبر من النقاد خطوة نوعية في تسخير الفن السابع لخدمة القضية الفلسطينية، ووسيلة لكسر الهيمنة الإعلامية عبر توظيف الوثائق الإنسانية الأصيلة، ما يعزز حضوره في الذاكرة الجمعية العالمية بوصفه عملًا يتجاوز البعد الفني إلى الفعل الحقوقي والسياسي.

اقرأ/ي أيضاً: واشنطن بوست: الأدلة تشير الي مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن مقتل الطفلة هند رجب والمسعفين