نتنياهو يصف المتظاهرين أمام منزله بـ”المليشيات الفاشية”

وشرطة الاحتلال تعتقل محتجين بالقدس

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

وصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، المحتجين أمام منزله في القدس الغربية بأنهم “مليشيات فاشية”، متهما إياهم بتهديد حياته وحياة أفراد أسرته، وذلك في خضم احتجاجات واسعة للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس ووقف الحرب على قطاع غزة.

وفي كلمة مصورة بثها مكتبه، قال نتنياهو إن “التظاهر أمر شرعي في الديمقراطية”، لكنه اعتبر أن ما يجري حاليا “مظاهرات ممولة ومنظمة وسياسية ضد الحكومة”، مضيفا: “المتظاهرون يخربون الممتلكات، يغلقون الطرق، يطاردون المسؤولين المنتخبين وأطفالهم إلى المدارس، ويهددون بقتلي وبتحويل منزلي إلى حلقة من النار، تماما كما تفعل المليشيات الفاشية”.

الاحتجاجات التي أطلقت عليها عائلات الأسرى اسم “يوم التشويشات”، انطلقت منذ صباح الأربعاء في محيط منزل نتنياهو، والكنيست، والوزارات الحكومية بالقدس الغربية، وسط دعوات واضحة للحكومة بقبول المقترح الذي طرحه الوسطاء لإتمام صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وهو المقترح الذي وافقت عليه حركة حماس.

وخلال الاحتجاجات، أضرم متظاهرون النار في إطارات سيارات وحاويات قمامة قرب منزل نتنياهو، ما أدى إلى احتراق عدد من المركبات، وفق الشرطة الإسرائيلية.

تدخل الشرطة واعتقالات
وقالت الشرطة في بيان إنها أوقفت 13 متظاهرا “خرقوا النظام العام”، مشيرة إلى أن عددا منهم صعدوا إلى سطح المكتبة الوطنية الإسرائيلية القريبة من الكنيست، ورفعوا لافتات وأطلقوا قنابل دخانية قبل أن يتم إنزالهم بالقوة واعتقالهم.

كما أظهرت مقاطع مصورة تداولتها منصات التواصل الاجتماعي متظاهرين يرفعون لافتة كتب عليها “أوقفوا الحرب”.

وتأتي هذه الاحتجاجات بعد موافقة حماس، في 18 آب/ أغسطس الماضي، على مقترح جزئي طرحه الوسطاء لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، يتطابق مع مبادرة كان قد قدمها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووافق عليها الاحتلال الإسرائيلي سابقا.

ورغم ذلك، لم ترد تل أبيب رسميا، بينما يدفع نتنياهو باتجاه “احتلال مدينة غزة” بذريعة تحرير الأسرى وهزيمة الحركة، وسط تحذيرات عسكرية ومعارضة سياسية داخلية تشكك في إمكانية نجاح هذا الخيار وتؤكد أنه سيعرض حياة الأسرى للخطر.

وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن نحو 48 أسيرا محتجزون في غزة، بينهم 20 أحياء، في حين يقبع أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني في سجون الاحتلال، يتعرضون لظروف قاسية من تعذيب وإهمال وتجويع، أدى إلى استشهاد العديد منهم وفق تقارير حقوقية.

يأتي ذلك فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي أسفرت حتى الأربعاء عن 63 ألف و633 شهيدا٬ و160 و914 جريحا، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، في ظل مجاعة خانقة أودت بحياة 367 فلسطينيا بينهم 131 طفلا.