دلياني: سبعمائة يوم من الإبادة الإسرائيلية تخلّد اسم الاحتلال في سجل العار التاريخي

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح: “لقد حوّلت دولة الاحتلال الزمن إلى أداة قمع، واعتقدت أن إطالة أمد جرائمها ستكسر إرادة شعبنا. غير أنّ نضالنا الوطني أعمق من الركام وأبقى من الأطلال، ممتداً من قبل نكبة ١٩٤٨ حتى يومنا هذا، حيث ورثت كل الأجيال الفلسطينية ذاكرة المأساة وواجب الحفاظ عليها شاهداً لا يزول.”
واضاف القيادي الفتحاوي: “يدخل اليوم السابع مائة على الإبادة الجماعية في قطاع غزة، حيث أمعنت آلة الاحتلال في اقتلاع كل مقومات الحياة. ما يزيد على ثمانين في المائة من المنازل دُمّرت بالكامل، ثمانية وثمانون في المائة من المدارس أُزيلت من الوجود، أكثر من نصف المستشفيات جرى تعطيلها أو محوها، فيما تحولت الأراضي الزراعية والمراكز التجارية إلى أطلال في إطار حملة منظمة للإبادة. وقد أفضت هذه الجرائم إلى استشهاد ٦٤,٢٣١ فلسطينياً وفلسطينية، وإصابة ١٦١,٥٨٣ آخرين، بينما حُكم على مئات الأطفال الاستشهاد جوعاً نتيجة الحصار والتجويع المتعمّد. كل ذلك يتم وسط شراكة سياسية واضحة من قوى غربية، وعلى رأسها البيت الأبيض، الذي يمد الاحتلال بمقومات الاستمرار في حرب الابادة.
وأوضح دلياني أن تداعيات الابادة الإسرائيلية لم تعد محصورة بحدود غزة، بل تجاوزتها لتطال مكانة دولة الاحتلال في الوعي العالمي، حيث تتسارع المقارنات التاريخية مع الأنظمة التي ارتكبت الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ومع مخططي التطهير العرقي في البلقان، ومع قادة النازية الذين وقفوا أمام محاكم نورمبرغ لتتم ادانتهم بجرائم ضد الإنسانية. هذه المقارنات لم تعد مجرد خطاب سياسي، بل تحولت إلى إدراك متنامٍ بأن الصمت أمام الإبادة هو وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء، وأن العدالة ستفرض نفسها مهما طال الزمن.
وأكد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح أن الحقائق الدامغة اليوم تعيد تثبيت جوهر النضال الفلسطيني وتعززه، لانه لم يكن في يوم من الأيام مجرد صراع للبقاء، بل معركة من أجل العدالة وحقوق تاريخية غير قابلة للتقادم.