عائلات الأسرى الإسرائيليين تشكر ترامب على جهوده لتحقيق صفقة تبادل
كما شكرت المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، قبل ساعات من مظاهرة حاشدة مساء السبت أمام منزل نتنياهو بالقدس الغربية

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
أعربت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة، السبت، عن شكرها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومبعوثه ستيف ويتكوف، على ما سمته “عزيمتهما في دفع مسار المفاوضات” لإعادة ذويهم، ودعت حكومة بنيامين نتنياهو إلى عمل مماثل.
وقالت الهيئة في بيان نشرته على حسابها بمنصة شركة “إكس” الأمريكية: “تتقدم عائلات الـ48 مختطفا بالشكر للرئيس ترامب ولمبعوثه ستيف ويتكوف على عزيمتهما وشجاعتهما وتعاطفهما في دفع مسار المفاوضات”.
وأضافت: “شكر خاص للرئيس ترامب الذي يبذل كل جهد للوفاء بوعده بإعادتهم إلى الوطن. نحن نتطلع إلى أن يتحقق ذلك قريبا”.
وقالت: “في الأسابيع الأخيرة خرج ملايين الإسرائيليين إلى الشوارع بنداء واضح: إنهاء الحرب وإعادة جميع المختطفين: الأحياء من أجل إعادة التأهيل، والقتلى من أجل دفن يليق بهم”.
واعتبرت أن “ترامب يثبت أن القيادة الحقيقية تُقاس بالقرارات الشجاعة”.
يأتي ذلك عقب تصريحات صحفية للرئيس ترامب، مساء الجمعة، قال فيها: “نحن في مفاوضات عميقة مع حماس، سمعت أن بعض المختطفين توفوا مؤخرًا، آمل أن يكون هذا غير صحيح”، وفق ما ذكرته صحيفة “هآرتس” العبرية.
ومن المقرر أن يتظاهر آلاف الإسرائيليين، مساء السبت، قرب منزل رئيس الوزراء نتنياهو بالقدس الغربية، للضغط من أجل التوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى، وسط قرار الأخير احتلال مدينة غزة بالكامل.
وفي تصريحاته، تطرق ترامب إلى الاحتجاجات الداعية لإنهاء الحرب قائلا: “أرى مظاهرات كبيرة في إسرائيل بشأن المختطفين، وهذا يضعها في موقف صعب. من الصعب إدارة حرب بينما هناك أشخاص يريدون استعادة 20 شخصا”.
وقال ترامب: “إذا أفرجت حماس عن الجميع ستحدث أمور أفضل بكثير، وإذا لم يفعلوا فسيكون هناك وضع صعب، سيكون مروعا، والخيار يعود لإسرائيل”.
وتابع: “نتفاوض من أجل أناس أحياء، ونعرف أن هناك ما لا يقل عن 30 شخصا متوفين. الأهل يريدون أبناءهم بشدة، كما لو كانوا أحياء”.
وبحسب الرئيس الأمريكي، تصر الولايات المتحدة على الإفراج عن جميع الأسرى، مضيفا “قلت إننا نريد العشرين جميعا، لا نريد اثنين فقط”.
وتعليقا على ذلك، قالت عائلات الأسرى: “نحن على ثقة بأن ترامب وويتكوف سيمثلان بأمانة مصالح إسرائيل في المفاوضات، وسيقودان جميع الأطراف إلى اتفاق شامل”.
وأضافت: “نتوقع أيضا أن تقف حكومة إسرائيل، التي أعلنت رغبتها في التوصل إلى اتفاق شامل، إلى جانب الولايات المتحدة وتُظهر العزيمة نفسها لإعادة المختطفين وإنهاء الحرب بما يتيح لإسرائيل النهوض والتعافي”.
وبوقت سابق السبت، توجهت “فيكي” والدة الجندي الإسرائيلي الأسير “نمرود كوهين” برسالة إلى نتنياهو وكتبت على منصة شركة “إكس” الأمريكية: “ابني نمرود في خطر حياة فوري بسبب قرار اتخذته أنت. لذلك هذا المساء سأصل إلى باب منزلك مع عشرات الآلاف من المواطنات والمواطنين في إسرائيل. سيكون صاخبا، كما هو صاخب عند نمرود من دوي الانفجارات جراء قراراتك”.
كذلك، كتبت “عنات” والدة الجندي الأسير “ماتان إنغرست” على منصة شركة “إكس” الأمريكية: “نتنياهو، هل نمت الليلة؟ لأنني قضيت الليلة الـ700 بلا نوم. ابني ماتان في خطر حياة فوري، هكذا أبلغوني أمس عبر الهاتف (لم تذكر الجهة التي أبلغتها). لن تنعم بالهدوء مني بعد الآن”.
والأربعاء، جددت “حماس” استعدادها للذهاب إلى صفقة شاملة مع إسرائيل، وذلك بعد ساعات من دعوة ترامب الحركة إلى الإفراج “فورا” عن جميع الأسرى الإسرائيليين العشرين (الأحياء)، متعهدا بأن “الأمور ستتغير بسرعة”.
لكن إسرائيل، واستمرارا في تعنتها، أعلنت رفضها إنهاء الحرب عبر صفقة شاملة مع “حماس”، مؤكدة عزمها مواصلة العدوان على قطاع غزة، أو موافقة الحركة على شروطها ومن بينها سيطرتها الأمنية على القطاع.
وعقب بيان الحركة، زعم مكتب نتنياهو أن “هذه مجرد مناورة أخرى لحماس، لا جديد فيها”.
وأضاف: “يمكن للحرب أن تنتهي فورا بالشروط التي حددها المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)”.
وتشمل هذه الشروط، وفق مكتب نتنياهو، “الإفراج عن جميع المختطفين (الأسرى) وتجريد حماس من سلاحها ونزع السلاح في قطاع غزة، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، وتشكيل حكومة مدنية بديلة”.
وقال: “هذه الشروط وحدها هي التي ستمنع حماس من إعادة التسلح وتكرار مجزرة 7 أكتوبر، مرة تلو الأخرى، كما وعدت” على حد تعبيره.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي 18 أغسطس/ آب المنصرم، وافقت “حماس” على مقترح للوسطاء بشأن صفقة جزئية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، إلا أن إسرائيل لم ترد على الوسطاء، رغم تطابق بنوده مع مقترح سابق طرحه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ووافقت عليه تل أبيب.
وبدل ذلك، يدفع نتنياهو نحو احتلال مدينة غزة بدعوى إطلاق سراح الأسرى وهزيمة “حماس” وسط تشكيك كبير في إمكانية تحقيق ذلك من قبل معارضين ومسؤولين سابقين وتأكيد الجيش الإسرائيلي أن العملية تشكل خطرا على حياة الأسرى.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و300 شهيد، و162 ألفا و5 جرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 382 فلسطينيا، بينهم 135 طفلا.