لواء “غولاني”: سلوك الضباط يتميز بالإهمال وتسبب بمقتل جنود

جنود في لواء "غولاني" يقولون إنه يسود "انعدام طاعة عسكرية تؤدي إلى الموت" في الموقع العسكري الذي يتواجد فيه الجنود في "محور موراغ" الذي يقطع التواصل بين مدينتي خانيونس ورفح، وأن قائد اللواء وضباط تجاهلوا تحذيراتهم

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

أفاد جنود في لواء “غولاني” بأن سلوك ضباط في اللواء يتميز بالإهمال وتسبب بموت جنود في منطقة “محور موراغ” جنوبي قطاع غزة، حسبما نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة “هآرتس” عنهم اليوم، الثلاثاء.

وقال الجنود إنه يسود “انعدام طاعة عسكرية تؤدي إلى الموت” في الموقع العسكري الذي يتواجد فيه الجنود في “محور موراغ”، الذي يقطع التواصل بين مدينتي خانيونس ورفح، وأضافوا أنهم حذروا من هذا الوضع أمام قائد اللواء وضباط آخرين، الذين تجاهلوا تحذيراتهم.

وحسب أحد الجنود، فإن “الجنود يُقتلون من جراء إهمال ضباطهم ولا أحد يفعل شيئا”. وأشار الجنود إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يجر تحقيقات عميقة وموثوقة حول الحوادث التي قُتل أو أصيب جنود فيها.

ووقعت الحادثة الأخيرة، يوم السبت الماضي، عندما قُتل الجندي في الاحتياط أريئيل لوبلينر، إثر إصابته برصاصة تم إطلاقها من أحد أبراج الحراسة في الموقع العسكري، أثناء خروج قافلة جنود منه من أجل العودة إلى داخل إسرائيل.

وادعى الجيش الإسرائيلي أن هذا الحادث نجم عن “انفلات رصاصة”، لكن الصحيفة أفادت بأن جنديا وجه سلاحه نحو قافلة الجنود، وفتح غالق الأمان في البندقية وأطلق النار، لسبب غير واضح. ولا يزال هذا الجندي يخدم في الموقع العسكري. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على الأحداث في الموقع العسكري قوله إن الجيش لم يتقصّ حتى الآن الظروف التي أطلقت فيها الرصاصة وحالة الجندي الذي أطلقها.

وفي تموز/يوليو الماضي، وقع حادث آخر في الموقع العسكري نفسه. فقد طلب ضباط من الجندي عَميت كوهين تحميل قنبلة على طائرة مسيرة صغيرة (دْرون) مدنية، رغم أنه لا يفترض استخدام درون كهذه في القتال. ورفع جنود الدرون في الهواء، لكن القنبلة سقطت بين أرجل الجنود وأسفر انفجارها عن مقتل كوهين، وأصيب ضابط وقف إلى جانبه بجروح خطيرة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن “كوهين لعب بالدرن بصورة غير مسؤولة”، لكن الصحيفة نقلت عن جنود إفادتهم بأن الضباط هم الذين أمروا كوهين بتحميل القنبلة على الدرن، خلافا للتعليمات وبشكل شكل خطرا على الجنود. ولم يعاقب أي ضابط في هذه الحادثة أيضا.

ووقعت في الموقع العسكري نفسه عدة أحداث، التي قال جنود إنه “لحسن الحظ فقط لم تنته بقتلى آخرين”، حسبما نقلت الصحيفة عنهم. وأضاف الجنود أن حريقا شبّ في أحد المباني في الموقع العسكري الذي تواجدوا فيه مساء أمس، الإثنين. ونشب الحريق جراء إلقاء أحد الجنود سيجارة مشتعلة قرب عتاد عسكري، واضطر الجنود إلى الخروج من المبنى.

وأضافت الصحيفة أن قذيفة هاون أصابت حائطا خارجيا في المبنى نفسه، قبل ثلاثة أسابيع. واعتقد الجنود أنهم يتعرضون لهجوم شنه مقاتلون فلسطينيون وحاولوا رصد مصدر إطلاق النار. وتبين من تقصي حقائق أجراه ضباط أن وحدة في الكتيبة نفسها في لواء “غولاني” أطلقت قذيفة الهاون على المبنى الذي تواجد فيه عشرات الجنود من الكتيبة نفسها.

وقال ضباط وجنود للصحيفة إنه لا توجد في الموقع العسكري “طاعة عسكرية” كالتي ينبغي أن يتبعها الجنود في منطقة قتال، وأن الجنود داخل الموقع لا ينتعلون أحذيتهم، ومواد متفجرة وألغام تخزن بشكل ينطوي على إهمال وتشكل خطرا على الجنود.

وادعى الجنود إنهم يعانون من إرهاق شديد بسبب الحرب التي يشاركون فيها منذ 7 أكتوبر، وأن ذلك يؤثر على كفاءاتهم. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من طلبات متكررة من جانب عائلات الجنود في هذه الكتيبة، يرفض الجيش السماح للجنود بالخروج للراحة، ولا يجري التدقيق في سلوك الضباط في لواء “غولاني”.