إسرائيل ترفض استقبال ماكرون بسبب اعتزامه الاعتراف بدولة فلسطين
نتنياهو اشترط تراجع الرئيس الفرنسي عن موقفه بشأن الاعتراف بدولة فلسطين ليستقبله في إسرائيل، بينما هاجم وزير الخارجية غدعون ساعر ماكرون متهمًا إياه بـ"التدخل الخارجي" و"زعزعة الاستقرار".

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
رفضت الحكومة الإسرائيلية، هذا الأسبوع، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القيام بزيارة عاجلة لإسرائيل، بعدما اشترط رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تراجع ماكرون عن نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما رفضه الرئيس الفرنسي.
جاء ذلك بحسب ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الأربعاء. ونقلت “كان 11” عن مصدر سياسي قوله: “لن نسمح لماكرون أن يرقص في كل الأعراس”، في إشارة إلى الموقف الفرنسي الذي يجمع بين دعم الاعتراف بدولة فلسطينية والسعي للحفاظ على العلاقات مع إسرائيل.
ويأتي التوتر الدبلوماسي المتصاعد بين تل أبيب وباريس بعد أن أعلن ماكرون أنه يعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو ما دفع نتنياهو إلى إبلاغه بأنه “غير مرحّب به” في إسرائيل، ما لم يتراجع عن موقفه، وفقا للقناة 13.
وبحسب القناة، فإن طلب الإليزيه لزيارة ماكرون إلى تل أبيب لم يُقدَّم بشكل رسمي إلى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، وإنما جرى تمريره عبر قنوات دبلوماسية مختلفة لم يتم تحديدها.
وكان ماكرون قد هاجم، أمس الثلاثاء، القرار الأميركي بمنع منح تأشيرات دخول لوفد فلسطيني إلى اجتماعات الجمعية العامة، واعتبره “غير مقبول”، قائلاً عبر منصة “إكس”: “ندعو إلى إلغاء هذا الإجراء وضمان التمثيل الفلسطيني بما يتماشى مع اتفاقية البلد المضيف”.
وأضاف ماكرون أنه بحث مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ترتيبات مؤتمر مشترك في نيويورك في 22 أيلول/ سبتمبر، لـ”حشد أوسع دعم دولي لحل الدولتين باعتباره الحل الوحيد الذي يلبي تطلعات الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي”.
وأوضح الرئيس الفرنسي أن ذلك يتطلب “التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة، وضمان إيصال مساعدات إنسانية عاجلة وواسعة لسكان القطاع، إضافة إلى نشر بعثة استقرار هناك”.
وشدد على أن “أي محاولات ضم أو تهجير قسري لن تفشل الزخم الذي أطلقناه مع ولي العهد السعودي وانضمت إليه أطراف عديدة”.
ورد وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، بعنف على ماكرون، قائلاً: “ما يشغل ماكرون هو مسألة التأشيرات الأميركية لمسؤولي السلطة الفلسطينية، هذا ما يحرمه النوم”، مضيفًا أنه “لا يعبأ بالتحريض المستمر في جهاز التعليم الفلسطيني ضد إسرائيل واليهود”.
وتابع ساعر “ماكرون لا يعترض على الرواتب التي تدفعها السلطة لمنفذي العمليات وعائلاتهم وفق سياسة ’الدفع مقابل القتل‘، فكلما كان العمل الإرهابي أشد خطورة، كان التعويض المالي أكبر”، على حد تعبيره.
واتهم ساعر ماكرون بمحاولة “التدخل من الخارج في صراع ليس طرفًا فيه، وبطريقة منفصلة تمامًا عن الواقع على الأرض بعد 7 أكتوبر”، وأضاف أن الرئيس الفرنسي “يزعزع استقرار المنطقة بخطوات أحادية وخطيرة، لن تجلب لا سلامًا ولا أمنًا”.