قاسم: سلاح المقاومة غير قابل للتسليم.. واتهامات لبيروت بالرضوخ للإملاءات الأميركية

وكالات – مصدر الإخبارية
كرّر الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، اليوم الإثنين، رفض حزبه التخلي عن سلاحه، عشية لقاءات يعقدها موفدان أميركيان في بيروت لمواصلة البحث في قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح الحزب قبل نهاية العام.
وقال قاسم في خطاب ألقاه في مناسبة اجتماعية: “فليكن معلوما لديكم، السلاح الذي أعزّنا لن نتخلى عنه، والسلاح الذي يحمينا من عدونا لن نتخلى عنه”، مشترطًا لتسليم سلاح الحزب “إخراج إسرائيل من الأراضي اللبنانية وإيقاف العدوان والإفراج عن الأسرى وبدء الإعمار”.
وتابع: “يجب تسليح الجيش اللبناني وتحميله المسؤولية (إخراج إسرائيل من لبنان)، والمقاومة موجودة كعامل مساعد”. ودعا قاسم الحكومة اللبنانية إلى التراجع عن قرارها، واصفًا إياه بأنه “الخطيئة”، قائلا إنه “اتُّخذ تحت الإملاءات الأميركية الإسرائيلية”.
ورأى أن “الخطوة الأميركية هدفها تخريب لبنان، وهي دعوة إلى الفتنة”.
وتأتي كلمة قاسم بعد ساعات من بيان لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قال فيه إن تل أبيب ستقلّص احتلالها لمناطق في جنوب لبنان “في حال اتخاذ بيروت الخطوات اللازمة” لنزع سلاح حزب الله.
وكان نتنياهو قد وصف قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح الحزب بأنه “بالغ الأهمية”، وأكد مكتبه أنه “في حال اتخذ الجيش اللبناني الخطوات اللازمة لتنفيذ عملية نزع سلاح حزب الله، ستبادر إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات موازية”، تشمل “خفضا تدريجيا لوجود الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع الآلية الأمنية التي تقودها الولايات المتحدة”.
وفي السياق، يزور الموفدان الأميركيان، توم باراك ومورغان أورتاغوس، بيروت الثلاثاء، لعقد لقاءات مع مسؤولين لبنانيين، وسط توقعات بأن يحملا ردًا إسرائيليًا على ورقة أميركية تتعلق بجدول وآلية نزع ترسانة حزب الله، وتشمل ترتيبات أمنية على الحدود وانسحاب إسرائيل من نقاط تتواجد فيها في جنوب لبنان.
وكان باراك قد قال خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت في 18 آب/ أغسطس، تعليقًا على قرار الحكومة اللبنانية تكليف الجيش وضع خطة لنزع سلاح الحزب: “هناك دوما نهج خطوة بخطوة. أعتقد أن الحكومة اللبنانية قامت بدورها. لقد خطت الخطوة الأولى. ما نحتاجه الآن هو أن تلتزم إسرائيل بخطوة موازية”.
وردًا على سؤال حول إمكانية انسحاب إسرائيل ووقف خروقاتها في المرحلة المقبلة، أجاب: “هذه هي الخطوة التالية بالضبط”. وانتقد قاسم هذه المقاربة، قائلا: “لا خطوة خطوة، ولا كل هذا المسار الذي يدعو إلى التنازلات. فلينفذوا الاتفاق (وقف إطلاق النار)، ويقوموا بما عليهم، ثم بعدها نناقش الإستراتيجية الدفاعية”.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقّع بوساطة أميركية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أنهى حربًا مدمرة استمرت عامًا كاملًا بين إسرائيل وحزب الله، ونص على وقف العمليات الحربية، وابتعاد حزب الله عن الحدود، وحصر السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية، وانسحاب إسرائيل من المواقع التي توغلت إليها خلال النزاع.
غير أن إسرائيل أبقت قواتها في خمس مرتفعات استراتيجية، وتواصل شن ضربات شبه يومية على مناطق مختلفة في لبنان، تقول إنها تستهدف مخازن أسلحة للحزب وقياداته.
اقرأ/ي أيضاً: تقديرات الجيش الإسرائيلي: “حزب الله في أضعف حالاته منذ تأسيسه… فقد ثلث قوته”