نجل مروان البرغوثي: بن غفير “فاشي” وصورة والدي معه ستسجل رمزاً لاضطهاد الفلسطينيين
عرب البرغوثي، نجل الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، يؤكد أن حل الدولتين هو الحل الواقعي الوحيد للسلام. ينتقد زيارة وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جفير لوالده في السجن ويصفه بالفاشي. يشير إلى معاناة والده داخل السجن ويدعو لدعم المجتمع الدولي والفصائل الفلسطينية لتحقيق دولة مستقلة وقيادة فلسطينية ديمقراطية.

قال عرب البرغوثي، نجل الأسير الفلسطيني البارز مروان البرغوثي، إن والده يرى أن “حل الدولتين” هو الحل الواقعي الوحيد والمقبول دولياً، مشيراً إلى أنه دائماً ما يردد أن “آخر يوم للاحتلال (الإسرائيلي) سيكون أول يوم للسلام. لا يمكن أن يكون هناك سلام ونحن نُعاني من القمع”.
وفي مقابلة مع برنامج Frankly Speaking على صحيفة Arab News، علَّق عرب البرغوثي على دخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى زنزانة والده قائلاً: “أعتقد أن ما حدث يُجسّد ما أصبحت عليه الحكومة الإسرائيلية. لطالما اعتقدنا أن هناك حداً لمدى اليأس الذي يمكن أن تصل إليه، لكن يبدو أنه لا يوجد سقف. هذا الغياب للحدود يعود، في رأيي، إلى أن إسرائيل تتلقى الضوء الأخضر من الحكومات الغربية لتفعل ما تشاء”.
وأضاف: “شخص مثل بن غفير هو من يجب أن يكون في السجن. إنه فاشي، مدان بالإرهاب، ويدعو علناً إلى إبادة الشعب الفلسطيني. لكن ما أستطيع قوله هو أن هذا هو الشكل الطبيعي للعلاقة بين المظلوم والظالم”.
وتابع: “أعتقد أن هذه الصورة ستُسجّل في التاريخ كرمز للاضطهاد الذي مرّ به الشعب الفلسطيني. وبالنسبة لي كابن، لا أشعر بالخجل أو الإحراج. بل أرى أن والدي وقف شامخاً في وجه الظلم، كما كان دائماً، ممثلاً لكل الشعب الفلسطيني”.
وفي وقت سابق هذا الشهر، نشر بن جفير مقطع فيديو له داخل زنزانة مروان البرغوثي يهدده فيه بأن “من يمس إسرائيل سيتم محوه”.
وقال بن غفير للبرغوثي، الذي ظهر هزيلاً: “لن تنتصر. من يعبثون بأمة إسرائيل (…) سنقضي عليهم. عليك أن تعرف هذا”.
وظهر البرغوثي، وهو يحاول مقاطعة بن غفير، لكن المقطع القصير ينتهي قبل أن يتمكن من ذلك.
وعن رد فعل عائلته على ذلك الفيديو، لفت عرب البرغوثي إلى أنه “لم يكن من السهل علينا التعرف على وجه والدي في الفيديو. لم تره العائلة منذ أكثر من عامين ونصف، منذ ما قبل 7 أكتوبر 2023. لقد فقد الكثير من الوزن، وتعرَّض للاعتداء عدة مرات داخل السجن. جسده يضعف. هذا يُجسّد المعاناة الفلسطينية. نحن نمثل آلاف العائلات الفلسطينية التي تمر بالألم نفسه”.
رؤية مروان البرغوثي السياسية
وأوضح عرب البرغوثي أن والده “لديه رؤية سياسية تحظى بقبول واسع من الفصائل الفلسطينية، وهي تقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، تضمن الحرية والعيش بكرامة لكل الفلسطينيين، وهذا أمر نتفق عليه جميعاً”.
ومضى يقول: “المثير للاهتمام أن هذه الرؤية لا تحظى فقط بقبول داخلي، بل أيضاً من قِبَل المجتمع الدولي. فاليوم، يدعو المجتمع الدولي بأسره إلى حل الدولتين. وهنا لدينا قائد يُعدّ الأكثر شعبية في فلسطين، ويتحدث بما يتوافق مع ما يقبله العالم”.
واستدرك قائلاً: “لهذا، نحن بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي، وخاصة القوى الإقليمية مثل السعودية، والإمارات، وقطر، ومصر، والأردن”.
وعند أي حديث عن الانتخابات العامة في فلسطين، يتصدر اسم مروان استطلاعات الرأي العام كحصان رابح في أي سباق انتخابي حال الإفراج عنه مهما كان المنافس له.
وعن موقف والده من “استراتيجية المقاومة الفلسطينية”، قال عرب: “والدي يدعم الحلول السياسية بشكل واضح. هو حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية، وكان سياسياً طوال حياته. نرفض بطبيعة الحال الرواية الإسرائيلية التي تزعم أن والدي كان منخرطاً في أعمال عسكرية”.
وأكمل قائلاً: “والدي كان دائماً يؤكد على حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم، متسائلًا: كيف لا يكون لنا الحق في الدفاع عن أنفسنا مثل باقي الشعوب؟ لقد شدد مراراً على أن الحلول السياسية يجب أن تكون أولوية، لكنه كان يرى أن هذه الحلول لا يمكن أن تكون الوحيدة في ظل القصف والقتل والإبادة الجماعية التي نتعرض لها”.
وبسؤاله عمن يحكم غزة بعد الحرب، أجاب: “نحن بحاجة إلى قيادة فلسطينية، ولا يحق لأحد أن يُملي علينا كيف نحكم أنفسنا. نحتاج إلى دولة ديمقراطية وقيادة حكيمة. من يحكم غزة؟ يجب أن يكون طرفاً فلسطينياً، عبر إدارة مؤقتة يتفق عليها الجميع، إلى حين إجراء انتخابات. الانتخابات هي مفتاح الاستقرار الفلسطيني والإقليمي”.