سعر النفط يستقر مع هيمنة المخاوف الجيوسياسية قبل اجتماع أوبك+
متداولو النفط يراقبون أثر الضربات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة في روسيا خصوصاً المصافي

استقرت أسعار النفط بعد أن أغلقت عند أعلى مستوى لها في شهر، حيث يقيّم المستثمرون المخاطر الجيوسياسية، بما في ذلك احتمال تصعيد العقوبات الأميركية على روسيا، قبيل اجتماع أوبك+ بشأن الإمدادات.
استقر سعر خام القياس العالمي برنت قرب 69 دولاراً للبرميل، بعد ارتفاعه بأكثر من 1% يوم الثلاثاء، بينما انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 66 دولاراً. وصرح الرئيس دونالد ترمب بأنه يراقب عن كثب كيفية تعامل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الجهود المبذولة لعقد اجتماع مع نظيره الأوكراني، وأشار إلى أنه يدرس اتخاذ إجراءات إضافية في حال عدم إحراز تقدم في المحادثات.
في الوقت نفسه، قال الرئيس الأميركي إنه لا يفكر في خفض الرسوم الجمركية على الهند، بعد أسبوع من مضاعفة واشنطن الرسوم الجمركية على معظم وارداتها من البلاد إلى 50% عقاباً لها على شرائها النفط الروسي. هذه الخطوة -التي لم يقابلها إجراء مماثل ضد الصين، وهي مستورد رئيسي آخر- تُعدّ جزءاً من محاولة أوسع لإجبار موسكو على إنهاء القتال في أوكرانيا.
تشديد العقوبات على روسيا يهيمن على تفكير السوق
ارتفعت أسعار النفط الخام في أوائل سبتمبر بعد تراجعها الشهر الماضي وسط مخاوف من أن السوق العالمية متجهة نحو تسجيل فائض، مع تخفيف أوبك+ لقيود الإمدادات. من المقرر أن يجتمع التحالف، الذي يضم روسيا، في نهاية هذا الأسبوع، ويتوقع معظم المحللين والتجار أن يُبقي التحالف على إنتاجه لشهر أكتوبر دون تغيير، ليوقف بذلك سلسلة طويلة من الزيادات.
قال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في “آي إن جي غروب” (ING Groep NV): “لا تزال مخاطر العرض، المتمثلة في احتمال تشديد العقوبات على روسيا، تُلقي بظلالها على سوق النفط”. في غضون ذلك، ومع توقع أن يُبقي أوبك+ الإنتاج ثابتاً في نهاية هذا الأسبوع، قال: “إن ذلك يُتيح للتحالف مجالاً لمفاجأة السوق”.
ضربات أوكرانية تؤثر على المصافي الروسية
بالإضافة إلى الرسوم الجمركية الأميركية التي تتصدر المشهد، كان تجار النفط يتتبعون تأثير الضربات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة في روسيا، بما في ذلك المصافي. كانت أميركا الجنوبية أيضاً محط الأنظار، مع نشر سفن حربية أميركية قبالة سواحل فنزويلا في حملة واضحة لمكافحة تهريب المخدرات. وصرح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بأن الجهود الأميركية تهدف إلى الاستيلاء على النفط الخام في البلاد.
وقال باترسون من “آي إن جي” إن الهجمات الأوكرانية المستمرة بطائرات بدون طيار على مصافي التكرير الروسية ستقدم “بعض الدعم”، على الرغم من أن انخفاض معدلات تشغيل المصافي هناك من شأنه أن يعني توفراً أكبر للنفط الخام للتصدير.
في أحدث تعاملات، انخفضت عقود خام برنت للتسوية في نوفمبر بنسبة 0.4% إلى 68.89 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:43 صباحاً في سنغافورة. وتراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط للتسوية في أكتوبر بنسبة 0.3% ليصل إلى 65.37 دولار للبرميل.